ف ي ظل تجاهل دولي وانشغال محلي بصراعات مستحدثة، تستمر معاناة ضحايا حرب صعدة جراء الصراع بين الجيش اليمني والسعودي من جهة, والمتمردين الحوثيين من جهة أُخرى، حيث يرفضون العودة إلى منازلهم؛ خوفا من تجدد الحرب، في حين كانت عدد من المنظمات الدولية قد استغاثت العالم بعدم نسيان مأساة اللاجئين المحليين في اليمن. و يقول السيد ريتشارد سيكرتبريغ- كبير المستشارين في المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين ( Norwegian Refugee Council ) ومنسق الصراعات الجديدة والمهملة إن "وضع المشردين المحليين في اليمن صعب للغاية، وكثير منهم لا يحصلون على ما يحتاجون إليه من الماء والغذاء والدواء والمأوى، وكذلك الحماية". وبحسب تقرير المجلس النرويجي للاجئين الذي أُسس في عام 1946 , فإن اليمن احتلت العام الماضي المرتبة السادسة في النزوح المحلي، بينما تحتل المرتبة الأولى عالميا في النزوح العام الحالي, تأتي وراءها إثيوبيا والهند وتركيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا والفلبين وكولومبيا والصومال والعراق. وأشار السيد سيكرتبريغ في تصريحه ل"مأرب برس" إلى أن الدعم العالمي للنازحين في اليمن سيئ جدا, مضيفا "أن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لا يتلقى سوى القليل جدا من الأموال التي طُلبت، ففي مارس, على سبيل المثال، تم تقليص حجم المساعدات للنازحين اليمنيين". وأوضح أن النازحين يعانون صعابا على مر السنوات. و قال إن العديد منهم نزحوا عدة مرات، ففي عام 2009 تضاعف عدد اللاجئين المحليين في اليمن إلى 175000 , ومنذ بداية العام الحالي ارتفع أكثر إلى من ذلك، وفي مارس 2010 بلغ عددهم 250.000 إضافة إلى 800 ألف مواطن تأثروا بالحرب بطرق مباشرة أو غير مباشرة, حد تعبيره. كما أن هناك, حسب سيكرتبريغ, الآلاف من اللاجئين القادمين من الصومال التي مزقتها الحرب للبحث عن حياة أفضل في اليمن. وبحسب المجلس النرويجي للاجئين، والذي يعمل في إطار منظمات الأممالمتحدة, فإن عدد اللاجئين والنازحين المحليين حول العالم أكثر من 43 مليون شخص. وناشد السيد سيكرتبريغ, في ختام تصريحه, طرفي الصراع في اليمن الحفاظ على وقف إطلاق النار؛ كي تتمكن منظمات الإغاثة الدولية من الوصول إلى النازحين لتقديم الغذاء والمأوى لهم.