لم يمر سوى يوم واحد على وصول الطائرات الكويتية، حتى أصدرت المملكة العربية السعودية، اليوم الاثنين 2 سبتمبر/أيلول، قرارا بإرسال جسر جوي بصورة عاجلة. ونشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" بيانا جول انطلاق طائرتين بصورة عاجلة، كأولى طلائع الجسر الجوي السعودي، الذي قرر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تسييره إلى السودان.
وستحمل الطائرات السعودية، مواد إيوائية وطبية إلى السودان، تمهيدا لنقلها إلى المناطق المتضررة من السيول.
كما أعلنت المملكة أن الطائرات السعودية سيرافقها فريق متخصص من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لمتابعة عمليات التوزيع والإشراف عليها.
وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة في تصريح صحفي، إن "الجسر الإغاثي الذي انطلق اليوم يأتي تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بتقديم الإغاثة العاجلة للأشقاء السودانيين الذين تعرضت بلادهم بعد دخول موسم الأمطار إلى سيول كبيرة تسببت في سقوط أبنيه وقطع للطرق وزيادة في منسوب مياه النيل وتكوم برك من المياه الراكدة، ما نتج عنها تكاثر الأوبئة والحشرات وتسببت في أمراض مصاحبة مثل انتشار مرض الملاريا".
وقال الربيعة: "سيتم تقديم المساعدات الإغاثية للمناطق المتضررة في ولاية الخرطوم وولاية النيل الأبيض وولاية نهر النيل، وتشمل ألف خيمة، و 6 آلاف بطانية، وألفي بساط، فضلا عن تقديم أجهزة رش مزودة بالمبيدات اللازمة لمنع انتقال الأوبئة والأمراض ومواد ومحاليل طبية تزن 5 أطنان، إضافة إلى توزيع 1500 سلة غذائية للمحتاجين، تزن 111 طنا".
وأكد رئيس المركز أن يقوم به الملك سلمان يؤكد الحرص على الشعب السوداني، الذي يكن له العاهل السعودي كل تقدير واحترام.
وبين أن هذه المساعدات تبرز الدور المحوري للمملكة على مستوى العالم في تقديم المساعدات للمحتاجين، أينما كانوا بكل حيادية، سائلا المولى عز وجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية وأن يجزي مملكة الإنسانية خير الجزاء، ويرفع عن الأشقاء السودانيين هذه الجائحة.
وأعلن نائب مفوض العون الإنساني بالسودان، محمد فضل الله سراج الدين، عن تأثر 14 ولاية جراء السيول والأمطار، التي تشهدها البلاد.
جاء ذلك خلال حديثه في منبر وكالة السودان للأنباء، اليوم السبت، والذي نظمته شبكة منظمة بحر أبيض للحديث حول دعم قرى ولاية النيل الأبيض التي دمرت تدميرا كاملا جراء السيول والأمطار، مشيرا إلى أن ولاية النيل الأبيض تعتبر من أكثر الولايات تضرراً من السيول والأمطار.
وأكد سراج الدين أن عدد العائلات المتضررة جراء السيول بلغ 35.239 عائلة، فيما بلغ عدد الأفراد المتأثرين بنحو 340 ألف شخص، مشيرا إلى 45 % من مجموع المتضررين سجل بولاية النيل الأبيض.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن وفاة 61 شخصا وإصابة نحو 100 آخرين جراء السيول والأمطار، التي تشهدها البلاد في هذه الفترة من العام.
وأفاد إعلام مجلس السيادة الانتقالي في السودان، بأن أولى طائرات الجسر الجوي الكويتي قد وصلت إلى مطار الخرطوم الدولي، اليوم الجمعة، تحمل مواد طبية وغذائية وبطانيات لدعم متضرري السيول والفيضانات في البلاد، وكان في استقبالها رئيس وأعضاء لجنة استلام الدعم الخارجي في مجلس السيادة الانتقالي.
وذكر إعلام مجلس السيادة الانتقالي، بأن سفير دولة الكويت في الخرطوم بسام القبندي، قد أعلن في تصريحات صحفية، عن استمرار وصول الطائرات المحملة بالمواد الصحية والمواد الغذائية ومواد الإيواء من الكويت إلى السودان حتى تنجلي الأزمة الحالية التي تسببت فيها معدلات هطول الأمطار العالية هذا العام في السودان.
من جانبه، أوضح رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتي هلال الثائر، بأن "تسيير الجسر الجوي الكويتي إلى السودان يجيء تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بالوقوف مع السودان في هذا الظرف"، مشيرا إلى أن الطائرة التي وصلت إلى الخرطوم اليوم تحمل 40 طنا من المواد الغذائية والصحية والبطانيات، بحسب إعلام المجلس.
ووفقا للإعلام، قال الثائر، إن "الهلال الأحمر الكويتي سيجتمع مع الجهات المختصة في السودان لمعرفة وتحديد الاحتياجات وسيكون هناك جسر جوى في المستقبل بين الكويتوالخرطوم بحسب المتطلبات التي سيتم تحديدها".
