فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    الحوثيون يتلقون صفعة قوية من موني جرام: اعتراف دولي جديد بشرعية عدن!    رسائل الرئيس الزبيدي وقرارات البنك المركزي    أبرز النقاط في المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي عدن    خبير اقتصادي: ردة فعل مركزي صنعاء تجاه بنوك عدن استعراض زائف    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    "الحوثيون يبيعون صحة الشعب اليمني... من يوقف هذه الجريمة؟!"    "من يملك السويفت كود يملك السيطرة": صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن    تحت انظار بن سلمان..الهلال يُتوج بطل كأس خادم الحرمين بعد انتصار دراماتيكي على النصر في ركلات الترجيح!    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    تعز تشهد مراسم العزاء للشهيد السناوي وشهادات تروي بطولته ورفاقه    مصادر دولية تفجر مفاجأة مدوية: مقتل عشرات الخبراء الإيرانيين في ضربة مباغتة باليمن    المبادرة الوطنية الفلسطينية ترحب باعتراف سلوفينيا بفلسطين مميز    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    عاجل: البنك المركزي الحوثي بصنعاء يعلن حظر التعامل مع هذه البنوك ردا على قرارات مركزي عدن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    الحوثي يتسلح بصواريخ لها اعين تبحث عن هدفها لمسافة 2000 كيلومتر تصل البحر المتوسط    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    لكمات وشجار عنيف داخل طيران اليمنية.. وإنزال عدد من الركاب قبيل انطلاق الرحلة    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    حكم بالحبس على لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    النائب العليمي يؤكد على دعم إجراءات البنك المركزي لمواجهة الصلف الحوثي وإنقاذ الاقتصاد    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الإخوان في اليمن يسابقون جهود السلام لاستكمال تأسيس دُويلتهم في مأرب    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    جماهير اولمبياكوس تشعل الأجواء في أثينا بعد الفوز بلقب دوري المؤتمر    مليشيا الحوثي تنهب منزل مواطن في صعدة وتُطلق النار عشوائيًا    قيادي في تنظيم داعش يبشر بقيام مكون جنوبي جديد ضد المجلس الانتقالي    بسبب قرارات بنك عدن ويضعان السيناريو القادم    تقرير حقوقي يرصد نحو 6500 انتهاك حوثي في محافظة إب خلال العام 2023    لجنة من وزارة الشباب والرياضة تزور نادي الصمود ب "الحبيلين"    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    رسميا.. فليك مدربا جديدا لبرشلونة خلفا للمقال تشافي    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    حكاية 3 فتيات يختطفهن الموت من أحضان سد في بني مطر    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر الغنائي صالح باظفاري :فنانو الخليج يتهافتون على كل ما هو يمني .. وقريباً سنصبح شعب بلا موروث
نشر في حشد يوم 10 - 10 - 2009

" قد يكون كرسي السلطة مربوط بقصيدة " هكذا قال الشاعر الغنائي والباحث في التراث والفنون الشعبية الاستاذ صالح عبيد باظفاري في معرض حديثه عن أهمية الشعر الشعبي وتأثيره ودوره التوعوي في توجيه المجتمع .. إذن لا غرو ان يستقبل باظفاري القصيدة عندما تأتيه كإستقبال مولود جديد منذ كان ابن 14 ربيعاً ، وباظفاري يتمنى ان يشدو فناننا الكبير ايوب طارش ويتغنى بقصائده رغم أن اشهر فناني الخليج قد تغنوا بقصائده مثل عبد الله رويشد وعبد المجيد عبد الله وأحلام وأحمد فتحي وكرامة مرسال وهود العيدروس وغيرهم.
حشد اغتنمت تواجد الاستاذ صالح باظفاري في مسقط رأسه اليمن قبل أن يعود لمقر عمله في المملكة العربية السعودية الشقيقة وتوقفت معه عند عديد من النقاط .. الحركة الشعرية والنقدية في اليمن ، التراث الشفهي وأندثار الموروث الشعبي ، مكانة الاغنية والقصيدة اليمنية في الخليج .. وكيف سنصبح شعباً بلا موروث إن لم تلتفت الدولة الى هذا الجانب .. وأطروحات جريئة ستجدونها في ثنايا هذا اللقاء.

