قتل 60 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في سلسلة هجمات مسلحة وبسيارات مفخخة في مناطق مختلفة من العراق. وشهدت العاصمة العراقية بغداد أسوأ هذه الهجمات مع وقوع تسعة انفجارات على الأقل في أسواق ومواقف لسيارات النقل العام في عدد من الأحياء ذات الغالبية الشيعية في المدينة. وسبق هذه الانفجارات انفجار سيارتين مفخختين في مدينة البصرة بجنوب العراق في منطقتي ساحة سعد وسط المدينة وفي الحيانية، كما وقع انفجار آخر في مدينة سامراء أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وتأتي هذه الهجمات وسط زيادة عمليات العنف المرتبطة بتصاعد التوتر السياسي والطائفي في العراق في الأشهر الأخيرة. وتقول مصادر وزارة الداخلية العراقية إن نحو 200 شخص أصيبوا في هجمات الاثنين، العدد الأكبر منهم في بغداد. وأفادت تقارير أن من بين القتلى في التفجيرات ثمانية زوار إيرانيين. عنف طائفي ووقع معظم التفجيرات في مناطق ذات غالبية شيعية في بغداد والبصرة، إذ استهدفت تفجيرات بغداد أحياء الكاظمية والشعلة وحي الإعلام والكمالية والزعفرانية وجسر ديالى والشرطة الرابعة وسبع البور. ووقع أحد اكثر الهجمات دموية في حي الشعب شمالي شرق العاصمة العراقية، عندما انفجرت سيارة مفخخة قرب سوق مزدحمة ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح أكثر من 20 آخرين. وأودى انفجار سيارتين مفخختين في مدينة البصرة بحياة 14 شخصا على الأقل كانوا أمام مطعم وموقف لسيارات النقل العام. ونقلت وكالة رويترز عن محمد علي أحد سكان مدينة البصرة كان قرب موقع الانفجارين قوله " كنا نجلس في انتظار العمل، وكالعادة كنا نتجمع قرب كشك لبيع الاطعمة، وكان المكان مزدحما جدا". وأضاف " عبرت الشارع الى الرصيف المقابل عندما عم على كل شيء ظلام وغطى الغبار المنطقة، وتساقط علي الحطام المعدني وأصبت بجراح في رجلي". وقتل ثلاثة اشخاص وجرح 15 شخصا في انفجار سيارة مفخخة في سامراء الواقعة على بعد نحو 113 كلم إلى الشمال من بغداد. وأفادت تقارير أن الهجوم الذي تم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف تجمعا لعناصر في قوات الصحوة المساندة للحكومة قرب ثكنة عسكرية. وفي حادث منفصل هاجم مسلحون دورية للشرطة الإتحادية فجر الاثنين في منطقة آلوس (150 كم غرب مدينة الرمادي) وقتلوا جميع أفرادها البالغ عددهم سبعة من بينهم ضابط برتبة مقدم. ولم تعلن بعد أي جماعة مسؤوليتها عن الهجمات، بيد أنها جاءت وسط توتر سياسي وطائفي في العراق بين الحكومة التي تقودها أغلبية شيعية ومحتجين في المحافظات ذات الغالبية السنية، تصاعد منذ العام الماضي. إذ شهدت هذه المحافظات اعتصامات ومظاهرات احتجاج، إتهم المحتجون فيها حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتهميشهم والتمييز ضدهم، الأمر الذي تنفيه باستمرار الحكومة العراقية. أثر الأحداث في سوريا وقد تصاعدت عمليات العنف بعد مقتل أكثر من 50 شخصا في اشتباكات بين القوات الأمنية العراقية ومعتصمين معارضين للحكومة من العرب السنة في أبريل/نيسان الماضي، أثناء اقتحام القوات الحكومية ساحة الاعتصام في منطقة الحويجة في محافظة كركوك لاعتقال من تقول إنهم مسلحون قتلوا جنودا عراقيين ولجأوا الى ساحة الاعتصام. ويقول مراسل بي بي سي في بغداد إن العراقيين لم يشهدوا عنفا بمثل هذا المستوى الذي شهدته الأسابيع القليلة الماضية منذ نحو خمس سنوات. ويضيف أن ما يسهم في ذلك بالتأكيد خط تصدع بين الشيعة والسنة في العراق يمتد من مركز زلزالي موقعه ما يجري في سوريا. ويشير مراسلنا إلى أن العراقيين لا يرون أن سياسييهم يفعلون ما هو كاف لتوحيد طرفي الانقسام الطائفي ولا يرون أن المجتمع الدولي يتعامل بالصورة الملحة المطلوبة لمنع وقوع المزيد من الفوضى. وقد قتل 60 شخصا على الأقل في ثلاثة تفجيرات في مناطق ذات غالبية سنية في بغداد وحواليها الجمعة، سبقها عدد آخر من التفجيرات التي استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية في أنحاء مختلفة من العراق. وكان مسلحون قتلوا أكثر من عشرة رجال شرطة في سلسلة من الهجمات على نقاط تفتيش ومراكز للشرطة ومواقع للجيش في محافظة الأنبار غربي العراق يوم الأحد، وتتهم السلطات العراقية مسلحين سنة بالمسؤولية عنها.