قالت رئيسة منتدى الشقائق العربي- أمل الباشا إن اقتحام المنتدى مساء أمس الأول الأحد, يأتي ضمن سلسلة من الاقتحامات التي تعود عليها المنتدى وطاقم المنتدى, موضحة أن فرامل سيارتها قد تم قطع أسلاكها من أناس مجهولين. وأوضحت, في لقاء خاص مع مجموعة من الصحفيين وناشطي منظمات المجتمع المدني الذين تجمعوا لمناصرة المنتدى, أن هذا الاقتحام وهذه السلوكيات تعد رسالة مقصود بها الترهيب والتصميت؛ لتقييد المنتدى عن نشاطاته في المجال الحقوقي والدفاع عن حريات الإنسان وحرية الصحافة. وأكدت الباشا أن هذا الاقتحام يأتي نتيجة التأثير والضغط على الدولة من خلال التقارير التي رفعها ويرفعها المنتدى حول الحقوق الإنسانية التي قدمها المنتدى إلى الأممالمتحدة في جنيف خلال هذا العام, والذي يتناول قضايا التعذيب الذي يتعرض لها المواطنون في اليمن, وتقرير آخر مضمونه فيلم وثائقي عن الانتهاكات التي تتعرض لها النساء المهمشات اليمنيات, في حين تمت مصادرة هذا الفيلم قبل أن يصل للأمم المتحدة, على حد تعبيرها. وأضافت, أن هناك فعاليات ومؤتمرات بشأن قضايا الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون والصحفيون يسعى المنتدى إلى إقامتها, ولكن ونتيجة للقيود التي تفرضها الدولة على الخبراء الدوليين بمجال حقوق الإنسان في عدم إعطائهم تأشيرة الدخول للمشاركة في هذه المؤتمرات, مما يؤدي إلى عدم تنفيذ هذه المؤتمرات. ونوهت الباشا إلى أن الصمت تجاه كل الانتهاكات التي تحدث للمواطنين غير مجدي, فمن الأولى إظهار كل هذه الانتهاكات وكشفها للرأي العام المحلي والدولي, ومهما فرضت الدولة أية قيود وضغوطات أكثر مما هو حاصل فأن ذلك سيعطينا مجالا أكبر؛ لنستمر في كشف الفضائح التي ترتكبها الدولة وسنزداد قوة في العمل على إزالتها. في السياق ذاته عبّر الصحفي والكاتب عبد الباري طاهر عن استيائه لما يحدث للصحفيين والحقوقيين من انتهاكات ترتكبها الدولة والسكوت عليها, ورأى أنه لابد من وضع حد لكل هذه الخروقات القانونية وذلك من خلال مواصلة النضال السلمي وفقا للقانون والدستور, موضحا "أن استمرار هذه الانتهاكات يعني زيادة قوتنا وثباتنا لمواصلة رسالتنا في كشف كل ما ترتكبه الدولة من اعتداءات غير قانونية تضر بالفرد والمجتمع". من جهتها أكدت الناشطة الحقوقية بلقيس اللهبي أن على منظمات المجتمع المدني أن تكون حريصة على مناصرة بعضها البعض, وأن تقف صفا واحدا في وجه كل من تسول له نفسه المساس بقيم ومبادئ الرسالة الإعلامية التي تقوم بها من أجل تخفيف حدة الانتهاكات عن المواطنين والحرية الصحفية وعن المجتمع برمته. وأضافت أنه سيكون هناك بيان عما تعرض له منتدى الشقائق والحرية الصحفية وفتح باب المناصرة والتأييد ضد ما يجري من انتهاكات. إلى ذلك وقفت عدد من منظمات المجتمع المدني أمام ما تعرض له مقر منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان بصنعاء من اعتداء وصفته ب"السافر ومتزامن مع قيام عناصر مجهولين بالعبث بفرامل سيارة الأستاذة المناضلة أمل الباشا رئيسة المنتدى". وأدانت "منظمة هود, والمرصد اليمني لحقوق الإنسان, ومركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان, ومؤسسة حوار, وصحفيات بلا قيود, ومنتدى الإعلاميات اليمنيات" الاعتداء الرخيص, حسب وصفها, والذي قامت به جهات يتضح أنها تعيش حالة غير طبيعية من فقدان الأعصاب لدرجة فقدان التمييز وخروج تصرفاتها عن السيطرة المعقولة. وأكدت منظمات المجتمع المدني, في بيان لها تلقى مأرب برس نسخة منه, على أن مثل هذه الحادثة الخطيرة, وفقا لوصفها, هي نقطة تحول مهمة في مسيرة العمل المدني في اليمن تجعل من حياة كل دعاة المدنية وأنصار الدولة الحديثة عرضة للخطر ما يستلزم وقفة جادة من كل الجهات المعنية في الداخل والخارج. كما أكدت أنها لن تمرر مثل هذه الجريمة بالسهولة التي يتخيلها المجرمون, حد قولها, وأنها لن تتعامل معها كحادثة عرضية أو تصرف فرد, إذ أن كل المؤشرات تدل على أنها جريمة موجهة ومخطط لها لا للنيل من منتدى الشقائق العربي وشخص الأستاذة أمل الباشا ولكنها رسالة تهديد واضحة وصريحة لكل نشطاء وناشطات المجتمع المدني في ضل تدهور الأوضاع الداخلية, إضافة إلى السمعة السيئة التي خرجت بها اليمن في مجلس حقوق الإنسان؛ نتيجة للسياسات الخاطئة التي تنتهجها السلطة, على حد تعبير المنظمات. وأجمعت بالقول "إننا لن نرضخ لمثل هذه السياسات الرعناء التي نذرنا أنفسنا لمواجهتها وتقويم اعوجاجها وفاء لمجتمعنا وقيمنا التي ننتمي إليها", مطالبة الجهات الرسمية بتحمل واجباتها القانونية وسرعة التحقيق الشفاف في ما حدث لمقر منتدى الشقائق وإعلان نتائج التحقيق؛ كونها جريمة ذات طابع سياسي, محملة السلطات مسئولية ما قد يحدث لأي من طاقم منتدى الشقائق العربي أو ناشطي المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان بمختلف انتماءاتهم ومناطق تواجدهم. في جهة مقابلة قالت مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية ( FPFD ) إنها تلقت بقلق بالغ خبر تعرض منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان للاقتحام والعبث بمحتوياته، وكذا التهديدات المستمرة عبر التلفون لرئيسة المنتدى الناشطة الحقوقية أمل الباشا، ما يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان. وأضافت المؤسسة في بيان لها, تلقى مأرب برس نسخة منه, إنها إذ تدين هذه الممارسات الخطيرة وغير المسئولة, حسب وصفها, تؤكد استنكارها لهذه الانتهاكات التي طالت أمل الباشا المعروفة بنشاطها المدني ودفاعها عن حقوق الإنسان، والتي تعد إحدى الناشطات الحقوقيات البارزات على المستوى المحلي والعربي والدولي, وفقا لما ورد في البيان. ودعت المؤسسة الحقوقيين/ات والناشطين/ات والإعلاميين/ات للتضامن مع منتدى الشقائق وما يتعرض له من اقتحام صارخ يقلق وضعية مؤسسات المجتمع المدني في اليمن, مطالبة الأجهزة الأمنية بسرعة التحري وضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة العادلة لينالوا جزاء ما اقترفت أياديهم الآثمة, حسب وصفها.
