وكالات :تحت عنوان "لمحة عن شخصية الزعيم الليبي معمر القذافي، في التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2009، أبرق جين كريتز، السفير الاميركي في طرابلس، إلى المركز في واشنطن بعض المحات عن شخصية الرئيس الليبي معمر القذافي. وبعد ما يزيد عن العام كشف موقع ويكيليكس عن تلك الوثيقة ضمن وثائق أخرى. وتقول البرقية أنها تستند على إلى معلومات نتجت عن تعامل "قريب من القذافي وموظفيه"، ولا تورد ويكليكس اسم هذا الشخص مصدر المعلومات. ومن الواضح أن البرقية أرسلت قبيل سفر القذافي إلى نيويورك لحضور جلسة الأممالمتحدة عام 2009. ويذكر أن الولاياتالمتحدة وليبيا بقيت علاقاتهما متوترة طيلة حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي على خلفية قضايا عدة، تخلله قصف ليبيا في العام 1985، وحادذة لوكيربي باسقاط طائرة أميركية في اسكتلندا وأدينت فيها ليبيا. وعادت العلاقات ما بعد عام 2008 بزيارة وزيرة الخارجية آنذاك كوندليزا رايس لتكون أول وزيرة خارجية تزورها منذ 55 عاماً. وتقول البرقية أن زيارات القذافي وظهوره في مختلف المؤتمرات، سواء في الداخل والخارج، تكشفت المزيد من التفاصيل عن شخصيته. حيث تقول البرقية ولئن كان من المغري الإشارة إلى أن القذافي غريب الأطوار وغير مستقر نفسياً، فإن الحقيقة أن القذافي ذو شخصية معقدة تمكنت من البقاء في السلطة لمدة أربعين عاما من خلال تحقيق التوازن بين المصالح وأساليب السياسة الواقعية. لكن القنصلية أصرت على تقديم صورة صحيحة، فقدمت له صورة خاصة مناسبة لطلب التأشيرة. وتشير البرقية أن القذافي يكره السفر الطويل جوا، ويخشى الطيران فوق المياه، وأن المسؤولين الليبيين قالوا إن زعيمهم لا يستطيع السفر جوا لأكثر من ثمان ساعات، وهو ما يعني أن القذافي والوفد المرافق له لا بد لهم من المبيت في أوروبا قبل الاستمرار في الطيران إلى أمريكا. رقص الفلامنجو والممرضة الأوكرانية وتقول البرقية أن القذافي يكن وداً خاصاً لرقص الفلامنجو، فقد بدا مغتبطاً جداً أثناء عرض لراقصيها في طرابلس. كما أن القذافي، وفقاً للسفير الأسباني في طرابلس، توقف في اشبيلية في طريق عودته إلى ليبيا من فنزويلا، خصيصا لحضور حفل رقص الفلامنجو. وتقول البرقية أن القذافي صار يعتمد اعتمادا تاما على ممرضته الأوكرانية جالينا كولوتنياستكا، التي وصفت بأنها "شقراء فاتنة، مهمتها الاهتمام بصحة الزعيم ووضعه ومزاجه العام"، وأنها كانت تتنقل بطائرة خاصة للالتحاق بالقذافي عند السفر. وتنقل المراسلة عن بعض المتصلين بالسفارة الأمريكية في طرابلس قولهم إن القذافي "على علاقة غرامية" بالممرضة الاوكرانية، وأن مسؤولا اوكرانيا امتنع عن التعليق عن هذا الأمر، لكنه أكد أن الممرضة ترافق القذافي أينما ذهب. وتوصي البرقية بالمزيد من الانخراط والتعامل أكثر مع القذافي وحاشيته، باعتباره أمراً مهماً ليس فقط لمعرفة دوافع ومصالح أطول دكتاتور حكماً في العالم، ولكن أيضا للمساعدة في التغلب على المفاهيم الخاطئة التي تراكمت خلال عقود من عزلة القذافي.