جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انهيار سريع وجديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية (أسعار الصرف الآن)    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    كاس خادم الحرمين الشريفين: النصر يهزم الخليج بثلاثية    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    خبراء بحريون يحذرون: هذا ما سيحدث بعد وصول هجمات الحوثيين إلى المحيط الهندي    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    بعشرة لاعبين...الهلال يتأهل إلى نهائى كأس خادم الحرمين بفوز صعب على الاتحاد    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مختارات من أعمال الشاعرة هدى علي أبلان
نشر في نبأ نيوز يوم 01 - 12 - 2005


*** مختارات من أعمال الشاعرة هدى علي أبلان
من ديوان ( ورود شقية الملامح)
((الرقص على ايقاع مدينة))
صنعاءُ
كلُ المدائن عداك في شحوبْ
جميعهن آفلاتّ
تشير نحوهَن أصابعُ الغروبْ
* *
أحبكِ...
مدينة الفرحٍ والصبحِ الندي
سيقانَ انتظارٍ
زهواً ترتدي
وعندليبُ الشفقِ
يمرح في بساتين غناءٍ
في عناق أبدي
وأنت ياصنعاءُ لو تعلمينْ
مابين الصابعِ والأكفِ ترقدينْ
* *
صنعاءُ
عيونُ الفجرِ قد نظرت إليكِ
قبل توديعِ السريرْ
لتغسل وجههَا الواجمَ
قبَلت ظهر يديكِ
استحمت بالغديرْ
وحبي كما حبها
ولكن أخاف أن يجري الزمانُ
وتخضر قبل لقائنا هذي الرمالْ
وأخاف أن نبقى أسيرين
تمضي سنينُ الاحتمالْ
فأنا في البعيدْ
أنشد القبسَ الجديدْ
أن يطارحنا شوقاً ودماً
ويسري في الوريدْ
* *
فهلمي نخترق مسافاتِ الوقوفْ
ونشري لعمرنا الآتي
كعبةَ حبٍ
حولها كل ثانيةٍ نطوفْ
((من بكائيات طفلة))
مهداة إلى: ص .أ.أ
زفرةُ اليمِ شاطئ
تنطلقْ
في سموات الأرقْ
تحتوي الحزنَ المجفف انبهاراً
تقنفي أثرَ العرقْ
تعتلي غصنَ السكونْ
وحمامات العيونْ
وانتفاضاتِ القلقْ
* *
ضفةُ العمر تهرول
تلبس الهمسَ الشقيَ
جريئة أنتِ
صرت بلا معنىً
فسربُك النرجسيُ يرقصُ
في ملاهي صراطنا المستقيمْ
وفي أدغالِ عظامِ من رميمْ
(( لحظة نازفة ))
مالنا وهذه البرهةُ الميتهْ
وهذه الجراحُ المنبتةْ
تنزف حياةً
وتنزف نهارْ
على همسات التوجع والانكسار
على بقايا برد اللقاء
الذي قد تطاول عمرا وثار
وما نحن إلا توقد وميض ونور
وحلم البحار ببعض المرافئ
وبعض القبور
فيا كل ذاك السفر
ويا ألقاً تناثر عطرا ومرْ
بقلبي الطريق الطويل
ضياع الزمان
ودفء الخطى والرحيل
* *
إليك اعتذاري
يالحظة نازفة
إليك تسابيح صمتي حين تغادر/ حين تعود
حين تبعثر بعض الدموع/ الوجود
وتخطو إلى ضفة من صمود
وكيف الخلود
وهذه قيامة اللحظة النازفة
موعد البسمة الخائفة
فأين الطريق
وما للعصافير تضل الشجر
تضل الغناء
جمال السفر
وتحبو جريحة
فوق المآسي وفوق الفضيحة
مجنونة الحرف تبكي القدر
وتنثر كل مافي الدماء
وكل ثمار الهوى والنماء
لحظة نازفة وجرح انتماء
(( إلى أمي ))
تتبعثر أفواج الكلمات
وتجف ينابيعنا
وأشباه الندى
حينما تأتين
ياحبيبة منزلي
وردا يضايقة المدى
حينما تأتين
تجمعين الصمت من ألق الصدى
تسكبين وجع اليم
والحزن القادم غدا
أماه
كم ليال ارتدينا وحشة القدوم
وانتصبنا واقفين
لانضاجع الحلم الواهي
كنت تحلمين الحلم الواهي
في هلع طفيف
كم ليال أرضعناها جوعك المخيف
واعتصرنا ندبة العشق الأليف
طالما الظما هز الشفتين
وتلألأ بحره على اليدين
والشجر أعياه الحفيف
قد تاه في عمقك أماه مابعد الخريف
* *
بلقيس
ياغصن التوحد
يارحم التجدد والإشراق