حاوره / مصطفى غليس




* ما هو تقييمك لحركة الشعر الشعبي حالياً في اليمن وهل تؤمن بدور الشعر في توعية المجتمع؟
** الشعر الشعبي لم يصل إلى مرحلة الحداثة العصرية ومواكبة التغيرات وبقى متقوقعا على نفسه في إطاره التقليدي القديم، وما ندر من شعراءنا المتأثرين بالمهجر أو القارئين الجيدين منهم هم الذين بدءوا في خلق ثورة شعرية شعبية حديثة وموقفي منه هو ان الشعر الشعبي عندنا تأخر ولم يقم بدوره المطلوب، وشعرائنا الشعبيين أنغمسوا في ذواتهم ولهذا أنا أقول ان تخلف الشعر الشعي وشعرائه حالياً نتيجة للأطر الثقافية الغير فاعلة ولعدم رعاية الدولة لهم بحكم ان الشاعر الشعبي أو القصيدة الشعبية مؤثرة في المجتمع أكثر من أي فن أو جنس أدبي آخر ورغم ذلك لم تجد القبول والأذن الصاغية لها فتخلفت وظلت محصورة في بيئتها لعدم وجود الدعم والاهتمام بها وبقائليها لا من الأطر الثقافية الخاصة ولا من الجهات الحكومية المختصة.
* أستاذي، برأيك كيف يمكن ان نخرج الشعر الشعبي من العزلة التي يعيشها مقارنة بالاهتمام بالشعر الفصيح؟
** الشعر الشعبي قد يكون مؤثر أقوى من الشعر الفصيح بحد ذاته لأن الشعر الفصيح له ناسه وجمهوره ولكن الشعر الشعبي يفهمه كافة الناس، الطفل والدكتور والأمي والمزارع والبقال والمرأة والحايك والصانع والصياد، يفهمه الجميع ويفهمون ماذا يقول الشاعر الشعبي وماذا يقصد به ولهذا يوصل رسالته بوضوح ولهذا الشعر الشعبي رسالة موصلة للناس أقوى وأبلغ من الشعر الفصيح، ويجب ان تهتم الدولة بالشعراء الشعبيين، فعندنا باليمن الشعراء أكثر من شعراء الفصحى، ونحث الدولة بأن تنظر بمنظار الانفتاح على الشعراء الشعبيين لمال يقدمونه ويؤثرون في توجهات المجتمع وفي أوساطه.
* بالنسبة للشعراء الشعبيين الذين في المهجر، كيف يمكن للحكومة ان تستفيد منهم للترويج لليمن وتحسين صورتها في الخارج سياسياً واقتصادياً وسياحياً وما إلى ذلك، وما الذي تقدمه لكم الملحقيات الثقافية في سفاراتنا بالخارج؟
** شعراء المهجر ممزقون وفي كل دولة تجد ثلة من الشعراء الشعبيين ولكن بدون هوية، بمعنى قد يكونون متمسكون بهويتهم اليمنية وبالهوية الثقافية الوطنية ولكنهم بعيدون عن الهوية الثقافية الشعرية، وهذا لعدم ارتباطهم بالمؤسسة الثقافية الرسمية في الوطن، مع احترامي فالقنصليات الثقافية التي في الخارج لا تقوم بدورها تجاه هؤلاء الناس وعلى الدولة ان تسعى لفتح آفاق لهؤلاء الشعراء في المهجر من خلال مشاركاتهم في المهرجانات التي تقام في الدول التي يقيمون ويعملون بها، وعلى السفارات ان تسعى مع الفضائيات التي في أي بلد لاستدعاء الشعراء للمشاركة في المهرجانات الصيفية التي تقام أو المهرجانات الأخرى ونحن في اتحاد الشعراء الشعبيين – تحت التأسيس - نسعى لربط شعراء الوطن في المهجر مع الاتحادات التي يقيمون فيها.
