* هذه المادة خاصة بالمساء برس ونحذر من إعادة نشرها دون ذكر المساء برس وكاتب المادة : * يرويها عبدالله بن عامر رحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بعد سنوات من النفوذ والحكم والسيطرة فقد كان له دور كبير في ثورة ستمبر وما لحقها من أحداث ومثل طرفاً وقوة لا يستهان بها حتى أن الكثير من المؤرخين أطلقوا عليه ب صانع الرؤساء فقد كان أهم المراكز المتصارعة على الحكم وطالما كانت النصر حليفه وحليف من يقف الى جوارهم .. فالقاضي عبدالرحمن الإرياني قاد إنقلاباً ضد المشير عبدالله السلال في الخامس من نوفمبر 1967م بدعم ومساندة كبيرة من الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر زعيم قبائل حاشد وبعدها بسنوات قدم رئيس المجلس الجمهوري الإرياني إستقالتة للشيخ الأحمر فسلم الأحمر السلطة للجيش بقيادة إبراهيم الحمدي وبعدها بأشهر أختلف مع الحمدي فقرر العمل على إقالته وذلك بحشد القبائل والسياسيين وخرج من العاصمة ومن ثم البلاد متجهاً نحو السعودية التي تربطه بها علاقات وطيدة يقال أنها بدأت منذ منتصف السبعينات حين كان الأحمر ومعه الزبيري من أشد المعارضين للتدخل العسكري المصري في اليمن . بعد مقتل الحمدي بدعم من السعودية قرر الأحمر العودة الى العاصمة ولم يعد إلا بعد أن راح الغشمي وهو الرئيس الذي تولى الحكم بعد الحمدي هو الآخر في عملية تفجيرية ليصبح الجو خالياً لبعض الضباط الذين أنصاعوا في الأخير ل علي عبدالله صالح الذي لم يصعد إلى السلطة إلا بعد تدخل السعودية التي اقنعت بدورها الشيخ الأحمر بضرورة الموافقة على وصولة الى رئاسة الدولة ويقول الشيخ الأحمر في مذكراتة أن علي عبدالله صالح طلب منه الموافقة على أن يكون رئيساً ولو لأسبوع واحد من أجل الإنتقام للغشمي إلا أن الأحمر ومعه الشعب اليمني لم يكونا يعلما بأن الأسبوع الذي طلبه صالح للحكم صار عقوداً ولم يخرج إلا بثورة شعبية ساهم فيها أبناء الشيخ الأحمر . بعد صعود صالح الى السلطة بداء التحالف الوثيق بين الشيخ عبدالله وصالح حتى أن الكثير تداول مصطلح شيخ الرئيس ورئيس الشيخ في إشارة الى الأحمر وصالح الذي ينتمي هو الآخر الى نفس القبيلة التي يقودها عبدالله الأحمر . كان ل عبدالله بن حسين الأحمر دور كبير في الحكم وكان له رأيه في الكثير من القضايا وتولى مناصب عدة كان أبرزها المجلس الشعب ومن ثم مجلس النواب حتى توفاه الله وخلال تلك الفترة عمل الأحمر مع علي عبدالله صالح على توطيد أواصر الحكم فتحالفوا معاً ضد الجبهة القومية التي أنتشرت في المناطق الوسطى بدعم من النظام الجنوبي ومن ثم تحالفا بعد الوحدة ضد الحزب الإشتراكي بعد أن تم الإعلان عن تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي كان له دور كبير في توطيد حكم صالح بحكم التحالفات السياسية معه خلال تلك الفترة وأستمر عبدالله الأحمر في تحالفه مع علي عبدالله صالح حتى بعد ان خرج الإصلاح من الحكومة وإنضمامه للمعارضة وأستمر عبدالله الأحمر بوفائه لصالح حتى في إنتخابات 2006حين قال جملته المشهورة "جني نعرفه ولا انسي ما نعرفوش" معلناً إختيارة صالح مرشح المؤتمر بدلاً من فيصل بن شملان مرشح الإصلاح الذي يقوده . وللأمانة التاريخية فإن الشيخ عبدالله وحسب شهادات قيادات سياسية نصح صالح في السنوات الأخيرة بضرورة ترك بعض السياسات المعتمدة وهذا ما اكده في خطاب مشهور له حين تحدث عن النفق المظلم وهذا ما أثار حفيظة صالح .
