في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر طبية عن انتشار حمى الضنك في محافظة عدن وتجاوز الحالات التي استقبلتها مستشفيات المحافظة حوالي 90 حالة، نفى مدير مكتب الصحة بعدن الدكتور الخضر لصور وجود حالات حمى الضنك في عدن، قائلاً إن الحالات التي كشفت هي لحمّيّات مشتبه فيها بين الملاريا وإصابات فيروسية، متهماً بعض المستشفيات الخاصة باستغلال هلع الناس من حمى الضنك لأغراض تجارية، فيما أكد مدير عام مديرية صيرة خالد وهبي عقبة اكتشاف حالات إصابة بحمى الضنك في المديرية قائلاً: بأنه يجب الاعتراف بوجود المرض وألا ندفن رؤوسنا في الرمال. ودعا خالد وهبي في تصريح ل"مأرب برس" إلى الابتعاد عن التهويل وإثارة الهلع بين الناس لكن يجب ألا نخفي عن الناس الحقيقة وأن نعلنها بكل وضوح وأن نكثف الجهود للقضاء على المرض ومحاصرته. وأكد وهبي أن محلي المديرية نفذ حملة للحد من انتشار المرض وقامت قيادة المديرية بالنزول الميداني والتنسيق مع مكتب صحة البيئة لرش المستنقعات وبؤر تكاثر البعوض للجد من انتشار المرض، مؤكداً اكتشاف حالات إصابة بهذا المرض في المديرية. إلى ذلك نفى الدكتور الخضر لصور- مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بعدن وجود حالات حمى الضنك في عدن. وقال في تصريح ل"مأرب برس" إن الموجود هو حالات حميات مشتبه بها ولا توجد أدلة على أنها حمى ضنك وهي حالات مشتبهة بين حالات الملاريا وحالات إصابات فيروسية. واعتبر لصور أن الحميات الموجودة منتشرة على مستوى الجزيرة مع خروج فصل الشتاء ودخول فصل الربيع أو الصيف كما يسمى عندنا فتنشط بعض الأمراض كالملاريا أو بعض الحميات لكنها ليست مخيفة. وقال مدير مكتب الصحة بعدن إنه لا يوجد ما يستدعي الخوف والهلع, مضيفاً بأن "بعض المختبرات والمستشفيات الخاصة يسمعوا بالهلع عند الناس ويقومون بعمل تجاري بحت، ويقولون للمواطنين لدينا فحص حمى الضنك ب (3000) ريالا وهو فحص لا يسمن ولا يغني من جوع، وما ظهر من حالات تستدعي معالجات بسيطة تنهي الموضوع". وأكد الدكتور الخضر لصور أن المستشفيات الحكومية لم تسجل أي حالة إصابة بحمى الضنك كما أن الحميات التي ظهرت لا علاقة لها بحمى الضنك، معتبراً الوضع في عدن مطمئن بالنسبة لهذا الجانب. وأرجع لصور في تصريحه ل"مأرب برس" الحالات التي ظهرت إلى مستنقعات البعوض المنتشرة، مشيراً إلى أن مكتب الصحة قام بالتنسيق مع الجهات المختصة بالمحافظة بعمليات رش كاملة للقضاء على أماكن انتشار البعوض، لكنه قال إن المشكلة في المستنقعات الموجودة في المؤسسات الحكومية والمعسكرات، قائلاً: "بعض المؤسسات الحكومية فيها مستنقعات وبؤر للبعوض ولكن مكتب الصحة هو الذي يتحمل كل شيء". وكانت مصادر طبية قد تحدثت عن استقبال بعض مستشفيات محافظة عدن حوالي 95 حالة مصابة بحمى الضنك خلال شهري مارس وأبريل الجاري بينها حالات لأطفال في عمر الزهور, في حين قال ماجد صدقة- رئيس قسم الإحصاء الوبائي بمستشفى 22 مايو بالمنصورة، في تصريحات صحفية متداولة: إن المستشفى استقبل نحو 31 حالة خلال شهري مارس وأبريل الجاري بينهم طفل يبلغ من العمر 12 عاماً فيما غالبية أعمار المصابين تتراوح بين 25 – 30 عاماً. وذكرت المصادر أن مستشفى البريهي بالمنصورة أستقبل 41 حالة, مارس – أبريل, من محافظات مجاورة بينها 3 حالات من أسرة واحدة, فيما استقبل مستشفى النقيب بعدن هو الآخر حالتين مصابتين بحمى الضنك مطلع شهر أبريل الجاري, إلا أن إدارة المستشفى نفت ذلك، كما كان من بين المصابين ثلاثة طلاب في كلية الهندسة بجامعة عدن منحتهم عمادة الكلية إجازة طبية. إلى ذلك أكدت مصادر طبية أن هناك ضغوطاً تمارس على المستشفيات العامة والخاصة لعدم الإفصاح عن حالات الإصابة بمرض حمى الضنك, مشيرة إلى أن توجيهات صدرت إلى كافة المنشآت الطبية العامة والخاصة بالتكتم الشديد على المرض في حين بلغ عدد الحالات المصابة بحمى الضنك والمسجلة في المستشفيات الحكومية والخاصة أكثر من 90 إصابة. وكانت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" قد ذكرت أن اجتماعاً عقد برئاسة محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري وضم ممثلي الجهات ذات العلاقة للوقوف على التدابير الوقائية التي تتابع حاليا، وتعزيز دور المستشفيات والإدارات الصحية في متابعة ورصد الأوبئة التي يمكن أن تظهر بين الحين والآخر في فصل الصيف الذي تشتد فيه درجة الحرارة، ومكافحة تلك الأوبئة من خلال اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الكفيلة بالقضاء عليها والحد من انتشارها. وخلص الاجتماع إلى تشكيل لجنة فنية برئاسة وكيل المحافظة لقطاع الاستثمار وتنمية الموارد أحمد الضلاعي تضم المعنيين بمكاتب الصحة العامة والأشغال وصحة البيئة والمياه والصرف الصحي وصندوق النظافة وتحسين المدينة "من أجل متابعة التدابير الوقائية وخصوصا تجاه ظهور الأمراض الوبائية كالملاريا وحمى الضنك وغيرها من الحميات والعمل على مواجهتها والقضاء عليها في بداياتها".
