هل تحولت الاممالمتحدة الى كيان من الهزالة بحيث انه لم يعد ثمة من يثق بوعوده بسبب عدم الوفاء بها والتنكر للاتزامات التي اخذتها على عاتقها في الملفات الدولية الاكثر اهمية المتعلقة بحياة الانسان؟؟ يبدو ان هذا هو الواقع المعاش راهنا الذي نلمسه من سلوكيات موظفي اليونامي مع ملف ليبرتي وسكانه وجرائم القتل التي ترتكبها ضدهم العصابات العميلة للنظام الايراني واخر هذه السلوكيات هي اهمالهم المتعمد تفقد اوضاع السكان اثر جريمة 26 كانون الاول حين اسقط القصف الصاروخي على المخيم اربعة شهداء واكثر من سبعين جريحا جراح بعضهم خطيرة ،فقد اكتفى موظفو اليونامي بعد القصف بزيارة المخيم لمدة نصف ساعة فقط بينما ينص الاتفاق الرباعي الذي كانت الاممالمتحدة احد اطرافه على ان تحضر هيأة المراقبين 24 ساعة في اليوم لضمان امن السكان وتلبية احتياجاتهم الانسانية ،ان مثل هذه السلوكية تكشف بكل وضوح تخلي الاممالمتحدة عن التزاماتها ما يستوجب ادانة هذا السلوك وكشفه للراي العام الدولي ومطالبة الولاياتالمتحدة الطرف الاخر في الاتفاق الرباعي اخذ الامر على عانقها والتصرف باية وسيلة تمنع تكرار ارتكاب الجرائم ضد سكان ليبرتي وان تضغط على الاممالمتحدة للتصرف على وفق مسؤوليتها الاممية والحكومة العراقية الطرف الرابع للايفاء بتعهداتها ،وسحب قوات سوات والفرقة الذهبية من المخيم فهي تثير ريبة السكان الذين فقدوا الثقة تماما بالقوات العراقية ،وهم يعيشون قلقا مدمرا هذه الايام بحسب ما كشفته المقاومة الايرانية حول مؤامرة تحاك تحت ستار ان داعش ستهاجم المخيم وتبطش بسكانه بينما يكون الفاعل قوات القدس ومن يسير في ركابها من الارهابيين المحلين بعد ان تم توفير ازياء تماثل تلك التي يرتديها اعضاء داعش بحسب تخطيط قاسم سليماني الذي يمارس ضغطا شديدا على الحكومة العراقية للاسراع بتنفيذ الجريمة وبخاصة بعد كاس السم الذي تجرعه النظام الايراني في ملفه النووي واتفاق جنيف الذي وقعه مرغما ،نلفت الانتباه نحن الذين نتابع وقائع الجريمة التي ما زالت تركب ضد الانسانية في ليبرتي ،ان العالم لم يعد مكانا امنا تحترم فيه حقوق الانسان مع هذا الصمت المخزي وبخاصة من الدول الكبرى التي تدعي ان الحامي والمدافع الاكبر عن حقوق الانسان .