حميد الأسطورة القادمة لإمبراطوية الأحمر : رحل عبدالله الأحمر مخلفاً الكثير من الأولاد الذين كان ولا زال لهم دور سياسي كبير في عهد أبيهم أو بعد وفاته فحميد الأحمر تعاظم دورة سياسياً وتجارياً في كنف والده وكان يطلق تصريحاته النارية ضد السلطة حينها دون أن تتحرك السلطة للرد بسبب أبيه فأستطاع خلال تلك الفترة من بناء إمبراطورية مالية وتجارية تعتبر الأساس الأول لتعزيز النفوذ وبالتالي صناعة القرار وأستمر حميد في نجاحة حتى وصل دورة لخلافة أبيه في السيطرة على أكبر الأحزاب في اللقاء المشترك التجمع اليمني للإصلاح ومن ثم للسيطرة على بقية الأحزاب وصار له أكثر من مكون وجهة يدعمها ويقدم لها المساندة . حظى حميد بدعم والده بعد أن لفت إنتباهه بطريقة إدارته للتجارة ونجاحاته المستمرة التي توجت بتأسيس شركة سبأفون والبدء في تعزيز التجارة الخارجية وفي أكثر من بلد ليصبح حميد هو المتحكم بالخزينة المالية لبيت الأحمر بل ويعتبر أمين الصندوق فمنه يتلقى بقية الأخوة الدعم الكامل ناهيك عن مصادرهم الخاصة إلا أن حميد يعتبر السند المالي للعائلة وبعد تلك النجاحات قرر حميد تعزيز دوره السياسي عبر التحكم بالأحزاب والمنظمات ومن ثم الإعلاميين والسياسيين والأكاديميين الذي منحهم إمتيازات مالية في ظل التسابق والمنافسة مع عائلة صالح وتحديداً نجله أحمد في شراء ذمم أكبر قدر ممكن من الإعلاميين والسياسيين ليبدأ حميد بتبني خطاب تصعيدي ضد صالح متهماً أياه بالسعي لتوريث الحكم لنجله فجعل من الإصلاح حزباً معارضاً بشكل كبير لم يكن يتوقعه صالح سيما والإصلاح وقياداته كانت حليفه له طوال سنوات حكمة وكثيراً ما تباهى صالح بالقول أنه استخدم الإصلاح ككرت في صراعاتة السياسية مع بقية القوى وقد أنتهى هذا الكرت ... حميد واصل إنتهاج سياسة معارضة ضد صالح مستفيداً من حالة الإنسداد السياسي التي تفاقمت بسبب عناد صالح الذي رأى في نفسه خلال العقد الأول من هذا القرن بأنه لا يمكن لأي قوة أن تقهره أو ترغمه على إتخاذ قرار لا يريده سيما بعد أن تفرد بالحكم وبدأ بإستبدال حلفائه من ضباط سنحان بأبنائه وأبناء أشقائه فكان صعود الجيل الجديد على حساب الحرس القديم سبباً من أسباب نهاية حكم صالح بإنتفاضة شعبية أنضم اليها اللواء علي محسن الأحمر الذي كان له دور كبير في الحفاظ على حكم صالح منذ أن صعد اليه . الثورة التي أسقطت صالح كان لأبناء الأحمر دور بارز فيها من خلال السيطرة عليها وتوجيهها عبر الأدوات السياسية المختلفة وعبر العسكر والجيش والقبيلة بالإشتراك مع اللواء علي محسن الأحمر ليسقط صالح ويبدأ عهد جديد تعزز فيه نفوذ أبناء الشيخ الأحمر فالشيخ حميد الأحمر تضاعفت أرصدته المالية وأصبح بإمكانه ممارسة تجارته بشكل حر بل والإستحواذ على إمتيازات حكومية عبر وزراء المشترك منها صفقات مالية كبيرة لشركات تابعة