* هل أنت مع فكرة إنشاء اتحاد للشعراء الشعبيين اليمنيين بعد طال بهم الإهمال؟
** أولاً يجب الإشارة إلى ان الشعراء الشعبيين مشكلين اتحاد لأنفسهم بصفة ذاتية ولكنه اتحاد مغلق حول نفسه، واتحاد الشعراء الشعبيين الذين يضم كل الشعراء من كل مناطق الجمهورية يعد خطوة إيجابية لفتح الأبواب المغلقة التي ظلت موصدة في وجوههم، والاتحاد سيفتح لهم آفاقاً واسعة من خلال المؤتمرات والندوات والأمسيات الخارجية والداخلية والتواصل المباشر بينهم وثانياً سيكون الاتحاد أداة تفاعل وكيان يحفظ حقوقهم من السطو على قصائدهم وأغانيهم، ولا ننسى ان الشعراء الشعبيين هم أنصاف مثقفين أو أميين رغم إبداعاتهم التي تجاوزت بعضها الآفاق ولهذا الاتحاد سيشكل لهم دافع ويكون لسان حالهم أمام المؤسسات الثقافية وأمام السلطات وأمام الجهات التي تهتم أو تستفيد من إنتاجهم الشعري بما في ذلك شركات الإنتاج الفني.
* وأنت واحد من الأعضاء المؤسسين لاتحاد الشعراء الشعبيين اليمنيين، ماذا يعني لكم ان يكون العميد الركن احمد علي عبدالله صالح رئيساً فخرياً لاتحادكم؟
** في الواقع الانتماء إلى الاتحاد شرف لي ويشرفني ان أكون من الأعضاء المؤسسين للاتحاد وربما يكون هذا شرف لا استحقه، أما تبني قائد وإنسان ك أحمد علي عبدالله صالح الرئاسة الفخرية لهذا الاتحاد فهذا فخر للشعراء الشعبيين بحكم ان هذا الرجل إنسان قبل ان يكون قائد والإنسانية عند الشعراء الشعبيين لو احتواها رجل كهذا ستنتج عنها نتائج أفضل وتفتح لهم آفاق أوسع.
* لماذا لا يلتفت النقاد إلى الشعر الشعبي والعامي ومبدعيه؟
** النقد بشكل عام اختفى منذ أوائل السبعينيات.. اختفت المؤلفات النقدية، كتب، جرائد، مجلات.. كتاب، نقاد، وأصبحت غالبية الأقلام اليوم لا تكتب إلا القدح أو المدح وأصبحنا نفتقر إلى النقد البناء وأصبحنا نتكلم عن شخصية الشاعر وذاته بعيداً عن نصه وهذا من ضمن الأسباب التي أدت إلى ضمور الإبداع.
* هل تسللت السياسة ومتاعبها إلى شعر باظفاري؟
** باعتقادي ان غالبية اليمنيين يواكبون السياسة ويتناقشون فيها ويواكبون ما يجري في مقايلهم ومجالسهم ومنتدياتهم في أفراحهم وأتراحهم.. والشعر جزء من السياسة وقد يكون كرسي السلطة مربوط بقصيدة ولكن اليمن بدون عرش وبدون مملكة ولذلك أصبح غير مؤثر في المجتمع ولهذا وجدت الفوضى.
* أين نجد الوطن في شعر صالح باظفاري؟
** الوطن عندي قصيدة وهو موجود في كل قصائدي حتى في العاطفية منها ولو قرأتها قراءة جادة لوجدتها وطنية وقد غنيت لي الكثير من الأغاني الوطنية وآخر قصيدة كتبتها للوطن يحضرني منها:
هاهنا آثار أروى
وعروش بلقيس
هاهنا التاريخ يروى
من قبل رمسيس
من قال ما هذا الزخارف
قلت اليمن
وهذي المواقع والمصايف
قلنا اليمن
تاريخ وحكايات صدرها الزمن
هنا اليمن هنا اليمن هنا اليمن
* هل تكتب القصيدة الفصيحة وكم ديوان صدر لك حتى الآن؟
** بصراحة لم أجرب الخوض في الشعر الفصيح.. أجد ذاتي مشدوداً إلى القصيدة الشعبية والغنائية ولي عدد من الأعمال المطبوعة والصادرة حتى الآن هي تغاريد القلوب (شعر) والحادي في مدح النبي الهادي (شعر) أما الأعمال الشعرية المخطوطة فهي (مواويل ساحلية، هموم شاعر، خبايا الليل، إهداء إلى امرأتي) كما أنني جربت الكتابة في المسرح الغنائي وقدمت لوحة غنائية راقصة أسمها (حوار المدن) عرضت في مهرجان صلالة 2007م وكذلك (شعراء من بلدي) التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان البلدة، ولوحة (الشراع) قدمتها فرقة سالم سعيد في مهرجان دبي للتسوق، ولوحة (القناصة) قدمتها عدد من الفرق الشعبية بمحافظة حضرموت ضمن مشاركات احتفالية صنعاء عاصمة الثقافة العربية.. وقد خضت أيضاً في مجال المسرح الفكاهي وقدمت مسرحية (بُرمة) ومسرحيات (عامر ما هو عامر، في الإسكان، برمة في الخدمة العسكرية) وقد مثلت جميعها، إضافة إلى ذلك فقد ساهمت في كتابة بعض المنلوجات مثل (الفقر يلقي قصص، فوضى، يا بلدية، لا توظفونه، مُتُ قاعد).
