وصل إلى القاهرة، مساء الثلاثاء، وفد سوري يترأسه عماد الأسد، وهو ابن عم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قادما من دمشق، في زيارة أثارت التساؤلات حول الهدف الحقيقي من وراء هذه الزيارة. ووفقا لتقارير صحفية مصرية، فإن عماد الأسد والوفد المرافق له، سيلتقي خلال زيارته التي تستغرق عدة أيام، عددا من المسؤولين في النظام المصري، لبحث تطورات الوضع في سوريا، على ضوء تأييد مصر للتوصل إلى "حل سياسي" للأزمة السورية المستمرة منذ أربعة أعوام تقريبا. وتأتي هذه الزيارة قبل أيام من بدء جولة جديدة من الحوار بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة، تستضيفها روسيا، وهي الحليف القوي لنظام الأسد، كما تتزامن مع زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي للقاهرة، تمهيدا لزيارة مرتقبة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر قريبا. تفسيرات متضاربة وتضاربت التفسيرات المصرية والسورية حول طبيعة زيارة الأسد للقاهرة، حيث نقلت تقارير صحفية عن مصادر في مطار القاهرة قولها إن عماد الأسد يزور مصر تلبية لدعوة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية، وتتخذ من القاهرة مقرا لها، ولا علاقة لها بالعمل السياسي. وأوضحت المصادر أن زيارة الوفد للقاهرة تعليمية، حيث يرأس عماد الأسد الأكاديمية البحرية في اللاذقية، وجاء "لتبادل الخبرات في مجال العلوم البحرية". لكن الأكاديمية العربية للنقل البحري نفت توجيه أي دعوات لعماد الأسد أو أي مسؤول سوري آخر. وأوضح مصدر في الأكاديمية، أن عماد الأسد يعمل كأحد موظفي الأكاديمية في فرع اللاذقية منذ عام 2004، مشيرا إلى أنه قدم إلى مصر بصحبة أسرته، وحصل على تأشيرة الدخول من السلطات المصرية دون تدخل الأكاديمية. وأكد أنه من المقرر أن يُعقَد في الأكاديمية اجتماع لمجلس إدارة فرع سوريا، الذي يترأسه الأسد، ويحضره أعضاء المكتب التنفيذي من السوريين والمصريين. من جانبه، قدّم القائم بأعمال السفارة السورية في القاهرة، رياض سميح، تفسيرا ثالثا لوصول عماد الأسد إلى مصر، فقال في تصريحات صحفية إن الزيارة شخصية، وليس لها أي صفة سياسية، بحسب صحيفة اليوم السابع. وكان في استقبال الأسد في مطار القاهرة عدة مسؤولين مصريين، لم يعرف أحد الجهة التي يتبعونها، وما إذا كانوا يعملون في وزارة الخارجية أم رئاسة الجمهورية. ونفى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الثلاثاء، وجود مبادرة مصرية لحل الأزمة السورية، مؤكدا أن مصر لديها تصور شامل لحل الأزمة فقط. وأوضح شكري أن مصر تواصل دائما اتصالاتها مع الجهات الفاعلة في الملف السوري، وتستمع إلى جميع الأطراف داخل البلاد أو خارجها، لإيجاد تسوية سياسية تصب في مصلحة الشعب السوري عبر وقف الاقتتال. ورفض الربط بين زيارة عماد الأسد للقاهرة حاليا وبين وجود مبادرة مصرية لحل الأزمة في سوريا، مؤكدا أن زيارته غير رسمية، وأن مصر لم تطرح أي مبادرات. تعليق سوري لكن مصادر سورية أكدت أن زيارة الوفد السوري للقاهرة برئاسة عماد الأسد ستناقش عدة ملفات، أهمها الجانب السياسي والأمني والاقتصادي. ونقلت صحيفة "فيتو" المصرية -المقربة من الأجهزة الأمنية- عن المصادر السورية قولها، إن الوفد السوري سيناقش خطة مصرية تهدف إلى إنهاء النزاع في سوريا، تقضي بأن يكون لرفعت الأسد وهو عم رئيس النظام السوري دور أساسي فيها، وهو ما يتوافق مع المبادرة الروسية التي تدعمها مصر. ورجحت المصادر احتمالية عقد اجتماع ثلاثي بين مسؤولين مصريين والوفد السوري، ونائب رئيس الوزراء الروسي الذي يزور القاهرة حاليا. وتابعت المصادر أن من بين الملفات التي سيبحثها الوفد السوري، ترسيم الحدود البحرية بين مصر وسوريا، لحفظ حقوق الدولتين في حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، استكمالا للقمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة بين رؤساء مصر واليونان وقبرص، "في ظل سعي تركيا وإسرائيل للاستحواذ على غاز المتوسط"، على حد قولها. وتابع بأن الملف الثالث هو الملف الأمني، حيث سيتبادل الطرفان المعلومات حول المصريين المنضمين إلى الجماعات المسلحة في سوريا، وسبل مواجهة تدفق المسلحين الأجانب إلى سوريا، في إطار التعاون بين نظامي السيسي والأسد لمواجهة "الإرهاب".