رحلة الصبح والمساء خبز وماء هم وعناء وأفكار رعناء وذكريات حب حسبته أرضي والسماء ظننته يعرف مثلي الوفاء لكنه ظل يأخذ حتى الاكتفاء ثم تولى إلى حيث شاء تاركا قلبي وطنا لنائبات والبلاء كف تغرف وأخري بلا عطاء هو الدواء لكن جرحي يقتله هذا الدواء وحين أذكره ألعن ذلك اللقاء وأود لو أن عمري كله كان ذلك اللقاء سئمت الحياة وجرح الحب ينزف فيه وحين اجلس على الأريكة وقت العصرية أفكر في سنين العمر المطوية وأذكر كيف كنت صبية شقية كنت أعيش بطريقة عفوية أدندن للحياة بأغنيات فيروزية لا هم لي سوي أن أحي الحياة بحرية وحلمي أن تعم الديمقراطية كل البلدان العربية وأن يفهم الناطقون بالعبرية أن القدس عاصمة لدولة فلسطينية وأن اقتلاع الأشجار الزيتونية جريمة حرب بربرية وحين أستمع إلى أخبار الجزيرة القطرية أتذكر تلك المقولة المنسية بأن هذه الأمة المحنية ستعود كما كانت واقفة قوية في وحدة عربية هي كل ما نتمناه لكن الذي أخشاه هو أن نموت ولا نراه حلم عربي حلمناه منذ كنا أجنة وانتظرناه فلما شخنا لأطفالنا ورثناه وفي وطن عشقت ثراه ووضعنا نواة الوحدة في رباه فمتى يظهر البرعم من نواه ومن صلب اليمن يولد عالمنا الموحد في بناه يا وطني أقسم لن ترى الانفصال ما دمنا نتنفس ولنا فيك أباء وأطفال وأحلام وأمنيات ونساء ورجال وذكريات حب حتى الآن لم أنساه وقلب لو فتشوا محتواه لوجدوا اليمن يتربع على عرش في أقصاه يا أيها الحب الذي فجر فيني ألغام هواه قتلت قلبي وأنت من كنت قد أحياه تركتني أغني أواه على وتر الحزن وموسيقاه فتبا لقلبك على قسواه وتبا لقلبي على هواه غدا عيد الحب وكل فتاة عذراء تنتظر وردة حمراء وأنا على قارعة العشاق ارسم ابتسامة صفراء هم يتذكرون وروميو وجوليت وقصة قيس وعفراء وإنا أتذكر حرب داحس والغبراء وحين ينتهي المساء ويأتي الصباح سأكتب على بوابة قلبي هنا ترقد الجراح هنا حيث لا مكان لصفاء والأفراح هنا جثمان حبي المقتول بلا سلاح هنا أنا فلا داعي للإزعاج يا عصافير الصباح
