اجتماع الجمال والحشمة، هدف نبيل تتمناه كل فتاة عربية ملتزمة، فالحشمة تحمي الجمال وتصونه وتجعله غالياً صعب المنال، كقلعة حصينة عالية الأسوار، كما يقول الشاعر العربي القديم. انطلاقا من هذه الفلسفة شهدت القاهرة خلال الأيام الماضية الدورة الثانية لمسابقة فتاة العالم العربي المثالية، التي أقيمت هذا العام تحت شعار «دعوة للحشمة والجمال»، وقد نالت المتسابقة البحرينية المحجبة وفاء يعقوب لقب الفتاة العربية المثالية لهذا العام من بين 20 فتاة ينتمين إلى 15 دولة عربية تنافسن على اللقب. وقلدت وفاء يعقوب (25 عاما)، وهي طالبة بالدراسات العليا بكلية الحقوق، جامعة البحرين، تاج الفتاة المثالية العربية، خلال احتفال كبير بالقاهرة ضمن مسابقة نظمتها الناشطة الاجتماعية حنان نصر، بينما فازت المتسابقة المصرية شيماء محمد بلقب الوصيفة الأولى، والمتسابقة اللبنانية عبير ليوس بلقب الوصيفة الثانية، وحلت التونسية خديجة مرابط في المركز الرابع والليبية ريما بوصيري في المركز الخامس. وأحيا حفل الختام المطربة المغربية جنات والمصريان بهاء سلطان ورامي صبري. وقالت وفاء يعقوب لوكالة الصحافة الألمانية، عقب إعلان النتيجة إنها كانت واثقة من فوزها باللقب منذ البداية، رغم أن البعض كان يشكك في ذلك، خاصة أنها وفقت في كل مراحل المسابقة التي تأهلت لها من بين 25 فتاة بحرينية تقدمن للمشاركة بها، وأضافت أنها تهدي اللقب إلى بلدها البحرين وكل الفتيات البحرينيات اللائي لا تقل أيهن عنها ثقافة أو علما أو تحضرا، مشيرة إلى أن إصرارها على الفوز باللقب واستعدادها الجيد كانا وراء حصولها عليه. وحول منح اللقب لها رغم كونها محجبة قالت وفاء، «إن المسابقة لا علاقة لها بالحجاب، لأنها ليست مسابقة جمال وإنما مسابقة ثقافية بالأساس، تعنى بذكاء الفتاة ورجاحة عقلها أكثر مما تعنى بتفاصيل ومقاييس جسدها»، مستدركة أنها لو علمت أن الجمال وحده أساس الاختيار لما فكرت في المشاركة. وشهدت المسابقة هذا العام مشاركة ثلاث متسابقات محجبات، بينهن الفائزة البحرينية، ومتسابقتان من الكويت والمغرب بعكس العام الماضي الذي لم يسمح فيه بمشاركة المحجبات، وشاركت هذا العام متسابقة فلسطينية لأول مرة، هي ميرنا قطان التي تدرس اللغة الإنجليزية بجامعة بيت لحم وحضرت إلى القاهرة بالطريق البري عن طريق الأردن وعانت كثيرا، وفقا للمنظمين لتلحق ببدء الفعاليات، إضافة إلى المتسابقة العراقية ميادة حسين خريجة كلية الفنون الجميلة، كما شاركت متسابقتان ليبيتان هما ريما البوصيري وتعمل مذيعة وهيفاء حسين وتعمل طبيبة أسنان، ومن مصر شاركت شيماء منصور وتعمل حكم كرة قدم، ومن تونس خديجة مرابط وهي طالبة بهندسة الطاقة وحاصلة على لقب فتاة تونس المثالية العام الماضي، ومن الجزائر طاووس أولمو وتدرس الإخراج، وشاركت المغرب بمتسابقتين هما سارة بناني طالبة الاقتصاد وغزلان محمد طالبة الإعلام، ومن السودان سمية محمد طالبة بالأكاديمية البحرية، ومن اليمن خلود العامري طالبة بكلية السياحة والفنادق، ومن لبنان شاركت المتسابقتان رولا بهيج طالبة الأدب الإنجليزي وعبير لايوس وتدرس هندسة الكومبيوتر، ومن الأردن رنا الحموز، ومن سورية عفراء. وبرزت المشاركة الخليجية هذا العام من خلال السعودية غادة حسن طالبة إدارة الأعمال، والكويتية فاطمة غضبان الطالبة بالأكاديمية البحرية، وبالطبع الملكة المتوجة البحرينية وفاء يعقوب. وتقول حنان نصر مؤسسة ورئيسة المسابقة: «إن الدورة الثانية طرحت قضية تفعيل دور المرأة العربية في مجال تنمية وتنشيط السياحة البيئية وتشدد على أن الجمال الشكلي ليس الأهم وإنما الثقافة والذكاء الاجتماعي». وأضافت منظمة المهرجان أن المسابقة لا علاقة لها بمسابقات ملكات الجمال المتعارف عليها، التي لا تصلح للمنطقة العربية، باعتبارها تضع شروطا لا تقبلها الثقافة العربية ولا الأديان، مثل الملابس العارية وملابس البحر وغيرها، لكنها استدركت أن المتسابقات يحتجن الجمال إلى جانب العلم والثقافة والذكاء، حتى يستوفين شروط المسابقة، التي قالت عنها حنان، إنها تتركز على كون المتسابقة حاملة لأي جنسية عربية وحاصلة على مؤهل جامعي أو تدرس بالجامعة وألا يقل وزنها عن 50 كيلوغراما، بالإضافة إلى إجادتها إحدى اللغات الأجنبية. وقد منحت البحرينية وفاء يعقوب تاج الفتاة المثالية العربية الذي قامت بتصميمه وهاد سمير، أستاذة المجوهرات والحلي، ويمثل مزيجا لأعلام الدول العربية المشاركة بطريقة مستوحاة من التراث العربي، وهو تاج ذهبي مطعم بالأحجار الكريمة. وأثارت العراقية كلوديا حنا حاملة اللقب الأول كأول فتاة مثالية عربية والتي تعمل مذيعة بإحدى الفضائيات، جدلا بسبب تصريحاتها التي قالت فيها إن اللقب لم يضف إليها شيئا وإنما أضافت هي إليه الكثير، الأمر الذي لم يرق للمنظمين، لكنها عادت واعتذرت في وقت لاحق مبررة أن حديثها فهم بشكل خاطئ.