بعد سجال طويل أصر خلاله الشيخ عبد المجيد الزنداني أنها جامعة "علم" و"إيمان"، وأصرت أمريكا على وصفها ب"جامعة الكفر"، أعلن مساء أمس الأحد بصنعاء عن إجراء انتخابات أول اتحاد طلابي في جامعة الإيمان، وسط معارضة شديدة من قبل رئيسها، تزامنت مع شكوك محللين سياسيين بأنها "مجرد سيناريو لكسب ود البيت الأبيض"، الذي يدرج اسم الزنداني ضمن قائمة الإرهاب. وبحسب طلاب في الجامعة ل"نبا نيوز" فإن مجلس إدارة الجامعة رفض السماح للجنة التحضيرية لاتحاد الطلاب من القيام بأي أنشطة انتخابية داخل أسوار الجامعة، بناءً على توجيهات الشيخ الزنداني – رئيس الجامعة- ضمن مفهوم متداول يعتبر الديمقراطية من "بدع الرئيس الأمريكي جورج بوش"- وهو الأمر الذي دفع اللجنة التحضيرية السبت الماضي إلى إقامة خيمة خارج أسوار الجامعة ودعوة الطلاب إليها للاستماع إلى أولى الخطب "الحقوقية" التي تتحدث بلغة المجتمع المدني. وقال طلاب في الجامعة ل"نبا نيوز" أن الشيخ عبد المجيد الزنداني دعا الطلاب إلى عدم المشاركة في الانتخابات، ووصفها ب"مفسدة"، إلاّ أنه ما لبث أن سلّم بالأمر الواقع في اليوم التالي، بعد مضي الطلاب بمشروعهم، وإصدارهم بياناً يطمئنون به رئاسة الجامعة بأنهم ليسوا ضد الجامعة، وإنما سيعملون لأجل حقوق الطلاب ومصالحهم، فاشترط الزنداني لقبوله بالاتحاد أن يخضع "لوصاية" مشائخ الجامعة، مبينين أنه طلب إخضاع الاتحاد الطلابي "لإشراف عدد من المشائخ". ووصف الطلاب مشاركة زملائهم في الانتخابات ب"كبيرة جداً" و"غير متوقعة" في ظل معارضة رئاسة الجامعة لها، وتحريضها على عدم الاشتراك بها. إلاّ أن أحد المحللين السياسيين اليمنيين- رفض كشف اسمه- شكك بمصداقية الانتخابات وما قيل حول معارضة الشيخ الزنداني، وقال ل"نبأ نيوز": أن طلاب جامعة الإيمان يحتفظون بولاء كبير للشيخ الزنداني، ولا يمكن أن يعارضوا له رأياًً مهما كان، ولأي سبب كان، مشيراً إلى أن الجانب الفقهي الذي يتتلمذ عليه طلاب الجامعة لديه موقف سلبي من العمليات الانتخابية التي تجري في إطار الديمقراطية المعروفة. ورجح المصدر أن يكون الأمر "مجرد سيناريو لكسب ود البيت الأبيض"، خاصة في ظل تكثيف الجهود الرسمية اليمنية الداعية إلى شطب اسم الشيخ الزنداني من قائمة مجلس الأمن الدولي الخاصة بالمتهمين بدعم الإرهاب. ووصف المصدر الاتهام الأمريكي للشيخ الزنداني بأنه موقف "سلبي" لا يستند إلى حقائق، وإنما إلى "أحقاد أمريكية على الإسلام والمسلمين وليس على الشيخ الزنداني وحده"! يبدو أن جامعة الإيمان قررت أخيراً مجاراة اللعبة السياسية، وفتح الأبواب لديمقراطية بوش، لكنها بكل تأكيد لن تسمح لها بالعبث بثقافة الجامعة، وأمنها، طالما وهي تحت وصاية المشائخ.. فقد سبق ل"نبأ نيوز" أن زارت الجامعة وتجولت في كل أروقتها، ولم يكن من شيء غريب فيها سوى أنها تدرّس العلوم الاسلامية.. وإن الإسلام أشد ما يغضب سادة البيت الأبيض!