بقلم: صالح علي السباعى الاختلاف فى الراى لايفسد للود قضيه, هذا هو الشعار الذى يفترض أن يسود بين مختلف الشرائح والمكونات, وهو ظاهرة طبيعية لدى البشر, حيث أن النفس البشريه فطرت على الاختلاف فى الاراء, والتباين فى الافكار, فلا يوجد ذلك الانسان الذى يتفق مع الاخر في جميع أفكارة ومعتقداته, بل أننا نرى الشخص نفسه فى حالة تبدل وتغير دائم فى أرائه ومسلماته الفكرية وعلاقاته الاجتماعية , نتيجة التغيرات الاجتماعية والتصورات الفكرية , وهذا راجع الى نعمة العقل التى وهبها الله سبحانه وتعالى للانسان, ذلك أن العقول البشرية ليست متشابهه فى نمط تفكيرها, والا لكنا صورة طبق الاصل من ذلك الانسان البدائى القديم ,. لقد أجمع الكثير من رموز البشريه فى هذا الكون ,أن الاختلاف فى الاراء والايمان بذلك يمثل الجانب المشرق من فهم الانسان لطبيعته,أما الجانب الاخر المظلم لهذه الظاهرة الطبيعية, هو أن يتحول هذا الاختلاف في الافكار الي صراع وتناحريسود المجتمع الواحد, مما يؤدى الى الفرقه والتناحر وأنهيار تماسك المجتمع,فظاهرة الاختلاف والصراع يفصل بينهما خيط رفيع, حيث الاختلاف يخلق الجو الايجابى بينما الصراع يخلق الفتن والمحن والتسابق على المصالح الشخصية,. أن التقليل من حق الاخرين وعدم احترام مشاعرهم والاستخاف بهم وبأفكارهم , هى صفات ذلك الشخص الذى يتصف بالحسد والحقد على الاخرين , لذلك تراه يقلل من أهمية ادوار الاخرين ويشوه سمعتهم , من أجل أن يبنى مجدا زائفا لنفسه على تعاسة الاخرين, هذه الفئه الحاقدة من الافراد وحتى من رؤساء المكونات السياسيه والحزبية من الذين يحملون سلوكا عدوانيا تجاه الاخرين , هى من تؤدى الي تمزيق مجتمعاتها. كلنا نتابع الاحداث فى هذه البلاد ,منذو عشرات السنين وحتى اليوم , مع الاسف لم يتغير المشهد كثيرا, حيث ظلت الصراعات السياسية والحروب والظروف المعيشية الصعبة هى الصفة الملازمة لحياتنا, بينما أرضنا تمتلك كافة الامكانيات التى ربما لايمتلكها أخرون قريبا منا فى الاقليم ,ربما لوصعد أحد قادتنا الى قمة جبل من جبالنا واستخدم المنظار لراى كيف يعيش جيراننا فى رفاهية و رخاء وسلام , بينما نحن لانزال نقضى الجزء الاكبر من أعمارنا فى الشوارع والطرقات ,مرددين نفس الاهازيج الثورية السبعينية ,والمظاهرات والاعتصامات العقيمة, والمواجهات مع المحتل الجديد الذى فتحنا له الابواب بمحض ارادتنا ,ربما لتحقيق بعض الطموحات القوميه الغير واقعية , وربما للانتقام ممن يخالفنا وهد المعبد على رؤس الجميع , وبذلك أدخلنا هذه البلاد فى متاهة مابعدها متاهة,يعلم الله وحده كيف سنخرج منها !!, ترى من كان السبب فى تعاستنا على مدى نصف قرن من الزمان ؟! اليس هم نفسهم ساستنا ؟! الذين نصفق لهم اليوم ونرفع صورهم ,؟ مع الاسف لغة التخوين والغاء الاخر هى السائدة فى كل المحافظات الجنوبية حتى اليوم , لكن الامر فى حضرموت تجاوز ما يحدث فى المحافظات الجنوبية , وأصبحنا فى حاجة الى تدخل أخواننا فى هذه المحافظات كي يصلحوا بيننا , حتى لاتصل أحوالنا لما وصلت اليه العلاقة بين فتح وحماس , حتى أن الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز رثى لحالهم وعرض عليهم ليتوسط بينهم ليحل خلافاتهم ,كما كان يفعل الرفاق حواتمه وجورج حبش يتوسطون فى عدن بين الرفاق ,وأخشى أن يصيبنا ما أصابهم ,لاننا كحضارم لم نعد قادرين على حل مشاكلنا وأحترام مشاعر بعضنا ,مثل عادتنا نعاند القريب ونطيع التعليمات من البعيد , ولم يكن خافيا على أحد أن قادة العمل السياسى فى حضرموت والمناطق الجنوبية كانوا فى حالة أحباط نفسى ربما كان سيؤدى ببعضهم الى الارتما فى أحضان النظام, وقد ذهب الكثير منهم للحوار والبحث عن دور مابعد الحوار, لولاأستشهاد المقدم بن حبريش وظهور الهبة المباركة التى أنقدت الكثيرين وأحيتتهم بعد