* من الذي يذهب إلى الآخر القصيدة أم صالح باظفاري؟
** القصيدة تأتي إليَّ ولا أذهب إليها أو أجبر نفسي على كتابة قصيدة لكني استقبلها عندما تأتي كاستقبال مولود جديد.
* من أكثر من غنى قصائدك وما هي أقرب غنائياتك إلى قلبك؟ وإلى كم يصل عددها؟
** أكثر من غنى لي هو الفنان محفوظ محمد بن بريك والفنان سعيد عبدالمعين (شيخ الفنانين) وهؤلاء هم من دفعوني إلى الساحة الغنائية وعمري 14 سنة عندما غنيت لي أول قصيدة بعنوان "مشتاق لك يا زين يا قرة أعيان" التي غناها بعد ذلك الفنان احمد فتحي في إحدى أشرطته.
وكل الأغاني التي ألفتها قريبة إلى قلبي لا أفاضل بين أي منها.
أما بخصوص عددها فيه وقد تتجاوز خمسمائة قصيدة غنائية منها ما هو موثق ومسجل والبعض الآخر أنا بصدد توثيقها وغنائياتي تتوزع بين العاطفة والوطنية.
* من هو الفنان الذي يلامس شغاف قلبك وهو يشدو بقصائدك ومن الفنان الذي تتمنى ان يغني لك؟
** على مستوى الداخل الفنان محفوظ محمد بن بريك وهو الفنان الذي أحسست أنه يوصل ما تكتبه.. أما خارجياً فاستطيع القول الفنانة أحلام أكثر من وصلت نفس صالح باظفاري للناس لامست شغاف قلبي بل وشغاف كل من استمع إليها، أما الفنان الذي اتمنى ان يغني لي فهو الفنان أيوب طارش شافاه الله وأمد في عمره.
* هل بإمكانك ان تذكر لنا البعض الفنانين الذي تغنوا بقصائدك سواءً في الداخل أو على مستوى الخارج؟
** من اليمن غنى لي كثير منهم (سعيد عبدالمعين، كرامة مرسال، احمد فتحي، محفوظ بن بريك، بدوي الزبير، الثلاثي الكوكباني، علي العطاس، هود العيدروس وآخرون) ومن السعودية (عبدالمجيد عبدالله، خالد الخطيب، محمد الطويحي) ومن الكويت (عبدالله الرويشد، خالد الملا، عبدالله السالم، عبدالعزيز الضويحي) ومن الإمارات (أحلام، اليازية)، أما من المغرب (فدوى المالكي، أسماء المنور) ومن مصر (شيرين أحمد).
* ما هو جديدك؟
** هناك ما يقارب خمس أغاني قد تنزل قريباً إلى الأسواق لعدد من الفنانين كما ان هناك أغنية مع الفنانة أحلام وعمل جديد بعد توقف لمدة أربع سنوات بالإضافة إلى عمل آخر مع خالد الخطيب وعمل مع الفنانة شيرين احمد وآخر مع عبدالمجيد عبدالله، وهناك شبه اتفاق على عمل مع الفنان عبدالله الرويشد وهناك عمل جديد نزل السوق مؤخراً مع الفنان محمد الطويحي.
* قرأت في سيرتك الذاتية ان لك اهتمامات في البحث والتقصي عن الموروث الشعبي وجمعه.. حدثنا عن هذا الجانب؟
** اهتمامي بالموروث الشعبي يعود إلى مراحل مبكرة من عمري كشغف وعشق مازال يلازمني حتى اليوم سواءً بالبحث والتقصي وجمع الموروث الشعبي المغُنى أو غير المغنى وكلما قمت بتأليفه وتوثيقه من هذا الموروث الخصب كان بمجهود ذاتي ولي العديد من البحوث المخطوطة التي أخضعتها للدراسة بعد جمعها ومنها الأهازيج الشعبية في الحرف اليدوية الفكاهية عند شعراء الملاحة ،الإيقاعات الشحرية في الأغنية المحضارية والحامي في عيون المحضار ، وحكايات نواخذة السفن الشراعية، بالإضافة إلى عدد من الكتابات والدراسات المنشورة في عدد من الصحف المحلية والعربية وأعمال أخرى منها طرائف محضارية وجواهر العقود في ما قيل عن ابن عبود.
* كل المؤشرات تؤكد ان الفلكور والموروث الشعبي اليمني يندثر ويتلاشى يوماً إثرأ آخر قبل ان يوثق ويحفظ فمن المسئول عن ذلك الضياع؟
** كل الأطر والجهات المعنية بالثقافة بشقيها العام والخاص مسئولة عن هذه الكارثة الثقافية التاريخية وخصوصاً مؤسسات الدولة التي يتوجب عليها حفظ هذا الموروث من النسيان والاندثار والسرقة وقريباً سنصبح شعب بلا موروث إذا لم تلتفت الدولة إلى هذا الجانب وتسعى إلى توثيق وحفظ ما تبقى في ذاكرة المهتمين والمعاصرين.. أضرب لك مثل واحد هو جانب التراث البحري لو بحثت في كافة المكتبات اليمنية بشكل عام فلن تحصل حتى على كتاب واحد وخصوصاً التراث البحري الغنائي رغم انه غزير فأين هذا التراث وأين المؤسسات الثقافية وأين كتابنا وأين نقادنا وأين باحثينا من هذا الجانب؟ والأدهى من كل ذلك اننا أصبحنا شعب مستورد لثقافات الآخرين ونحاول تقليدها مع ان الكثير من الباحثين والمستشرقين كانوا وما يزالوا يهتمون بتراثنا وثقافتنا وأدبنا الشعبي الغني بتنوعه وانفراده وتميزه عن بقية الشعوب ولقد قابلت شخصياً كثيراً من الفرنسيين والأوروبيين الذين أتوا للبحث والتنقيب عن تراثنا وأدبنا الشعبي وأخذوا درجاتهم العلمية الماجستير والدكتوراه بفضل أدبنا وتراثنا الشعبي الذي نهمله نحن.. الغائب حتى عن مناهجنا التعليمية بمختلف المراحل الدراسية وخصوصاً الجامعية.
* الأغاني اليمنية تحظى باهتمام فناني الخليج وخصوصاً المبتدئين.. فما سبب ذلك باعتبارك قريب من الوسط الفني الخليجي؟
** من خلال تجربتي واحتكاكي بفنان الخليج والوطن العربي وجدت ان الفنان الخليجي أو العربي مهتم بالقصيدة اليمنية بشكل غير طبيعي وتطلب طلب.. لأن القصيدة الغنائية اليمنية محورة تحوير موسيقي متكامل من لفظ إلى نغم.. عندما تقرأ القصيدة الغنائية اليمنية تجد النغم ينساب في نفس الكلمة ومن ناحية أخرى يهتم فنانو الخليج بالغنائيات اليمنية لأنه لا يوجد فنان خليجي حظي بشهرة واسعة إلا من خلال قصيدة يمنية وقد أصبح تقليد متبع حتى ان شركة روتانا تنصح الفنانين باللجوء إلى القصائد الغنائية اليمنية وخصوصاً الحضرمية واللحجية والصنعانية وهذا يعني أن الفنان الخليجي لا يستطيع ان يتحرك الا بخطوات يمنية ولا يمكن ان ينزل شريط خليجي بدون أغنية يمنية والغريب ان الفنانين اليمنيين في داخل الوطن يتسابقون على غناء بعض الأغاني المستوردة في جلساتهم والمقايل والسمرات ويظنون أنها أغاني خليجية مع ان معظمها يمنية وهم لا يعلمون ان بضاعتنا ردت إلينا.. والدليل على ذلك ان مئات الأغاني ظلت مهملة لأعوام طويلة ولم تلق أية شهرة ولم يعترف بها أي فنان يمني إلا بعد ان ذاع صيتها في الخليج وليس أدل على ذلك من أغنية "لمى قلبي حكى" التي ظلت أربع سنوات وهي تغنى في حضرموت وصنعاء ولم تشتهر وعندما عادت إلينا بصوت الفنانة أحلام من الخارج انتشرت الأغنية واشتهرت وصارت من الأغاني التي تغنى في كل مقيل وجلسة وحفلة في شتى ربوع الوطن.. وهذا يدعونا للتساؤل لماذا نهمل كل ما هو محلي؟ لماذا؟!!
* فنانون خليجيون كُثر تغنوا بأغان يمنية ولم ينسبوها إلى مصدرها الأصلي، وهناك من يسمي هذه الظاهرة سطواً ويرى انها تشكل خطراً على التراث اليمني بينما الفريق الآخر يرى ان هذه الظاهرة خدمت الأغنية اليمنية أكثر مما أضرت بها.. تعليقك؟
** أنا لست مع من يسمون هذه الظاهرة أو التطاول سطواً أو سرقة سواءً من قبل فناني الخليج أو من غيرهم.. واعتقد ان للخليحيين فضل في تطوير الأغنية اليمنية وانتشارها خارجياً، فالأغنية اليمنية تظل معروفة المصدر والنسب حتى وإن حاول من تغنى بها إخفاء ذلك لكون الروح اليمنية تتبدى فيها سواءً في الكلمة أو في اللحن.. وكما قلت لك سابقاً فالتراث اليمني غني ومتشعب سواءً الغنائي أو الشعبي لكنه ممزق ومشتت وغير موثق لهذا فلا نلوم الآخرين عندما يغترفوا من هذا النبع والمعين الذي لا ينضب طالما أن الدولة لم تقم بواجبها في مثل هكذا أمور.. قبل ان نلوم الآخرين علينا ان نوجه اللوم لمؤسسات الدولة وخصوصاً وزارتي الثقافة والإعلام في الداخل لعدم العمل على توثيق هذا التراث الغني لحمايته وكذلك على السفارات اليمنية في الخارج أن تلعب دوراً كبيراً في حماية تراثنا الذي أصبح لعبة بأيد الآخرين.
وأنا هنا أتوجه بالعتب واللوم إلى إخواننا الخليجيين الذين لا ينسبون الأغاني إلى مصدرها الحقيقي كون الواجب عليهم ان يتقصوا الحقائق ويعرفوا لمن هذا النص ولمن هذا اللحن.. بدلاً من التهرب من الحقوق المعنوية والمادية لصاحب الحق، وانصحهم أيضاً ان يتقصوا الحقائق حتى لا يقعوا في مثل هذه الإشكاليات.
* ما تقييمك للأغنية الصنعانية كلمات ولحناً وأداءً؟
** لو نظرنا إلى القصيدة الصنعانية لوجدنا ان جذورها ضاربة في عمق التاريخ.. لكن الملاحظ ان القصيدة الصنعانية ظلت متقوقعة حول نفسها نوعاً ما ولم تطور من نفسها بحكم عدم قدرة شعرائها على التجديد والتحديث وأيضاً لعدم قدرة فنانينا الذين يغنون اللون الصنعاني على تطوير أساليبهم وأدواتهم واقتصار أدائهم على العود والايقاع فظلت حبيسة اليمن إلا ما ندر ولم تبارح الحدود الاباصوات فنانين عرب أو يمنيين هاجروا من اليمن مع ان الأغنية الصنعانية ثرية وألوانها كثيرة وقابلة للتجديد والتطوير ومواكبة العصر.. ومع احترامنا لفنانينا الذين يجيدون الغناء الصنعاني منذ الآنسي والسمة حتى آخر فنان ظهر اليوم أؤكد أنهم عجزوا عن إعطاء الأغنية الصنعانية حقها وخصوصاً فناني اليوم فغالبيتهم ينهلون من التراث ويشوهون غالبيته ولا يرغبون بتطوير أنفسهم وتنويع الأغنية.. ولو نظرنا إلى الأغنية الحضرمية أو اللحجية لوجدنا ان فنانيها يحاولوا ان يطروا من أنفسهم ومن الأغاني التي يؤدونها وان يجددوا.. أن ينوعوا في الغناء فرغم ان حضرموت ساحلية لكن نجد أنها منفتحة على جميع المناطق وعندهم ألوان شتى ولو قارنا فسنجد أن صنعاء أكثر تنوعاً وثراءً وفيها ألوان شتى لكن السائد هو تلك الأغاني التي أجادها الرواد وسار على خطاهم من تبعهم من فنانين حتى اليوم لذلك فان العيب والخلل يكمن في الفنان نفسه.. الفنان الذي عجز ان يجدد ويطور نفسه وفنه وأنا أحثهم على سماع نتاج السابقين وان يعملوا على تطويره ونقله للخارج.. لنشاهد أبو بكر وأحمد فتحي ماذا فعلوا للأغنية الصنعانية وكيف أجادوها وطوروها وأدخلوا عليها الآلات فتجاوزت الأغنية الصنعانية الآفاق.. الشيء الآخر وهو الأهم ان كل فنان ومبدع بحاجة لمساعدة ودعم واهتمام سواءً في صنعاء أو عدن أو حضرموت وتكريم يعطيه الحافز للإبداع والتطوير..
* لكونك من مدينة الشحر وواحد من مجايليه حدثنا عن علاقتك بالشاعر والموسيقار الراحل حسن أبو بكر المحضار؟
** ربطتني بالمرحوم حسين المحضار علاقة أب بابنه أو علاقة أستاذ بتلميذه ومازلت وكثير من زملائي نعتز بتتلمذنا علي يديه وإننا من خريجي المدرسة المحضارية.. ويزيدني فخراً إن قلت إنني كنت واحداً من مؤسسي منتدى الاثنين المحضاري بمدنية الشحر عام 1987م الذي كان المرحوم المحضار عميده ومستضيفه بمنزله العامر إن شاء الله.
وقد جرت بيننا وبين المحضار الكثير من مساجلات الشبواني والعدة، ومسامرات الدان، ورقصات الهبيش والغية والنوح والغياضي وكذلك مع أبرز شعراء حضرموت مثل ناصر يسلم بن ناصر وسالم محمد مفلح وسعيد عنبر فرج وعوض سالمين باصالح وعوض سالم عبدن وعمر محمد باعباد وعلي سالم بامهدي وأصدرت كتاباً عنوانه طرائف محضارية عن بعض ما كان يدور في مجلس المحضار.
* احتفت وسائل الإعلام الخليجية والعربية بالأستاذ صالح باظفاري وقدمته للجمهور بأكثر من طريقة بينما يظل صالح باظفاري وكثيرون من المبدعين بعيدين عن تناولات الإعلام اليمني.. لماذا برأيك؟
** الإعلام نصف الإبداع ولولا الإعلام لما ظهر المبدع إلا بعد جهد جهيد والمبدع سواءً الشاعر أو الفنان أو الأديب أو غيره بحاجة لخدمات الإعلام ولولا الإعلام ما برز هو ولاعرف الناس عنه شيئاً، لكن الإعلام اليمني بشكل عام لا يهتم بهذا الأمر وإن سلط الأضواء فلا يسلطها إلا على من لا يستحق ذلك، وساطات، علاقات، مصالح، أما المبدع الحقيقي فلا يهتم به أحد.. وأنا هنا لا أتكلم عن نفسي بل أتكلم عن جنود مجهولين يخدمون الوطن لكن الوطن لا يخدمهم إعلامياً.
* ما هي الرسالة التي توجهها لمن يريدون إعادة اليمن إلى الوراء؟
** اليمن لا يمكن وعلى مر العصور ان يتراجع إلى الخلف والخلافات موجودة في كل دولة وفي كل زمان وإن وجدت خلافات فهي خلافات عابرة واليمن يبقى جبل عصي ولا يمكن ان يزحزح ولا يمكن لأي كان أن يؤثر فيه أو يرجع عجلة التاريخ إلى الخلف مهما كان.. ولمن يحاولون ذلك أقول لهم إلى هنا ويكفي فقد عانى الوطن والمواطن كثيراً.. تخلف، جهل، حروب، نزاعات، فقر، لذلك دعوا الشعب يمضي نحو التقدم ونحو آفاق أرحب وأوسع دعوه يواكب حداثة المستقبل ولن نعود للخلف تحت اي ظرف من الظروف.
سيرة
صالح عبيد باظفاري
مواليد 1963م – مدينة الشحر – محافظة حضرموت.
متزوج وله ابنتين تغاريد – 9 سنوات ، واسماء – 6 سنوات.
يعمل في المملكة العربية السعودية منذ 1994م ويزور مسقط رأسه اليمن من حين الى آخر .
له اكثر من 13 مؤلفاً ما بين ديوان شعر وبحوث في التراث والنقد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.