له في حين لم يكن يحظى بتلك الإمتيازات في عهد صالح الذي كانت له أذرعه المالية الخاصة به من شركات ومقاولين وغيرهم . نعم قد يتحسر صالح وأبنائه وأبناء شقيقه على هزيمتهم الساحقة ليس أمام الشعب وإن كان ذلك هو الحقيقة إلا أن صالح ومن معه يعتبرون أن الثورة ليست إلا ثورة بيت الأحمر ويعون جيداً أن الصراع كان مع بيت الأحمر ومعهم علي محسن ومن ثم المشترك وحتى شباب الساحات فهذه هي عقلية صالح الذي لم يؤمن بالشعب يوماً فالثورة انطلقت بسواعد وهتافات الشباب في الشوارع الذي أعلن حميد تأييده لهم وسعى في مرحلة لاحقة لضم الأحزاب بقواعدها وعلى رأسها الإصلاح الى الثورة ومن ثم بدأ الصراع الحقيقي على الإزاحة والإسقاط بمفاوضات سياسية أستمرت لأشهر وأنتهت بتوقيع المبادرة التي حاولت من خلالها السعودية الحفاظ على حلفائها التاريخيين سواءً من جهة صالح أو من جهة ابناء الشيخ الأحمر ومعهم علي محسن وحسب مصادر إعلامية فإن السعودية تدخلت اكثر من مرة لدى صالح من أجل إيقاف حرب الحصبة وبادر الملك عبدالله بالإتصال بصالح حين كانت القوات التابعة له تحاصر وتقصف منزل الشيخ عبدالله لتنهي تلك الحرب الدائرة بين طرفين قد يكونان أمام الشعب اليمني شيء واحد إلا أن مواقف بيت الأحمر جعلت لهم الكثير من الحضور لدى الإصلاح تحديداً كونهم يتحكمون به وللحقيقة التاريخية فإن سياسة صالح دفعت الكثير من المواطنين الى تأييد كل من كان يرفض هذه السياسات ويعمل على تغيير الأوضاع إلا أن ذلك لم يكن يعني إستبدال صالح بصادق أو حميد بقدر ما هو إزاحة ظالم وتغيير واقع فاسد ساهمت الكثير من القوى في تمدده وإتساعة على حساب الشعب اليمني طوال العقود الماضية .
حسين يستمر في الصعود : أما حسين عبدالله الأحمر أو كما يطلق عليه إعلامياً بالأحمر الأصغر في إشارة الى صغر سنه فقد أدى دور سياسي قد يكون كما يقول عليه بعض المراقبين أكبر من حجمه ويعتبر هو المغامر الأول من أبناء الشيخ الأحمر والذي حظى بالرعاية من قبل والده حتى أنه لم يتردد من الذهاب الى ليبيا وعقد تحالف مع الزعيم القذافي وهذا ما أثار حفيظة السعودية الحليف التاريخي لأسرة بيت الأحمر فعاد حسين من خيمة القذافي الى قصور الرياض في تناقض واضح بالمواقف السياسية وكأنه مراهق سياسي يبحث عن مكان يناسبه إلا أن مرحلة المراهقة السياسية لحسين لم تستمر طويلاً فقد كان مقرباً من الرئيس السابق علي عبدالله صالح وسعى في أكثر من مرة للظهور الإعلامي تحت لافتات الصلح بين مختلف الفرقاء السياسيين . يعتبر حسين هو الأكرم من ناحية البذل والعطاء المالي من بين أخوته حتى أنه قد يكون الأكثر جماهيرية في حاشد بسبب صرفياته المالية بدون حساب رغم أن له مخصص شهري من المملكة العربية السعودية يصرفها على مشائخ وسياسيين وأكاديمين وبرلمانيين يتنقلون معه في مشاريعه السياسية التي بدأت