الممات , وكان عليهم طاعة من انقذهم واعادهم للحياة ,وأن تسمى الاشياء بأسماءها , وأن لانتسابق على فرض شعارات احزابنا ومكوناتنا ,وأن لانسمى مقاومة تحالف قبائل حضرموت بغيرأسمها كما يحلو للاخوان فى عدن لايف ,فما العيب أن نقول مقاومة حضرمية او مقاومة ضالعية أويافعية لاأعتقد أن فى ذلك عيبا أوجرم أن نتعلم لغة التنوع من الان , وأن نحترم خصوصيات المناطق الجنوبية وليس حضرموت وحدها, الادب والاخلاق يحتمان علينا أن نسمى الاشياء باسماءها , ولكن ماشاهدناه مع العلم المحروق كان الشطط بعينه ,حيث ضاقت صدور بعضنا ,وأسهب فى توصيف علم الغدر والخيانة كما يحلو للبعض تسميتة , شاهدنا كيف تم حرقة والتنكيل به وأهانتة تحت عجلات السيكل وياليتها حتى كانت سيارة , كلنا شاهدنا كيف كان البعض منتشيا بحرق ذلك العلم المسكين الذى لاادرى من الذى جنى علية !! الفاعل أم المفعول لست ادرى !! أنه علم العار والخيانه كما قال احدهم , وربماكان يقصد اخواننا فى الاصلاح والعصبة الحضرمية,المتهمين بالتعاون مع المحتل اليمنى, وانا هنا لست مخولا بالدفاع عنهم واعتقد أن لديهم القدرة اكثرمنى للدفاع عن أنفسم,وأنما أتحدث كمواطن حريص على سير السفينة الحضرمية بكل محاسنها وعيوبها,مايهمنى هوأن تبحرالى شاطىء الامان, واذا كان هؤلاء كما يقولون متأمرين فماذا نسمى من سلم البلاد بطولها وعرضها للشمال دون ضمانات ؟ هل هؤلاء هم الملائكة والاخرون شياطين ؟! ثم لما الخوف ونحن نعرف أن الصندوق هو الحكم بين مختلف المكونات , وأن الارادة الشعبية هي من تحدد الاتجاه , لن تستطيع العصبة ولن يستطيع الاصلاح ولا حتى الحراك أن يتجاوز رغبة الشعب ومايريد ., أعتقد أن التواصل بين النظام المحتل ومن يحتلهم أمر طبيعى لاننا فعليا وسياسيا وجغرافيا لانزال جزء من هذه الدولة ولم نتحرر بعد , والتواصل مطلوب لايجاد المخارج , وهذا يحدث فى كل زمان ومكان, وقد حدث حتى اثناء الحروب العالمية ,ويحدث بين الاسرائليين والفلسطينين , وبالتاكيد يحدث بين بعض الحضارم وبعض الحنوبيون والشماليون , هذه أدوار سياسية , وكلنا يتابع كيف تلعب الاحزاب الشمالية "سياسة" , المؤتمر يفرخ الاصلاح والاصلاح بفرخ الرشاد والاصلاح يوقع وثيقة بن عمر والمؤتمر يرفض , وكيف كانت الازمه بينهم عام2011, كنا نظن أن صنعاء ستحرق فى المساء أن لم تحرق فى الصباح , لكن شيئا من ذلك لم يحدث بسبب النضج السياسى لديهم الذى استطاع بعضهم من خلاله أن يضحك على كبار قادتنا الثوار, نحن مع أغلاق الابواب مع النظام والمطالبة بخروجه .. لكن السؤال هل هذا سيحدث بين عشية وضحاها ؟ أن الامور ليست بهذه السهولة التى يتوقعها أصحاب مسيرة السيكل والطبل والمزمار, هذه الامور يعرفها السياسيين وقادة المكونات أذا هم فعلا قادة وساسة !!,حيث كل شىء فى السياسة مباح , لذلك كان عليهم توعية جماهيرهم التى يقودونها حتى لايقع الفاس فى الراس وتتحطم سفينتنا على صخور القشار,. لقد تغيرت الامور اليوم والمواجهات مع حلف القبائل مستمرة وهناك دماء تسيل على التراب ,والواجب اليوم من كل النخب الحضرمية والجنوبية الارتفاع الى مستوى التحدى وأن توفر كل وسائل النصر لاوسائل الهزيمة فى هذه المعركة , خاصة عندما يتم أيقاف أعمال الشركات الاجنبية , حينها سيلتفت العالم لما يحدث ويفرض الحلول ,هذا الامر يتطلب من الجميع الابتعاد عن لغة التخوين والوقوف صفا واحدا أمام التحديات الموجوده اليوم , وهى كبيرة فى ظل وجود تعبئة عسكرية تصل الى درجة الكراهية "ضبعانية" لاهل الارض والتمادى فى قتلهم, ويخطى من يعتقد أن المسيرة السلمية قد أنتصرت على الالة العسكرية,وأن النظام قد أستسلم وأنه يتجهز للمغادرة فى المطار , ولهؤلاء نقول نحن في بداية المشوار ولاتزال المراحل طوال,ومع ذلك لن نقول كما قال"العندليب الاسمر" أه يا خوفى من أخر المشوار.