أكد الشاعر حسين محمد الحمري- أحد شعراء المهجر الشعبيين- أن جاليات اليمن في الولاياتالمتحدة خير من يمثل وطنهم، وإن الإنسان اليمني الحر لا يقبل الارتزاق على حساب الوطن مهما كان الثمن، وان الذين يهاجمون اليمن في بلد الاغتراب لا يتعدون أصابع اليد، وهم ممن تضررت مصالحهم بالوحدة والديمقراطية. ووصف الحمري- أحد أبناء محافظة البيضاء المغتربين في نيويورك- مبادرة التعديلات الدستورية التي اقترحها الرئيس علي عبد الله صالح بأنها "ثورة رابعة"، مشيداً بالشعراء الذين يحرصون على أمن واستقرار اليمن، ويتفاعلون مع الأحداث والمناسبات في وطنهم، داعياً إياهم إلى الوقوف بإجلال لشهداء الثورات اليمنية التي بفضلها تحقق للشعب اليمني أعظم إنجازاته الوطنية. جاء ذلك على هامش حوار أجرته "نبأ نيوز" في الولاياتالمتحدة مع الشاعر الحمري، الذي يعد واحداً من ابرز رواد الشعر الشعبي اليمني- داخل الوطن وخارجه.. فيما يلي نص الحوار: * كيف ترى علاقة المغترب اليمني مع وطنه، ومدى تفاعله مع همومه في الوقت الحاضر؟ -- بدءً تحياتنا إلى الوطن الغالي الذي يشرفنا دائماُ أن ننتمي إليه.. والحقيقة إن المغتربين اليوم علاقتهم بهذا الوطن قوية، والجاليات في مختلف الولايات، وأيضاُ في مختلف دول العالم باتت مدركه أكثر أفق مستقبلها ومستقبل الوطن، وهموم ومشاكل الوطن.. فالجالية اليمنية فعلاُ من أطيب الجاليات، والمغتربون في أمريكا أفضل من مثلوا وطنهم، فالإنسان اليمني الحر لا يقبل الارتزاق على حساب الوطن مهما كان الثمن. نحن لسنا فقط معنيون ببناء هذه الجسور مع الوطن، بل نرى ذلك مسئولية، فكل ما يطمح إليه المغترب هو تقدم وازدهار الوطن. وقد برهن المغتربون اليمنيون عبر العصور مدى تمسكهم بوطنهم وافتخارهم بشرف الانتماء لأرض سبأ، ووقوفهم إلى جانب الحكومة، والقيادة السياسية، وكل أبناء الشعب اليمني في مسيرة البناء والتنمية. أنت كمغترب وصحفي في أوساط الجالية لا تستطيع خلال عملك أن تجد مواقف مسيئة تجاه الوطن، وإن وجدت فبعدد أصابع اليد، ولن يكونوا إلا أمراض نفوس، وحاقدين يهاجمون أوطانهم من بلد الاغتراب على خلفية مصالح شخصية، كونهم ممن تضررت مصالحهم بالوحدة والديموقراطية، ولا يشكلون أي خطر إلا على أنفسهم وهم يعيشون في عزلة عن المجتمع والعالم. * من أين تبدأ قصتك مع الشعر؟ والى أي مدى ترتبط به حالياً وأنت في المهجر؟ -- قصتي مع الشعر، اعتقد إنها لا تختلف عن قصص الكثير من الشعراء، حيث يتأثر الشاعر بالمجتمع والحياة التي من حوله، فيجد نفسه بعد زمن في دائرة مغلقة لا يستطيع الخروج منها إلا من هذا المنفذ- الشعر- خصوصاُ إذا أصبح الشخص شاعراً، صاحب هوية، وموهبة.. ويختلف الشعراء باختلاف توجهاتهم، وقصتي مع الشعر الشعبي اليمني هو أنه أثر فيني منذ فترة طويلة، وترك بداخلي أحاسيس ومشاعر وطنية ونضالية تجاه وطني وشعبي، ومستحيل أن تفارق الشاعر مشاعره نحو الوطن أو تتغير مواقفه حتى لو أتجه إلى المهجر للاغتراب. وفي أخر أمسية شعرية لشعراء الجالية اليمنية حضر بعض الشعراء من ولايات بعيدة مثل نيويورك، وكالفورنيا، إلى ميتشغان للمشاركة في احتفالات الجالية بأعياد الوطن، والذي أتذكر ذلك اليوم بكل فخر واعتزاز حين شاركنا عدد من الشعراء من مختلف الولايات في المهجر أفراح الجالية بأعياد الوطن والثورة والجمهورية.. وحرصنا على المشاركة أتى من أهمية الذكرى، وعظمة اليوم الذي