لم تمنع جديّة الجلسة التي عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي حول العمل العسكري ضد سورية السيناتور الجمهوري جون ماكين أحد أوائل الداعين لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، من أن يلهو بهاتفه الخلوي. وقد وافقت اللجنة الأربعاء على قرار يصرح باستخدام القوة العسكرية في سوريا بأغلبية 10 أصوات مقابل سبعة واكتفى سناتور واحد بتسجيل انه "موجود" في التصويت. ويفتح تصويت اللجنة الطريق أمام إجراء تصويت على القرار في مجلس الشيوخ بكامل هيئته ومن المرجح ان يتم ذلك الاسبوع القادم.
ورصدت عدسة كاميرا مصوِّرة صحيفة "واشنطن بوست" المخضرمة ميلينا مارا، ماكين وهو يلعب البوكر على هاتفه الآيفون خلال جلسة الاستماع الحامية والتي حاول خلالها وزيرا الخارجية والدفاع جون ماكين وتشاك هيغل ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، إقناع اللجنة باقتراح الرئيس باراك أوباما بالقيام بعمل عسكري في سورية.
وانتشرت الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة البرق ما حذا بماكين (77 عاماً) الذي كان من أوائل المطالبين باستخدام القوة العسكرية في سورية حتى قبل استخدام السلاح الكيماوي هناك، إلى الإقرار بذلك على حسابه على "تويتر" ولكن بأسلوبه الساخر المعهود حيث كتب: "يا للفضيحة! ضبطت وأنا ألهو بجهاز الآيفون خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ التي استمرت زهاء ثلاث ساعات"، وأضاف: "الأسوأ من ذلك كلّه أنّي خسرت في اللعبة".
وعزا ماكين، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية 2008، لاحقاً في تصريح لشبكة "سي إن إن" لعبه البوكر في الجلسة إلى شعوره بالملل، وقال: "بقدر ما أحب دائماً الاستماع باهتمام متواصل إلى كلام زملائي طوال ثلاث ساعات ونصف الساعة، بقدر ما يمكن أن أشعر أحياناً بالملل لذلك لجأت إلى البوكر".
وكرر ما كتبه على "تويتر" بالقول: "الأسوأ أني خسرت الآلاف من الدولارات"، قبل أن يستدرك موضحاً أنه كان يلعب بمال افتراضي. وسخر البعض على شبكات التواصل الاجتماعي بالقول إن ماكين حوّل طاولة النقاش حول الضربة ضد سورية إلى طاولة بوكر. وكانت جلسة الاستماع شهدت صخباً حيث وجهت إحدى مؤسسات جمعية "كود بينك" والناشطة ضد الحروب ميديا بنجامين انتقادات للخطط الأميركية لتوجيه ضربة لسورية."