كل شيء أنت فيه باسم الشفاه
يتفرد في الغناء
ومناجاة الإله
(( إلى طفل الحجارة ))
فليتسام الحلم لديك
وليعل فوق الداء
وليتطاير شعاع يديك
حين يقبلك الآتون/ الميتون
ويرون العرس المنتصب
فوق/ فوق العين يرون
أطياف نارنا من حجارك تلتهب
ألوان رسوماتك
غابات أو أدغالا
مياه خوف
جنائز تقترب
ياطفلا مازلت صغيرا
تنام على حلم الورد
تشتري السحب سريرا
أتعشق أجساد الشهداء
أتبحث عن كسرة ألم
وحفنة ماء ودماء
تتخذ السوط اللاذع أغنية
وموت الدمع غديرا
لعل في حصيرك الآن
فراشا من الزمهرير وثيرا
* *
تنظر في الليل خنجرك
أن تهديه رياح الموت
وأعاصير الجرح الغائر
أن تشحذه من جسدك
فالجر سنان ناب ثائر
قد تشكل في الفلق
وغفا حين الأرق
غفوة العشق المهاجر
لاشيء يعني شيئا
فزوايا القدس تظاهر
* *
ياطفل الحجر
شد الركب الممتد علىظهر الملكوت
معيب أن نعيش مجازا
ووحدك أنت تموت
أرم الصخب الآتي من عمار السكوت
الوجع يلملم رحال المرارة
يسافر في حلم إرهاصاته شراره
يوزع نابه على كل حي وبيت وطفل
يعطي النداء شعارا وشاره
* *
وأنت كالعصفور طليق
تقبل صغارك كل لحظة
مابين غفوة ويقظه
تقبيلة الموت الممهد كالطريق
تنتظر على رصيفه شهيدا
تنتظره فطيما
رضيعا وليدا
فأنت من كبريائه جئت عزما جديد
أرم بالحجارة آلاف الذئاب
واصنع اليوم المجيدا
وإن طال السراب
يوم أن تغسل الوطن المدنس
تزيح عن كواهل الجرح أفانين العذاب
فأنت يأطفل الحجارة
لا تذيبك الدنيا
وإن راوغت آلاف السهام
وأزداد وجع الطفولة احتدام
وإن ناقشت آلاف الرصاصات
ستسحق الأشواك ضحكا وغناء
وستحيا ألف عام وعام
(( بكاء عين حجرية ))
إلى الشهيد خليل الوزير
قف هنا
ياحبيب الأرض
ياقبس الثرى
داعب الرمل الذي أزهر يوما
ولون من أمانينا الذرى
هزهز الهلع المفجر
في عيون الطفل يستجدي الكرى
قف هنا
مثل بعضي مثل كلي وكياني
مثل شيء هامس يتراءى من مكاني
ما استطعت أن أسافر من دمي
أو أرتحل من بقايا ألمي
أو أشتعل
بذلك الضوء وجمر الحطب
لأحرق فجري المشع لديك
وعمري فتات من شظايا الهرب
فأنت على متن قلبي تحلق طيرا جميل
وأنت على متن بعض الوفاء القليل
ستسمو علوما/ حنوا
وهيهات تراقص فجر الرحيل
وقف هنا
إن في عينيك من سفر الحجر
ألف ميل
نتخطاها غصونا من شجر
ويباغت عمرنا المفقوء غصبا
شمسا من فيافينا
وإنباتا وخصاب
إن طفلا وضع الموت أمامه
وتلقاه بثغر وإبتسامة
سيجول
حول قبرك يستريح
عندما يرضع من فمك الجريح
مثل طير بعثر بعض البكاء
نثر العمر هديلا وتلظى
حول قبرك من رصيف الاتربه
وتغذي
من زوايا عمر مرعبه
إنك تسكن قلب صغار
مثل أعراس الصباح
عندما تأتي كلحن مستباح
وتغني رغم آلاف الخناجر
تلاحق ألف خاصرة
وأجسادا توزع للمقابر
آه
من حلم تعرى ألما
قذف الكون سحابا ودما
وتفجر مثل كلي حمما
... من ديوان اشتماسات ...
(( تحولات الإسفلت ))
ينفتح طريقٌ....
تراب يدينا على جانبي الحنين
انشقاق الروح نردمه بركضة جريحة
تلويحةٌ نفيء إلى ظلها كي نشتعل
وجهُنا المنكمشُ برنين دمعة عليه
المنُفك حين نصلية بليل الكتابة
طريقٌ مرصّع...
في سقفه غيمةُ الله تتهدّج آية البوح
ينحفر نشيجٌ خافتٌ في آخر اليباس
نزخرفه بقصيدةٍ آيلةٍ للقطف
تُرتّب بيتاً من القطرات
تُودع فيه خفقتها كلما حلّ عراءُ الذبول
وتغسلُ جلدها كلما أغّبرل رائحةُ الوقت
طريقٌ مرصعّ بمرٍ..
نفرش حرقة الآهات
نرتشف أغنيةً حامضة
نمضغ خبز ضحكةٍ لن تجيء
ننفي المرارات إلى ذاكرة الغد المغلقة
وننثر دمنا الحلو في كل الجهات
طريقٌ مرصعّ بمرٍ وبرد..