أستعاد فيه اليمن وحدته.. نشكر الأخوان في جالية ميتشغان على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.. نشكر الشيخ جمال مجلي، والأستاذ علي بلعيد المكلاني، والدكتور خالد المسمري، والدكتور خالد شاجره، والشاعر عبد الكريم الدره، والشاعر جبر الجلهم، والشاعر عبد الرحمن الجهمي، والأخ حكيم المسمري، والأخ قايد سعيد الذرحاني، وكل إخواننا أبناء الجالية الذين وجدنا ابتساماتهم ذلك اليوم تملأ النفوس حباً ووفاءً لوطن الثاني والعشرين من مايو. أتذكر أيضا أن لي أبيات شعرية، وأنا في بداية العمر- شاب- عندما بدأت صياغة الشعر، فوجدت نفسي اعبر بتلك الأبيات عن الابتهاج بتولي فخامة الرئيس علي عبد الله منصب رئيس الجمهورية! كانت مشاعرنا دليلنا إلى ذلك الإحساس، لأننا كنا نعرف أنه من مناضلي الثورة والجمهورية البارزين! والحمد لله ما خاب ظننا، وها نحن اليوم نفتخر بما تحقق لليمن في عهد الأخ الرئيس، ونترجم تماماُ هذا الشعور الطيب كلما صادف يوم السابع عشر من يوليو. * أين يكمن فحوى الرسالة التي يحملها الشاعر في قصائده؟ -- أنت تعلم الإجابة على هذا السؤال أكثر مني، لان القصيدة والشعر جانب من الأدب، ورسالة في نفس الوقت يحملها الشاعر.. وهكذا تجد الكثير من الشعراء الشعبيين يهتمون بالجانب السياسي في قصائدهم لان الشعر بمثابة رسالة تترجم رأي صاحبها، يحاول الشاعر من خلالها الإفصاح عما في دواخله، ومعالجة القضايا بقدر الاستطاعة، من خلال تنمية الوعي بها، وبما تتوجبه من مسئوليات، ومواقف. وبالطبع، هناك فرق بين شاعر صادق حريص على أمن واستقرار الوطن وتقدمه، وأخر عابث يبحث دائماُ عن الارتزاق، وخلق الأزمات والمأزق..! فهذا الأخير مثل الذباب لا ينظر إلا إلى القاذورات- خاصة عندما تكون قصائدهم تهدف إلى تمزيق الوطن، وتحويله إلى ملعب للصراعات والخلافات المناطقية والحزبية- كما كانت عليه في الماضي!! وهذا المقصد أبعد لهم من نجوم السماء، لأنهم لم يعرفوا بعد خيرات الوحدة ومكاسبها العظيمة، ومستوى وعي المواطن اليوم بالحقيقة في كل ربوع الوطن الغالي. * إلى أي درجة يتفاعل العطاء الشعري عندك بما يدور على ساحة الوطن؟ -- بالتأكيد عندما أسمع الأخبار الطيبة عن وطني أو يمر الوطن بذكرى أو مناسبة كما الأيام الماضية ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر، أشعر بالسعادة، وأعبر عن ذلك بالشعر، وقد كتبنا عشرات القصائد في مثل هذه المواطن، وتذكرنا فيها المواقف الشجاعة لأبطال الثورة، والأدوار النضالية البارزة التي قام بها شهداء الثورة والجمهورية في محاربة الظلم والجهل والتخلف والكهنوت الإمامي وطرد الاستعمار من أرض الوطن. ومنذ أول لحظة عرفت فيها الشعر وأنا أترحم على شهداء الثورة والوطن واهدي كل المناضلين أبيات شعرية كل عام في الذكرى معبرة عن مشاعر وأحاسيس شاعر من شعراء الوطن نحو الثوار والأحرار.. وها هم ثوار وأحرار الوطن اليوم يصنعون لليمن أعظم الإنجازات، وأجلها يتصدرهم القائد الرمز، صانع الوحدة، وباني اليمن الجديد، والذي فجر قبل أسابيع ثورة رابعة- هي الأولى من نوعها- بمبادرته الحكيمة في مشروع التعديلات الدستورية، والتي منها تعديل قانون الانتخابات الرئاسية.. وهذا أقل ما نستطيع قوله اعترافا منا بإنسانيته، وشهامته، وكرم أصله- حفظه الله ورعاه، قائداُ ورمزاُ للبلاد. وفي المقابل- أيضا- لم ننس المتأخرين، الذين رفضوا