القاهرة : أعلن في القاهرة مساء أمس، عن وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد صراع مع المرض الشديد. وأعلن المقر البابوي حالة الحداد لرحيل البابا واتخاذ إجراءات ومراسم الدفن التي ستبدأ عقب الانتهاء من الترتيبات الرسمية ووصول أساقفة وبطاركة الكنيسة والأبرشيات في بلاد المهجر. وأصدر حزب “الحرية والعدالة” الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بياناً مساء أمس، قدم فيه العزاء لأقباط مصر، مشيداً ب”رحلة طويلة من العطاء، والتاريخ الوطني والإسهامات الكبيرة في مختلف المجالات الداخلية والخارجية”. وولد البابا شنودة في قرية سلام بمحافظة أسيوط في جنوب مصر، وتوفيت والدته بعد ولادته بسبب حمى النفاس. وقال البابا كثيراً في حياته إن جارات مسلمات لأسرته أرضعنه بعد وفاة والدته. وخدم البابا شنودة الذي حمل في الأصل اسم نظير جيد روفائيل في القوات المسلحة المصرية برتية ضابط احتياط. وعمل البابا شنودة صحفياً وكان يقرض الشعر وكانت ثقافته الإسلامية واسعة. ودرس في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) وحصل على درجة في التاريخ عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية وتخرج فيها وعمل مدرساً للتاريخ. وحضر فصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي وعمل مدرساً بها أيضاً. وعمل خادماً بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمنطقة مسرة في القاهرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الأنبا انطونيوس بحي شبرا في القاهرة في منتصف الأربعينات. وتم ترسيمه راهباً باسم انطونيوس السرياني عام 1954 ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة. وبعد سنة من رهبنته تم ترسيمه قساً. وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. وتم ترسيمه أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية في 30 سبتمبر 1962. وعندما توفي البابا كيرلس في 1971 اختير شنودة للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة ليصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة.