أظهر مقطع تسجيلي "فيديو" على الإنترنت الصحفية الهولندية جوديث شبيجل وزوجها بودوان برنديسون، اللذين تم اختطافهما من وسط العاصمة صنعاء في وقت سابق، مطالبين حكومة الهولندية بالعمل بالتحرك تجاههما. وبدأ الزوجان يتحدثان بلغة -يبدو أنها هولندية- غير أن الناشطين الذين تداولوه قاموا بترجمة المقطع إلى اللغة الإنجليزية. وبحسب الترجمة بدأ زوج "جوديث" التعريف بنفسه حيث قال: "أنا بودوان برنديسون"، ومن ثم تتحدث جوديث: "أنا جوديث شبيجل. لقد اختطفنا في اليمن.. مشيرة إلى أنها وزوجها واجها الكثير من المتاعب". وأضافت جوديث: "من وقت مبكر من اختطافنا تحدثنا إلى السفير الهولندي جيرون فرهيول، ووضحنا له شروط حل مشكلتنا. ولم يحدث أي شيء منذ ذلك الوقت، وليس هناك أي تحرك". وأشارت جوديث إلى أن الخاطفين أعطوهما "مهلة 10 أيام لحل المشكلة.. حيث قالت لم نجد أي رد فعل أو نتيجة. والآن تم منحنا 10 أيام فرصة أخرى للتوصل إلى حل". وتابعت: "هؤلاء رجال مسلحون، وإذا لم يكن هناك حل خلال 10 أيام سوف يقتلوننا". وقاطع الزوج حديث زوجته وقال : نحن خائفون جدا. إننا ندعو الجميع لجعل الحكومة والسفارة تتحركان، والموافقة على الشروط التي وضعت من قبل الخاطفين". وقالت "جوديث"، وهي تجهش بالبكاء: "عائلتي، وسائل الإعلام، والشعب الهولندي، افعلوا شيئا لإيجاد وسيلة للخروج من الذي نحن فيه. أما بهذه الطريقة، فإننا لن نخرج، يجب أن نبقى أحياء، فيما إذا لم نمت خلال 10 أيام على أي حال. لنفعل شيئا معا، لنفعل شيئاً". وقال ناشطون أن الخاطفين وضعوا الفيديو على الانترنت (يوتيوب) وحاولوا بيعه لمحطات تلفزيون فضائية عربية مقابل ثلاثة آلاف دولار، وعندما لم تجد حماسا لشرائه من المحطات التلفزيونية أرسلت رابط الفيديو لبعض الصحفيين اليمنيين. أسباب الاختطاف ويؤكد نشر هذا الفيديو أن خاطفي يوديت وزوجها ليسوا من رجال القبائل، فهؤلاء لم يعرف عنهم من قبل لجوؤهم إلى الشبكة العالمية لنشر صور وتسجيلات للمخطوفين، ولم يسبق لهم أن تكتموا على عمليات الاختطاف التي يقومون بها ومطالبهم من ورائها. وهذا النوع من عمليات الاختطاف لم تشهد اليمن منه الكثير، إذ أن الغالبية العظمي من عمليات اختطاف الأجانب تمت على يد رجال القبائل الذين كانوا يطالبون الدولة، في غالب الأحوال، بتنفيذ مطالب تتعلق بمناطقهم وأبناء قبيلتهم. في غالب المرات تتحاشى الحكومة اليمنية الدخول في مواجهات عنيفة مع الخاطفين، وتلجأ إلى التفاوض معهم عبر وسطاء من رجال القبائل والوجهاء الاجتماعيين، وقد نجحت تلك الوسيلة في حفظ سلامة جميع من تم اختطافهم من قبل رجال القبائل على مدى سنوات، وأدت إلى تحريرهم بسلام بعد فترات وجيزة من اختطاف معظمهم. تضامن يمني من المتوقع أن يؤدي شريط الفيديو المنشور لتوسيع حالة التضامن اليمني مع يوديت وبو، خاصة أن الزوجين قضيا في اليمن نحو أربع سنوات خلقا خلالها شبكة صداقات واسعة مع اليمنيين، وعرفت يوديت، من خلال كتاباتها الصحفية، بحبها الكبير لليمن وللشعب اليمني. وتستمر في الأثناء حملة أطلقها ناشطون يمنيون عبر شبكة الأنترنت لجمع مليون توقيع من أجل المطالبة باطلاق سراح الصحفية الهولندية وزجها، فيما تتواصل حملة أخرى تقودها صحيفة "الأولى" الأهلية اليومية، عبر زاوية ثبتتها في صفحتها الأخيرة تحت عنوان "بحق الإنسانية.. أطلقوا سراح جوديت اسبيجل"، جاء فيها: "يقول عنها أحد الشباب الذين عرفوها عن قرب: إن جوديث اسبيجل ليست مجرد صحفية ومواطنة هولندية، بل هي يمنية ذات مولد وجنسية هولندية، طالما آمنت بهذه الأرض وشهدت بطيبة أهلها، وكلما غادرتها عادت اليها بشغف. وثقت جوديت بعدستها وكاميرتها حالات انتهاكات حقوق الإنسان والمجازر التي ارتكبها النظام السابق إبان ثورة ال 11 من فبراير، وشغلت بمقالاتها وصورها الصحف الهولندية". إلى ذلك دعا رئيس تحرير إذاعة هولندا العالمية وليم فالكنبورخ لإطلاق سراح يوديت سبيخل وبوداين فورا. وقال في تصريح صحفي "في هذا الوقت العصيب نعبر عن عميق تضامننا وتعاطفنا مع أسرة وأصدقاء وزملاء يوديت وبودواين، ونأمل جميعا في التوصل لإنهاء هذا الوضع في أقرب وقت ممكن وإننا لناشد الخاطفين لإطلاق سراح زميلتنا يوديت وزوجها بسلام. وفي رد فعل لها على مضمون الشريط، عبرت محطة NOS الهولندية العامة عن قلقها على حياة يوديت وزوجها: "تعبر محطة ن.و.س. عن بالغ قلقها على حياة يوديت وبودواين . وإنها لصدمة كبيرة أن تشاهدهما في الشريط، وخاصة بالنسبة لعائلتهما. نحن على اتصال مع العائلة والخارجية الهولندية. ومع باقي المؤسسات التي تتعامل يوديت معها، نعمل ما نستطيع للإسهام في التوصل لحل أمثل". ودعت نقابة الصحفيين الوسط الصحفي وكافة الحقوقيين لوقفة تضامنية يوم الخميس القادم احتجاجا على استمرار سجن الصحفي عبدالاله حيدر شائع في جهاز الأمن السياسي، وكذا تضامنا مع الصحفية الهولندية جوديت المختطفة منذ اكثر من شهر في مكان مجهول . وتقام الوقفة الساعة الثالثة عصرا في مقر نقابة الصحفيين اليمنيين بحي الزراعة . ويقبع الزميل عبدالاله حيدر في السجن منذ ثلاثة أعوام في قضية كيدية ، فيما لاتزال الصحفية الهولندية مختطفة دون معرفة هوية الخاطف واخيرا نشر فيديو على اليوتيوب ظهرت فيها الصحفية وزوجها وهما يطالبان حكومتهما بسرعة الافراج عنهما