مجلس التضامن الوطني الذي عبر عن ميولات حسين في التحول الى مركز نفوذ يمزج بين السياسة والقبيلة وهذا ما تؤكدة حالة التضامن الوطني الذي أصبح حالياً حزباً سياسياً بعد ان مكون جامع لمشائخ القبائل . في السابق ومع غياب صادق عن الإعلام والظهور كان هناك من يتحدث عن رغبة حسين في قيادة قبيلة حاشد وخلافة والده إلا أنه سرعان ما نفى ذلك وتم تنصيب صادق الأخ الأكبر لأولاد الشيخ عبدالله شيخاً لحاشد وقد يعود الحديث عن رغبة حسين في قيادة حاشد الى دورة في القبيلة وشعبيته الواسعة التي تجاوزت حاشد بعد مساهمتة في حل نزاعات عدة في أكثر من منطقة . لحسين تحالفاته الخاصة مع برلمانيين ومشائخ وتجار كالشيخ فارس مناع والبرلماني محمد عبداللاه القاضي وغيرهم ممن يشكلون معه فريقاً خاصاً إلا أنهم لم يتشكلوا معه في حزبه الجديد الذي جاء بعد نجاح الثورة في الإطاحة بصالح وقد كان حسين هو الأكثر صدقاً من بين أخوته في وصف صالح حين قال إن صالح ذكي جداً ولو أستخدم ذكائه في مصلحة الشعب كان أفضل , وعلى ما يبدو أن حسين كأخوته شعروا بأن صالح أراد الإستحواذ على كل شيء فقرروا دعم الثورة بعد أن تعرضوا لمحاولات الإقصاء فكيف سيتصرفون وهم يرون صالح يعزز من قوتة العسكرية الخاصة عبر منظومة الحرس الجمهوري والجهاز الأمني الخارق "الأمن القومي" والأمن المركزي ومختلف القوات والأجهزة تحت سيطرة عائلته وهنا قرر أولاد الأحمر الدخول في مغامرة للحفاظ على نفوذهم فهم يعتبرون أنفسهم جزء من الحكم ويجب أن لا يخرجوا منه بل يتعزز دورهم وهذا ما رفضه صالح الذي لم يكن يتوقع أن يكون للشيخ عبدالله الأحمر صديقه وحليفه الدائم أبناء سيكونون أكثر جرأة من والدهم ولن يترددوا في المطالبة بإسقاط حكمه ويسخروا كل إمكانياتهم لذلك . اليوم حسين الأحمر يحلم بدور سياسي عبر حزبه السياسي الذي كان من قبل مجلس قبلي وكأن الدور المطلوب من حسين خلال هذه الفترة هي الصعود من بوابة المنظمات المدنية وليس القبيلة كما كان يُعهد اليه سابقاً ومن خلال الحزب سيخوض حسين جولات من المعارك الإنتخابية والميدانية لإثبات وجوده وحضوره الذي هو في النهاية هو وجود وحضور للأسرة بأكملها فحسين لم يخرج على إجماع إخوته رغم مواقفه السياسية المتناقضة خلال السنوات الأخيرة وما دعوته في إفتتاح أعمال مؤتمر حزبه العام أعضاء الحزب لتحية أخيه صادق الذي وصفه بالقائد إلا دليل على ذلك. يُقال أن خلافاً نشب بين حسين وحميد مطلع الثورة الشعبية السلمية فالمشهور عن حسين بأنه لا يُحسن إستخدام السياسة فقد سارع الى إتخاذ خطوات لإسقاط صالح عبر فتح جيبه أمام الشباب أولاً ومن ثم أمام كل من يعرفهم حتى كاد أن يتسبب في إفراغ خزيتنه الخاصة وهو ما دفع حميد الى توبيخه ورغم كل ذلك إلا أن ما يحسب لكافة أبناء الأحمر حفاظهم على حالة الوئام الدائم بينهم دون خلافات تذكر .
صادق وتسيس القبيلة : يُلاحظ أن كل الأخوة يبجلون ويحترمون أخيهم الأكبر صادق وكثيراً ما تحدث عنه حميد وحسين وهاشم والجميع فالكل يعتبره كبير الأسره وأنه المرجع وله القول الفصل في كل شيء ورغم ان تاريخ صادق قد يكون قصيراً جداً مقارنة بحميد مثلاً فصادق تولى خلافة أبيه ومن ذلك التاريخ بدأ دوره السياسي في الظهور الى العلن وتعزز ذلك الدور أثناء الثورة الشعبية السلمية فكانت مواقف صادق وأحاديثه محل تناولات شعبية ورسمية كبيرة وحظى بإهتمام بالغ خاصة من الثوار الذين أيدوا مواقف صادق الثورية وبساطته المعهودة في الكلام إلا أن ذلك لم ينهي حالة الصورة المتشكلة عن بيت الأحمر كونهم نافذين ويشكلون حجر عثرة أمام تحقيق أحلام الشعب في تحقيق الدولة المدنية فهم فوق القانون وفوق الدولة كما يقال . صادق يدير القبيلة بطريقة قد لا نستطيع تقييمها بشكل كبير إلا أننا نستطيع القول أن صادق حافظ على تحالفات والده رغم أن الثورة أحدثت شرخاً بين المشائخ بسبب المواقف السياسية إلا أن صادق تعامل مع كل ذلك بصمت ولم يعمل على تأجيج أي خلاف خاصة داخل حاشد نفسها وهو ما جعل القبيلة تعود إليه بعد نجاح الثورة ليتعزز موقفه كشيخ لحاشد التي أصبحت ترى في صادق زعيماً منتصراً بعد ان كان الإنقسام قد وصل الى كل أرجاء حاشد وهذا ما عمل على تقزيم دور صادق خلال الفترة الماضية بسبب دعم صالح لمشائخ موالين له إلا أن كل المشائخ عادوا الى الحصبة وكما هو معروف على القبيلة اليمنية لا تحسم أمرها في حرب بين طرفين لكنها في النهاية تقف الى جانب المنتصر بعد ان كانت قد أستفادت من حالة الخصومة وذلك بإستنزاف طرفي الخصومة وحصلت على ما تريده من المال والمنح والإمتيازات . ولعل حجم الإحترام لصادق أدى الى تغاضي بقية الأخوة وخاصة حميد على كل الهفوات التي يقع بها صادق والتي أثارت سخرية البعض رغم أن كل تصرفات صادق نابعة من عفوية متأصلة في نفسه فالرجل كما يقول عنه مقربون يتحدث بعفوية التي تكسبه إحترامهم وثقتهم وهذا لا يعني أنه لا يمتلك حنكه ودهاء سياسي بل على العكس له خبرة واسعة في مجالات عده وله آراء كثيرة يتم إعتمادها . وعلى ما يبدو ان الدور المنوط بصادق خلال هذه الفترة هي تعزيز حضوره في القبيلة ليس حاشد فحسب وإنما كل القبائل وعبر تحالف قبائل اليمن يعمل صادق الأحمر على تحقيق هذا الهدف رغم أن التحالف تم تأسيسه ليلبي حاجة سياسية بداية الثورة إلا أن دوره لم ينتهي وبالإمكان الإستفادة منه كحاضن تنظيمي يشرعن عملية شراء الذمم وكسب الولاءات وإستقطاب كل المشائخ سيما ممن لم يعلنوا تأييدهم للثورة أو أستمروا على الحياد أثناء أحداث 2011م ولعل الدور المطلوب لهذا التحالف هو العمل كمنظمة سياسية ضاغطة على القرار السياسي فهو الممثل للقبيلة كما يتحدث عنه القائمون عليه وله نصيب من كل شيء سواءً في مقاعد الحوار وصولاً الى مناصب مدنية في الدولة كالسفراء وغيره .
