شهدت مديرية المسيمير بمحافظة لحج مسيرة جماهيرية حاشدة اتسمت بالغضب, وجمعت بين نشطاء الحراك الجنوبي في منطقتي كرش والمسيمير, ودعا لها مجلس الحراك السلمي الجنوبي. ورفعت في المسيرة أعلام الانفصال والرايات الخضراء, وصور الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس دولة الوحدة علي سالم البيض, كما رفع المشاركون صور أصغر معتقل على ذمة الأحداث في المحافظات الجنوبية ماجد محسن فريد الحوشبي, مطالبين بالإفراج الفوري عنه, إذ ما زال معتقلا في سجنه بمحافظة عدن منذ فبراير 2010. كما رفع المشاركون صورا لمنازل مدينة الضالع التي استهدفها القصف المدفعي صبيحة 7/6/2010, وصور الضحايا المدنيين, وتم إحراق الإطارات في الشارع الرئيسي. وكان في مقدمة الحشد قيادات من الحراك الجنوبي, ومنها العميد ناشر محمد علي, والقيادي الاشتراكي منصور ناصر, وعبد سركال, ورئيس اتحاد شباب وطلاب الجنوب بالمسيمير رمزي عبد الله الشعيبي, ورئيس اتحاد شباب الجنوب بكرش حبيب أحمد سالم, ومحمد أحمد صوال. وقد طافت المسيرة بحواري وسوق المدينة وصولا إلى مبنى إدارة الأمن والسلطة المحلية, في حين تجنبت الاحتكاك مع سلطات الأمن ليعود بها المشاركون إلى السوق حيث اصطف الجميع في مهرجان جماهيري. وأوضح الناشط الشبابي عز الدين عبد الله ناصر, في كلمة الافتتاحية للمهرجان, أن الهدف من الفعالية هو الوقفة لتضامنية مع أبناء محافظة الضالع الباسلة, حسب وصفه, وإدانة ما قامت به سلطات الجيش من قصف مدفعي على منازل الأبرياء من المدنيين والمسالمين ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى, 7/6/2010. وأضاف ناصر ان الفعالية تأتي أيضا للتنديد بما يتعرض له أبناء المحافظات الجنوبية في كل من كرش وعقان وعزان وردفان, داعيا إلى عدم الانجرار إلى مربع العنف والفوضى. كما ألقيت بالمهرجان كلمة رئيس مجلس الحراك في كرش عماد أحمد غانم, ألقاها نيابة عنه حبيب أحمد سالم, تناولت الروح النضالية التحررية التي يجسدها أبناء كرش والمسيمير مع كل أبناء الجنوب الأحرار, حد تعبيره. وأوضح غانم "أن القبول بأي مشاريع غير مشروع (...) تعني خيانة لدم القتلى والجرحى, ولن نقبل بغير مشروع (...)". وأضاف غانم أن "أي حوار مع سلطات (...) يجب أن يكون تحت رئاسة علي سالم البيض, وباسم دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي دخلت بشراكة مع الجمهورية العربية اليمنية بوحدة شراكة اندماجية في عام 1990م, وتم الإعلان عن استعادتها ليلة 21مايو 1994م, وذلك ب(...)", مؤكدا أن "هذا ما يجب أن يقرره علي سالم البيض؛ كونه الرئيس الشرعي لدولة الجنوب وللحراك الجنوبي, ولا يحق لأحد التفاوض مع النظام أو أي هيئة عربية أو دولية غيره". وقال: "نجدها مناسبة أن نقدر تلك الأعمال الوطنية التي يقوم بها الأخوان علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس, وجهودهما التي تبذل من أجل (...), وعلينا اتخاذ موقف ثابت من (...), ورفض سياسات التقسيم الفيدرالي أو الكونفيدرالي أو الاستسلام للأمر الواقع". ودعا غانم إلى رفع النقاط والاستحداثات العسكرية في عقّان وكرش, والنقاط التي ما زالت في مدخل الحبليين ويافع والضالع, مشيرا إلى أن قوات الجيش التابعة للواء 33 مدرع بعقّان تقوم بإقلاق السكينة العامة وإرهاب الأطفال, داعيا أبناء الحواشب وكرش إلى القيام بواجبهم. مطالبا بالإفراج عن الشباب المختطفين في الأحداث التي شهدتها منطقة عقّان قبل أسبوعين. وكان البيان, الذي قرأه الناشط الشبابي بسام جمال, قد عبّر عن تضامن أبناء المسيمير وكرش اللامحدود مع أبناء مدينة الضالع, مؤكدا رفضه لما أسماها ب"الحلول الترقيعية" بشأن قضية القتلى في القصف الذي استهدف مدينة الضالع, 7/6/2010؛ "لأن ما حدث يعد جرائم إنسانية وحرب إبادة لا تسقط بالتقادم". وقال البيان: إن "سلطات (...) تسعى إلى تحسين وجهها القبيح بالتحايل على قضية الشهداء أمام المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان",. محملا "سلطات نظام صنعاء المسؤولية الكاملة عن حياة أبناء الضالع". وطالب البيان "بسرعة الإفراج عن أصغر معتقل في الجنوب ماجد محسن فريد, وعن جميع المعتقلين ورفع الثكنات العسكرية", ودعا "كل المنظمات الدولية والمحلية للقيام بواجبها".
