كشف الوفد الحقوقي والإعلامي، الذي زار محافظة حجة، عن كم هائل من الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في مديريتي مسبا وكشر، جراء المواجهات الدامية بين الحوثيين والقبائل المناوئة لتوسعهم العسكري في المحافظة. وأكد الوفد الحقوقي في بيانه الذي أعلنه خلال مؤتمر صحفي له صباح اليوم بأن دور الدولة غائب تماما في ترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظة. وقال الوفد بأن سوق مدينة عاهم التي يؤمها عشرات الآلاف كل اثنين من مختلف مناطق المحافظات المجاورة وهي صعدة والحديدة وحجة والمحويت، وجد فارغا تماما، ومغلقا بشكل كلي جراء الحروب التي شهدتها الأشهر الماضية. ووقف الفريق في مدينة عاهم على عدد من الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين وأصحاب المحلات التجارية، حيث هدمت العشرات من المنازل وتعرضت أخرى للقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، كما أحرقت عدد من المحال التجارية ومخازن البضائع بكل ما فيها، وقال بأن حرمات دور العبادة مركز لتحفيظ القرآن انتهكت، بما فيها مركز خاص لرعاية الأيتام. وتتهم قبائل حجور الحوثيين بغزو بلادهم، والقيام بتعطيل المدارس والمساجد وقطع الطرقات، التي تربط بين مديريتي مستبأ وكشر، الأمر الذي دفع المواطنين إلى البحث عن طرق بديلة أكثر وعورة ومشقة وكلفة. ويفرض الحوثيون بقطعهم للطرقات حصارا على سكان كشر، الذين قال الفريق الحقوقي بأنهم يعيشون أوضاعا في غاية الصعوبة، جراء عدم وصول المشتقات النفطية إليهم وكثير من الاحتياجات الأساسية. وأشار الفريق إلى أن الحوثيين يقومون بالهجوم مباشرة على القرى بالمدفعية والسلاح الثقيل، الأمر الذي تسبب في تشريد حوالي 15 ألف شخص من المنطقة. وتسلم الفريق وثائق عثر عليها رجال القبائل في منطقة المزرعة حول إحداثيات خاصة بقصف المنازل وأماكن التجمعات العامة في كشر، كما تضمنت الإحداثيات بعض المسميات لأماكن مستهدفة منها «دار الكفر والتدليس»، وهي التسمية التي يطلقها الحوثيون على دار القرآن بعاهم وكذلك «المجمع الأمريكي» في إشارة لمقر التجمع اليمني للإصلاح في نفس المنطقة. وشاهد الفريق شعار الصرخة التابع للحوثيين وقد طبع في جدران المنازل والمحال التجارية وبيوت الله وعلى جنبات الطرق بطريقة وصفها المواطنون في مديرية كشر بالاستفزازية، فضلاً عن إغلاقهم الكثير من المدارس ودور العبادة لا لشيء سوى أنهم رفضوا ترديد الصرخة كما أفاد بذلك بعض الأهالي الذين التقاهم الفريق. ونقل الفريق مناشدات المواطنين للمنظمات الإنسانية بتوفير المأوى والخيام للنازحين، مشيرا إلى إحصائية تسلمها من تكتل قبائل حجور، حيث تؤكد الإحصائية بأن 94 قتيلا و 154 جريحا، سقطوا خلال المواجهات، بالإضافة إلى إغلاق 9 مدارس وتعطيل 20مسجداً وإغلاق 7 مستوصفات وحرق 3000 مصحف وإغلاق 9 محطات بترول، ونزوح قرابة 15000 مواطن أي ما يعادل 5000 أسرة. كما تشير الإحصائيات إلى أن 2750 عاملاً فقدوا أعمالهم ومصالحهم جراء قصف سوق عاهم بقذائف الهاون والمدفعية من قبل مسلحو الحوثي المتمركزين في الجبال المقابلة والمعتلية منطقة أبو مدور، كما قام الحوثيون بقتل الطفل أمين ريبان وذلك بعد اختطافه وتعذيبه وكذلك اختطاف عدد من أبناء مديرية كشر بينهم علي محمد قايد جحوح وتلغيم جثث القتلى ومنازل المواطنين وبعض المؤسسات الحكومية.