حمير الأكثر هدوئاً والأقل نشاطاً : يشعر أبناء الشيخ عبدالله بأنهم خسروا منصب مهم كان يشغله والدهم وذلك كرئيس للمؤسسة التشريعية في البلاد حيث أنتقل المنصب الى يحيى الراعي أحد الموالين للرئيس السابق في حين تم تعيين حمير الأحمر أحد أبناء الشيخ عبدالله كنائب له كنوع من الترضية لأبناء الأحمر الذين لم يخفوا رغبتهم في إيصال أخيهم حمير الى رئاسة مجلس النواب . البعض يعتبر حمير الأحمر هو النائب عن المؤتمر الشعبي العام وتربطه علاقات جيدة بالرئيس السابق حتى أثناء الثورة ولم تنتهي تلك العلاقة وتصل الى حد القطيعة إلا بعد قصف منازل الأحمر في حدة والحصبة فحسب ما يتم تداوله فإن الرئيس السابق كان يتواصل مع حمير بعد ان أنقطعت العلاقة مع حميد وصادق وحسين الذين أعلنوا تأييدهم الكامل للثورة وكان حمير يسعى في وساطة لإنهاء الخلاف وإيقاف الحرب في الحصبة حتى صباح الجمعة المشهودة التي تعرض فيها صالح ومن معه حينها من قيادات الدولة لتفجير بمسجد دار الرئاسة . يقال أن حمير حينها حضر صباحاً الى دار الرئاسة للحديث عن كيفية إيقاف الإشتباكات ومن ثم غادر سريعاً ورغم تأييده للثورة وإستقالته من المؤتمر إلا أنه لم يتشدد كثيراً ضد صالح ومن ظل معه وحسب المعروف فإن حمير عمل في مجلس النواب خلال فترة ما قبل الثورة دون أن يعترض على أي قانون أو قرار كان المؤتمر ينتوي تمريره عبر البرلمان وترأس حمير الجلسات الأكثر جدلاً والتي ساهمت في تأجيج الخلاف بين المؤتمر والمشترك قبل إندلاع الإنتفاضة الشعبية بأشهر . اليوم يعود حمير الى منصبة بعد تمديد فترة مجلس النواب بحكم المبادرة الخليجية لكن ما هو الدور المنوط به خلال الفترة القادمة بالتأكيد أن دوره سيكون عبر البرلمان نفسه وليس بمستبعد أن يعد حمير نفسه لخلافة الراعي وحتى تعود رئاسة البرلمان الى بيت الأحمر فحمير يستفيد كثيراً من حضور أخوته ونفوذهم السياسي والتجاري والقبلي والذي سيتم تسخيره من أجل تصعيده الى هذا المنصب ورغم ان نشاط حمير قليل جداً إذا ما قارناه بتحركات حسين أو حميد إلا أن هدوءه وعدم تشدده يجعل كل القوى تحافظ على علاقات جيدة معه وقد لا تقف ضد مسألة ترأسه للبرلمان القادم في إطار صفقة شاملة تعودت أو الفت عليها الأطراف السياسية في اليمن .
هاشم رجل أمني وقائد عسكري : الجندي الأول في بيت الأحمر الذي ظهر ببزته العسكرية وعمل من خلالها كحارس شخصي مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح فرغم أن صادق الأحمر وقد يكون حمير وبقية أخوته لهم رتب عسكرية صرفت لهم إلا أن هاشم الأحمر خاض العسكرية والجندية في معسكرات الحرس والقوات الخاصة وكان له علاقة مع نجل الرئيس السابق أحمد وطارق وعمار ولم تتوقف العلاقة إلا بداية الثورة الشعبية عندما قرر هاشم الإنحياز الى أخوته فقاد مليشيات قبلية خاضت الحرب مع القوات المركزية التابعة لصالح في أحياء الحصبة مستفيداً من تجربته القتالية وخبرته العسكرية . لقد كان لهاشم دور بارز في تلك الإشتباكات حيث كان بمثابة القائد الميداني للمسلحين وأستطاع السيطرة على أكثر من مقر حكومي أثناء تلك المعارك واليوم يسعى أخوته الى إعادتة الى الجيش عبر وساطة اللواء علي محسن الأحمر الذي حاول تعيين هاشم قائداً لاهم الألوية العسكرية المسيطرة على العاصمة صنعاء إلا أن