دعوة رئيس الجمهورية للحوار والتفاهم من أجل مستقبل الوطن، والذين سعوا، ويسعون دائماُ لتمزيق الوطن، وعرقلة مسيرته التنموية والديموقراطية.. وقد كتبت قصيدتي الأخيرة معبرة عن الأوضاع الأخيرة في اليمن.. وانتقدت بشدة خروج بعض قيادات أحزاب المشترك عن الثوابت الوطنية، والهتافات التي أطلقوها مؤخراُ، والتي جعلتنا- ونحن في المهجر- نتحسس ونعبر عن وجهات نظرنا بالشعر، وهم كما عودونا كل يوم أصواتهم نشاز، وهتافاتهم كاذبة!! * ما الذي تريد قوله على هامش أعياد الثورة اليمنية؟ -- نهنيء الوطن في كل أعياده واحتفالاته الوطنية، كما يشرفنا أن نقف وقفة إجلال لمناضلي وشهداء الثورتين الخالدة والمجيدة التي فجرها مناضلو الثورة والجمهورية من مختلف أرجاء الوطن، ورسمت ملامح نظراتها وأبعاد آمالها وأهدافها النبيلة هامات الوطن ورجاله الأبطال، والأوفياء من مختلف شرائح المجتمع. ونحمد الله أنه قد تحقق لليمن الكثير من المنجزات، واستطاعت قيادته السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح- احد رجال وأبطال الثورة- أن تصنع المعجزات، متجهة نحو التقدم والازدهار لهذا الوطن.. ولذلك يحضى الأخ الرئيس بثقة الشعب دائماُ في كل الانتخابات، وأنصاره كثيرون من خارج حزب المؤتمر، ومن مختلف شرائح وفئات المجتمع اليمني في الداخل والخارج.. تحياتنا إلى الوطن الغالي الذي يشرفنا دائماُ أن ننتمي إليه.. والحقيقة إن المغتربين اليوم علاقتهم بهذا الوطن قوية، والجاليات في مختلف الولايات وأيضا في مختلف دول العالم باتت مدركه أكثر بمستقبلها ومستقبل الوطن، وبهموم ومشاكل أبنائه.. والجالية اليمنية فعلاُ من أطيب الجاليات، والمغتربون في أمريكا خير من مثل وطنهم، وهم لا يفارقونه بكل أحاسيسهم ومشاعرهم، وبإذن الله تعالى يكونوا رافداً من روافد تقدمه وعزته وشموخ أبنائه.. ولا يسعني في النهاية إلاّ أن أتقدم بجزيل الشكر لموقع "نبأ نيوز"، ومدير تحريره الأخ منير الذرحاني الذين كان لهم الفضل بتوثيق جسور تواصل المغتربين مع الوطن الحبيب. من قصائد الشاعر حسين محمد الحمري: أنا أبدع بالذي لا غير يعبد ... ولآ احد له ولد والد ومولود وبسمه نبتدي قولن موحد ... له التصريف في خلق ومعبود يقول الشاعر السيف المهند ... شعار المؤتمر حاضر وموجود يشارك فرحة الشعب الموحد ... ومن اجل الوطن يعمل بمجهود بعيد الوحدة اليوم المخلد ... بهذا اليوم أجمل يوم مشهود لنا العالم بمثل اليوم ندد ... ونحن ندمج الضالع مع العود وصنعاء في عدن تفرح وتسعد ... وشبوة قبلت مأرب بالأخدود ويافع عانق البيضاء وشهد ... بهذا اليوم عم الخير ويسود هنياً يا وطن بالوحدة اشتد ... وعودة لا سبأ التاريخ موعود معي قولو هياً يا أبا احمد ... صنعت المجد وحنا كلنا اجنود وعاهدناك ها عهدك تجدد ... على درب الوفاء لك حق منشود ستبقى رمز للوحدة مؤكد ... ورمزاً للديمقراطية والجود ولحنا درعك الواقي ومسند ... تجدنا كالورق ملتف علعود ولي خمسة مطالب يا أبا احمد ... مطالب شعب معدودات تعدود بتطبيق القضاء سنة محمد ... علينا كلنا مسعد ومسعود وتصفيه المرافق لا تعقد ... أمور الدخل لأن الدخل محدود للاستثمار تفتح لآ تردد ... لتطوير اليمن عايد ومردود وجعل الأمن فيه الأرض تسعد ... ونجنا من ثمار الخير عنقود ولا تجعل لعابث أي مقعد ... ولا يقبل وطنا أي نمرود وصلو على النبي ما هز ونود ... عدد ريح الهوى ذي حرك العود
