- بقلم : الشابة الواعدة شهيرة أحمد - تصادفنا نحن الشباب مواقف يأس وخيبة أمل عند الفشل في أي جانب نحن نختاره في مستقبلنا، فلا ندرك كيف سوف نفكر، أو كيف سنواصل هذا المشوار، أو كيف سوف نواجه الأهل والأصدقاء بهذا الأمر!؟ وبعد أن نقول لا نجد المشجع، ولا اليد المعاونة، نشعر بالخوف والذل ونعيش حياة الانزواء وعدم الثقة بالنفس.. عندما تحل بنا الكآبة والاستسلام للواقع الذي نعيشه أو الذي جنيناه بأنفسنا، تتغير فكرة الحياة لدينا، ونبدأ نفهمها بمعنى المثل القائل: (من جد وجد ومن زرع حصد )! لكن حين نتخطى مرحلة المراهقة من حياتنا حيينها فقط- نشعر بالمجتمع المفترس، الذي لا يقدّر أياً من آمالنا أو أحلامنا، أو طموحاتنا.. لأنه مجتمع لا يعرف سوى كيف سوف يحارب لكي يخرج لقمة عيشه وعيش أسرته؛ وكأنه يبحث عنها في غابات مليئة بالذئاب! ومن كثر هذا الصراع الحاصل معهم تجف ينابيع عواطفهم وأحاسيسهم فلا يقدّرون مشاعر الغير.. يقولون: "إننا أبنائهم ويريدون لنا الأفضل لأننا الجيل القادم"، ولكن نحن نعلم أن قليلاً من هذا الكلام هو الذي يصدق هذه الأيام.. ويحسبون إنهم بهذا يكون أوفوا بحقوقنا عليهم! ولكني أقول بلساني ولسان كل الشباب: ( لا )، بل بالعكس، نحن نحتاج إلى الدعم والتشجيع وجر أيدينا التائهة إلى النور.. نحتاج إلى من يحقق لنا كل ما سوف نقول له من أفكار وإنجازات وكل ما نحلم للحصول عليه.. نحن نفكر بعقليتنا الصافية في بناء بلاد جديدة، حديثة، ومتطورة، نفخر بها بين الشعوب والبلدان الأخرى.. نحاول أن نبنيها بأيدينا، نعليها بحبنا.. نحاول أن نتماسك، ونتكاتف لننجز كل ما نحلم به.. لا أحد منكم يحس ما بداخل قلب كل شاب يجلس على طاوله في احد المقاهي يفكر من أين يأتي بقليل من المال ليسد حاجته أولاً..! وما بداخل قلب كل رجل لا يعمل، ولديه زوجة وأولاد فرّوا هاربين من الفقر والجوع..! ولا أحد منكم يعرف ما بداخل قلب كل فتاة تحاول أن تسد كل احتياجاتها من عمل يديها..! لو فكرنا من ناحية أنهم لا يريدون أن يتطوروا نكون ظلمناهم لأنهم حاولوا، والمجتمع تهرب منهم.. لنفكر بالمجتمع الخبيث الذي اخذ لنفسه مكاناً، وجعل البقية يتخبطون! حينئذٍ سوف تعرفون أنكم انتم السبب أيها المجتمع! نريد الحل في القريب أم إنكم ستضلون تحاربون حتى يوم الجزاء...!؟ أو إنكم ستكتفون بالجري وراء أخبار لا تعرفون صدق محتواها، وتظنون أنكم تفكرون بطريقه صحيحة لبناء بلاد بلا قانون..!؟ أظن إنكم سوف تظلون هكذا إلى أن تُسلبوا عقولكم.. أنا لا اكتب هذا الكلام بدافع أنها مشكلة فقط، ولكن اعلموا إنها تعابير قلبي الممتلئ من كل ما سمع، ويحاول أن يخرج من أحزانه ليرتاح قليلا..!