الرئيس هادي رفض ذلك وقرر مؤخراً تعيين هاشم كملحق عسكري في المملكة العربية السعودية . بالتأكيد أن صادق وحميد وحمير وحسين حاولوا الدفع بهاشم أخيهم الى أن يكون قائداً عسكرياً للواء بأكمله في محاولة منهم لبسط وتعزيز سيطرتهم على الجيش بتحالفهم مع اللواء الأحمر إلا ان المرحلة الحالية غير مناسبة لتولي هاشم منصب عسكري كبير بسبب حساسية الموقف وسيتم إعتبار تعيين هاشم في منصب عسكري كبير بمثابة إهانة لنجل صالح وأبناء أخوته الذين تساقطوا وتم إزاحتهم من كل مناصبهم العسكرية الرفيعة في حين أن هاشم لم يكن له أي منصب في الجيش ولم يكن قائداً ولهذا تم تعيينه ملحقاً عسكرياً وهذا بحد ذاته مكسب كبير للأخوة جميعاً فسيكون هاشم حلقة وصل موثوقة بين السعودية وأخوته وسيعمل على تعزيز العلاقة وبالتأكيد سيستفيد من العمل في المملكة بشكل كبير . يدرك جيداً كل أولاد عبدالله الأحمر أن المرحلة الراهنة تتطلب منهم إعادة تموضع سياسي وتوزيع جديد للأدوار خوفاً من ظهور قوى جديدة تعمل على تحجيم دورهم الذي تضاعف وأتسع خلال الفترة الراهنة وبالتالي فإنهم لن يكفوا عن المحاولة في إعادة هاشم أخيهم الى اليمن لتولي منصب عسكري كبير سيما بعد أن يتم تقليم كل أظافر الرئيس السابق وإضعاف عائلته التي لن تجد إلا الصمت في حالة تعيين هاشم في المنصب المطلوب . وعلى ما يبدو أن هاشم يمتلك ذكاء فطري ودهاء أمني قد يتميز به عن بقية أخوته سيما لو صحة المعلومات عن حقيقة دوره في حادثة النهدين فرغم أن الحادثة ما تزال غامضة إلا أن الإتهامات لوقوف هاشم الأحمر ورائها تجعلنا أمام شاب قادر على صناعة الكثير وتضعنا أمام توقعات كبيرة لمستقبل هاشم بدوره المحوري في إطار أخوته الأشقاء الذين يتوزعون الأدوار وكان ينقصهم بشكل كبير الشخصية الأمنية التي يقوم هاشم وبجدارة بتغطيتها فقد يكون المشرف العام على كافة الإجراءات الأمنية والحراسات الخاصة لكل أخوته .
والبقية لهم أدوار :: ها هو الجيل الجديد من بيت الأحمر من أبناء الأخوة يستعد للصعود وعلى ما يبدو أن الحظ سيحالف ابناء حميد في وراثة الأسرة بدورها السياسي ونفوذها التجاري وهذا لن يكون إلا بعد سنوات ولن ننسى بقية الأخوة ممن لم نذكرهم سالفاً والذين قد يرتسم لهم دوراً سياسياً خلال هذه المرحلة بحكم تطلعاتهم نحو الظهور فحاشد الأحمر شغل منصب نائب وزير الشباب والرياضة وقد يعود الى نفس المنصب أو منصب وزاري قادم وهناك البقية الذين بالتأكيد يتطلعون للمزيد من المكاسب .
من سيخلف صادق : الكثير يجزم بأن لا عوائق أمام بيت الأحمر في المرحلة القادمة سيما مع وصول الإصلاح الى سدة الحكم لكن قد يصطدم الإصلاح نفسه بالقوى المدنية وبقية الأحزاب السياسية التي تسعى لتحجيم نفوذ بيت الأحمر ولكن يمكننا القول أن للمال كلمته خاصة في اليمن . أما ما يثير تساؤلنا في النهاية هو خليفة صادق الأحمر .. ترى من سيكون ؟ قد يقول الكثير أنه سيكون حمير بحكم السن لكن هناك من يرى الى نزوع حسين ورغبتة للسيطرة على القبيلة سيما وهو الأكثر شعبية من بين أخوته في حاشد .. سندع ذلك للأيام ونترك التكهنات بعيداً .
* تحذير : نظراً لتعرض مواد المساء برس للسطو والسرقة نحذر كافة المواقع والصحف الإليكترونية من إعادة نشر هذه المادة دون الإشارة الى كاتب المادة ومصدرها المساء برس ....