أكدت مصادر سياسية مطلعة ل"نبأ نيوز" أن الموضوع الرئيسي للرسالة التي حملها وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي إلى قادة دول الخليج العربي تضمنت دعوة قادة الخليج إلى "عدم الوقوف إلى جانب المخططات التآمرية المعادية لليمن". وأوضحت المصادر: أن الرسالة أكدت لقادة دول الخليج إن الأحداث التي شهدتها اليمن مؤخراًُ إنما هي مدعومة من مراكز نفوذ في بعض دولها، وأن قيادات "انفصالية" ممن سبق أن منحتها بعض الحكومات الخليجية حق اللجوء تمارس نشاطاً سياسياً من أراضيها يستهدف امن اليمن واستقرارها، مؤكدة إن "أي إضرار بمصالح اليمن وأمنها واستقرارها سينعكس تلقائياً على جميع دول المنطقة"، وستترتب عنه آثار خطيرة لا تحتملها المنطقة، داعية إياها إلى "الوقوف إلى جانب اليمن، لا الوقوف مع المخططات المعادية"، إلى جانب مطالبتها بعدم السماح للعناصر الانفصالية بمغادرة أراضيها بقصد التجمع في دول أخرى. وأشارت المصادر إلى أن جولة وزير الخارجية اليمني، جاءت بعد يوم واحد فقط من تلقي الرئيس صالح رسالة من نظيره الأمريكي جورج بوش، حملتها مساعدة الرئيس للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب "فرنسيس تاونسند"، تؤكد شكوك صنعاء حول تورط أطراف خارجية في دعم نشاط سياسي يدعو إلى تشطير اليمن، في نفس الوقت الذي كشف فيه رسالة الإدارة الأمريكية عن اتصالات أجرتها قنواتها الدبلوماسية مع قيادات خليجية تحثها على دعم استقرار اليمن، وتؤكد موقف الولاياتالمتحدة الداعم لنظام الرئيس صالح. وبحسب معلومات مؤكدة أدلى بها مصدر دبلوماسي أوروبي بصنعاء ل"نبأ نيوز"، فإن دول الاتحاد الأوروبي تعارض أي توجه تشطيري لليمن، أو أي "تصعيد سياسي من شأنه زعزعة استقرار اليمن". ويؤكد المصدر الدبلوماسي الأوروبي: أن الاتحاد الأوروبي ما زال ينظر إلى ما يحدث في اليمن على أنه "شأن داخلي تماماً، وليس من حق الآخرين إقحام أنفسهم فيه"، إلاّ أنه إذا ما تطور الأمر إلى ما قد يشكل تهديداً أكيداً لاستقرار اليمن وأمنها فإن الاتحاد الأوروبي لديه "مصالحه الكبيرة" في اليمن "وحتماً سيتصرف بشكل مناسب". وفي نفس الإطار، كشفت مصادر "نبأ نيوز" في المملكة المتحدة، أن الدكتور ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني- غادر في وقت سابق من الشهر الجاري أرض الكويت- التي انتقل إليها من دبي- قادماً إلى لندن، للمساهمة في الإعداد والتحضير لمؤتمر لندن الذي من المتوقع إقامته في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، والذي تسعى من خلاله قيادات انفصالية إلى "تدويل قضية الجنوب" في إطار مشاريع بديلة تتخذ جميعها طابعاً تشطيرياً لليمن. وأشارت إلى أن عدد من العناصر الداعية للانفصال انتقلت خلال الفترة الماضية أيضاً من الولاياتالمتحدة وكندا إلى لندن ضمن استعداداتها لتصعيد تحركاتها في الخارج على غرار نشاطها أبان حرب صيف 1994م، مؤكدة أن تلك التحركات قوبلت من قبل مختلف الأطياف السياسية والمدنية البريطانية ببرود شديد، وهو الأمر الذي من المستبعد أن تنجح في ظله بتنظيم أي مؤتمر أو لقاء لمعارضة الخارج. وعزت المصادر ذلك إلى افتقار معارضة الخارج للشخصيات السياسية التي تحضى بتقدير الأوساط السياسية البريطانية، فضلاً عن غياب القضية التي بوسع أي طرف بريطاني أو أوروبي التعاطف معها، خاصة وأن ساحة الرأي العام البريطاني حتى هذه اللحظة لم تلق بالاً لأي شيء مما يجري في اليمن من حراك بين السلطة والمعارضة.