ودعت محافظة حضرموت عامة وعاصمة الثقافة الإسلامية وحاضرة العالم الإسلامي وقبلته الثقافية للعام 2010م الغناء تريم خاصة قامة من قامتها وعلماً بارزاً من أعلامها وهامة وقامة تربوية ودينية وإسلامية نادرة وفريدة من نوعها وذلك عصر اليوم الثلاثاء 16/أكتوبر/2012م في موكب جنائزي مهيب وتشيع كبير جثمان الداعية الإسلامي الحبيب العلامة/حسين بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بلفقية إلى مثواه الأخير بعد أن وفاته المنية مساء يوم أمس الاثنين عن عمر ناهز الثمانون عاماً قضاها في خدمة البلاد والعباد وخدمة العلوم التربوية والإسلامية والدينية وأصول اللغة العربية والتاريخية والتراثية والثقافية وخصوصاً في الجوانب التربوية والدينية والخطابة والوعظ الإسلامي الوسطي المعتدل والإمامة وكذا في الجوانب الاجتماعية ومساهماته الجليلة في إصلاح ذات البين بين الناس والاهتمام بالشأن الاجتماعي والإنساني بعد مرض عضال ألم به وأقعده الفراش خلال الأعوام الأخيرة . حيث شيع الموكب الجنائزي المهيب و الكبير الذي تقدمه عدد من علماء اليمن الأجلاء وعلى رأسهم فضيلة الداعية الإسلامي العلامة الحبيب/عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ عميد معهد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم والحبيب/علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ رئيس مجلس الإفتاء بتريم-مدير معهد دار المصطفى والحبيب العلامة/عبدالله بن محمد بن علوي بن شهاب وعلماء آخرين والأستاذ/أسامة أحمد علي عبدالله مدير عام مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بوادي حضرموت والصحراء وعدد من كبار المسئولين من قيادات السلطة المحلية بالوادي و تريم ومدراء عموم الإدارات والمرافق الحكومية بالوادي و تريم عدد من المسئولين والعديد من الشخصيات الأدبية والفنية والثقافية والاجتماعية والأكاديمية والتربوية والرياضية والشيوخ والمقادمة والأعيان وطلاب الفقيد ومحبيه وجموع غفيرة من المواطنين جثمان الفقيد من بيته بحافة الروضة بجوار معهد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بمنطقة عيديد الجديدة بمديرية تريم بمحافظة حضرموت والسير به حتى مصلى جبانة العيد بمسيال التربة بمنطقة عيديد الذي أكتظ بآلاف المصلين للصلاة عليه ثم سار الموكب الجنائزي المهيب بجثمان الفقيد حتى مقبرة زنبل بمسيال التربة بعيديد ليواري فيها جثمانه الثرى بجوار أضرحة أبائه وأجداده . سيرته الذاتية:- هو السيد الشريف الفاضل المنصب والداعية الإسلامي الحبيب العلامة/حسين بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بلفقية ((منصب أسرة آل بلفقية العلوية)) وهو تربوي مخضرم وقدير وداعية إسلامي وعلامة كبير ومتمكن وله صولاته وجولاته الكثيرة في ميادين ساحات العلوم التربوية والإسلامية والدينية وأصول اللغة العربية وهو من مواليد منطقة مشطه بمدينة تريم بمحافظة حضرموت في العام 1353ه الموافق 1934م متزوج وله ستة أبناء اثنين أولاد وهم:- محمد وعبد القادر وأربع بنات . توفي والده وهو لازال صغيراً فتربى على يدٍ والدته في بلدة مشطه بتريم . تلقى تعليمه في مدرسة الأخوة والمعاونة ثم في معهد رباط تريم العلمي للعلوم الشرعية ، كما درس في معلامات تريم الأهلية المختلفة وزوايا تحفيظ القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في مختلف الجوانب الدينية ، وأخذ من تعاليمه هذه في تريم نصيبه من العلوم الظاهرة و الباطنة على يدٍ مشايخها الأجلاء . -اشتغل بالدعوة إلى الله والتدريس حيث عمل مدرساً في مختلف مدارس وادي وساحل حضرموت وتنقل بين الكثير من المدن والقرى بنية الدعوة إلى الله . -تولى الإمامة والخطابة في مسجد الإمام عبد الرحمن بن عبدالله بلفقية وهو المسجد المسمى ((الزهرة)) بمنطقة النويدرة بتريم . له الكثير من الخطب في عشرات المساجد والكثير من المحاضرات في العديد من المواقع والمناطق والزيارات كما له دروس خاصة يقوم بها في منطقة شعب نبي الله هود عليه السلام خلال فترة زيارة قبر نبي الله هود . -له العديد من المؤلفات المختلفة منها شرح منظومة ((رياضة الصبيان)) . عرف بإسهاماته الاجتماعية الكثيرة بين الناس في إصلاح ذات البين وكذا إسهاماته الكثيرة مع آخرين في حل الكثير من القضايا الشائكة ، كما عرف بتواضعه وأخلاقه وبساطته ودماثة الأخلاق مع الأصحاب والأهل والخلان ولذا كان محبوباً بشكل غير عادي من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية المختلفة في تريم ومختلف مناطق حضرموت . -أهتم كثيراً بقراءة الكثير من الكتب في الدينية وفي التاريخ العربي وأصول اللغة العربية وكذا في مختلف الجوانب التراثية والتاريخية الإسلامية والعربية والثقافية . هذا وقد نعى كل من الإدارة العامة لمكتب فرع وزارة الأوقاف والإرشاد بوادي حضرموت والصحراء و قيادة المجلس الوطني لحماية حضرموت الوادي والصحراء وقيادة فرقة الغناء للدان الحضرمي بتريم وقيادة الملتقى الوطني لأبناء مديرية تريم والجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث بحضرموت الفقيد وعددت مناقبه ومآثره المتعددة وما قدمه في خدمة العلوم الإسلامية والدينية والتربوية وأصول اللغة العربية والتاريخية والتراثية والثقافية وكذا الجوانب الاجتماعية ومساهماته الجليلة في إصلاح ذات البين وسألت الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أبنائه وإخوانه وأهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه لا راجعون . الموقع يتقدم بالتعازي القلبية الحارة وعظيم المواساة لأبناء الفقيد وأسرته وأهله ويتمنى من الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله وذويه وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان … إنا لله وإنا إليه لا راجعون .