أثارت حالة وفاة أحد المرضى النفسيين في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بعدن، ردود فعل واتهامات متبادلة بين أسرته وإدارة المستشفى, فبينما تتشكك أسرة المتوفي عبد الله سلام محمد ثابت الذي وافته المنية يوم الجمعة 26/مارس/2010م ويرقد جثمانه في ثلاجة مستشفى الجمهورية، من أسباب وفاته والحروق الظاهرة على جسده، تنفي إدارة المستشفى الإتهام وتقول ان وفاته كانت طبيعية، وان ماهو ظاهر على جسده من حروق ليس إلا أثار شمس تعرض لها. وكشفت مصادر مقربة من المتوفي عن تشكيل لجنة طبية لتشريح جثة المتوفي، بناء على طلب النيابة العامة بعدن، و لبيان أسباب الوفاة. وأكدت ذات المصادر ل(مأرب برس) "أن نتائج تقرير الطب الشرعي الذي توصلت إليه اللجنة، قد شكلت صدمة قاسية لأهل المتوفي الذين توقعوا أن التقرير سيؤكد أن الوفاة كانت غير طبيعية وسيوضح الملابسات الحقيقية للوفاة، ويكشف عن أسباب التشوهات والحروق والتسلخات الجلدية البادية في جسد المتوفي" . وكان أولياء دم المتوفي قد سبق وأن طالبت من النيابة العامة إجراء تحقيق لكشف أسباب الوفاة، حيث وجهت النيابة العامة في 28/مارس/2010م طلباً للطب الشرعي في مستشفى الجمهورية بتشريح الجثة وكتابة تقرير حول ملابسات الوفاة. في حين قال مقربين من أسرة المتوفي:" أنه وبناءً عليه سيتم إجراء التحقيقات مع المعنيين في مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بمحافظة عدن، ابتداءً بمدير المستشفى وحتى آخر الموظفين فيها". مؤكدين أن القضية ستترك بعد ذلك للقضاء للبث فيها وتطبيق القانون كي ينال المذنبين جزائهم العادل، كون المتوفي كان يتلقى العلاج بالمستشفى وتوفي هناك". . وجاء في تقرير الكشف الطبي الظاهري أن الوفاة طبيعية كون المتوفي عبد الله سلام يعاني من حالات نادرة غير طبيعية حسب قول التقرير وتمثلت في وجود القلب والكبد والمعدة في غير مواضعهم الأصلية، وأما التغييرات الجلدية الموجودة في جسد المتوفي فقد أرجعها الطبيب المُشرح إلى كونها ناجمة عن بقاء المتوفي لفترة طويلة بعد وفاته عرضه لأشعة الشمس!! وقد أشارت ابنة المتوفى المحامية نجوين عبد الله سلام إلى وجود شبه جنائية في وفاة والدها، قالت أنها تبدو جلياً من التشوهات والآثار البادية على اليدين والظهر وتسلخ الجلد فيهما وتفخم الأطراف التي قالت انها شبيهة بآثار الحريق وكأنه تعرض لموت غير طبيعي"- حسب قولها. وأضافت ل(مأرب برس): هذا ما كنا نريد تفسير له من خلال طلب التشريح، وقد أصبت بالدهشة أثناء قراءتي للتقرير". متسائلة:" فهل يمكن أن تكون هذه آثار حروق من الشمس ؟؟ مع العلم أننا استلمنا جثة والدي من مستشفى الأمراض النفسية بعد أربع ساعات من وفاته"، فمتى تعرض للشمس ؟". بينما أكد فواز العويضاني المحامي الذي يتولى القضية وعضو ائتلاف الشباب للدفاع عن حقوق الإنسان "إن تقرير الطبيب الشرعي لم يشرح بالتفصيل أسباب الوفاة بشكل دقيق، وأن التقرير كان غامضاً بعض الشيء حول الحروق الظاهرة على معظم جسم المتوفي". منوهاً إلى أن التقرير يشير إلى وجود إهمال بعد الوفاة مما يستدعي التحقيق من قبل النيابة العامة التي غالباً ما تستعين بالمجلس الطبي وفقاً للقانون" . ويذكر أن المتوفى عبد الله سلام قد دخل إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بعدن في أواخر شهر ديسمبر 2009م بعد إصابته بجلطة دماغية أدت إلى إصابته باضطرابات نفسية وفقدان للذاكرة.