تصطك المسافة
يدثّرنا من قارس الخطوة المفردة
يقذفنا إلى عيون أمهاتنا
يقّربنا من حطب القلب
يشتعل فتيلُ آهةٍ في البارد من شرفة الليل
تنفلق جمرةُ الصباح
تصحو أحلامنا القادمة
طريقٌ مرصعّ بمرٍ وبردٍ وحصى.
ترتج الخفقاتُ الذائبة في قلب الرمل
نحط على زجاج اتقادها الجميل
يظهر في انكسارها وجوهُ من نحب
ويزهرُ الفائضُ من ملامح الغياب
طريقٌ مرصعّ بمرٍ وحصى وراية
ترفرفُ في اتجاه الموت
تلتفُ بالمراق من دم الخطوات
تقشرّ وجه نجمةٍ في السماء
وتطفئ العابرين
(( حالات أمرأة ))
( 1 )
حين لم تكن
أختبأت تحت جلد أمها المنسوج من خيوط البرد
الممزّق بأصابع الشمس الباهظة الحرقة
التحفت عتمتها المائلة إلى لون الحبر
أخذت صرختها المائلة إلى شكل الخنجر
قطّعت المسدلَ من أقمشة الغيب
رسمت ذاكرة ليلٍ متلاشٍ إلى نقطة سوداء في وسط القلب
( 2 )
حين صارت
نفضت رداد الحلم بين يديّ الدنيا
كانت قابلةً زائغة الدفء
موزّعة مابين دم الصرخة وحليب الصمت
دثّرت النبض المشتعل بثياب الرعشة
هدهدت القلب على جمر الموجوه الموقدة فيه
وأطفأته في وجع البحر المائل إلى شكل الدمعة
( 3 )
حين حلمت
صارت عصفورا بكلمات ذات جناحين
سمكةً بجسدٍ خشبي يطفو كلَّ أنين على زرقة الجائعين
أمراةً بقديمن غائمتي الطريق
حلماً مكتظاً بعيون العالم
( 4 )
حين ارتعشت
انسلّت في ليل الحمى
قابضةً رائحة الحب النافذة السر
وقفتْ عند الباب الخلفي لقلبه
حفرتْ اصابعُها رفرفة الحلم المنكسر الرايات
فتحتْ نقطتُه السوداءُ يديها
التقطتْ خفقتها
واقفلتْ دون ملامحها الدنيا
(( غرباء ))
( 1 )
الدربُ ليس له أحد
غير جيبٍ معبأ بأوراق الليل
يقتني من حانوت على مفترق المشيئة
خطى مرتقةً بجلد حلمٍ قديم
إذا تثاءب دعاها إلى رقصةٍ بأقدامٍ قليلة
وجنونٍٍ كثير
إذا جاع التهم همسها الناضج ذات دفء
إذا ظمأ شرب صرختها المغتسلة بماء الّله
وإذا حنّ
غادر استطالته
وانكمش في زاوية في أقصى القلب
بقلّب صور عابرين مفخخين بالنشيد
يذوف نظرته
ويصطك من الصمت
( 2 )
الوردة ليس لها أحد
غيرُ أنصهارها في يد عاشقٍ حزين
يقطفها بها إلى اناء دمعةٍ فائضة الألم
يعلَّمها ترتيل الحب
واستنشاق السر الكامن في العينين
ليسقط وحيداً دون لغة
( 3 )
القلب ليس له أحد
يمضي لفتح غرفه المغلقة بالنسيان الأحمر
تحكُّ خفقةٌ محبتها المسدلة منذ ألف ليل
يهتز قدحُ دمٍ متجلد في وجه الدوران
ووحده
يخيط بالطعنة سجادة الجرح المعدّة للبكاء
ويصلي باتجاه الموت
( 4 )
البيتُ ليس فيه أحد
حالت ثقوبهُ المغمضة دون استدارة شمسٍ صغيرة في فناء الروح
انحنت جدرانهُ في وجه صفعة الريح
شاخ دفئُه وانزوى في قارس الانتظار
يشرب بعيون الغائبين بلاداً سالت على حافة المر
وذابت في ارتعاش تلويحةٍ لن تقف
( 5 )
نحن ليس لنانحن
وجوهُنا ذبلت أمام مرايا خوفنا المعلقة
سقطت ضحكاتُنا محدثةً رنينها الأخير
انصرفنا لترتيب أوجاعنا
مُطفأين وراء ستائر الحرقة المشتعلة.
... من ديوان ( محاولة لتذكر ما حدث)...
(( اتكأت ))
اتكأتُ على قلبةِ
كان جداراً من ماءٍ وياسمين
واقفاً على حافَّةِ حُلمٍ
ومشارفَ أغنيةٍ
ملتصقاً بكائناتٍ تَضَعُ على راحَتَْيِة الندى
تُنِْشدُ للنهار المخبَّأ بين الثقوبِ
تِْحفُرُ خفقةً عابرةً في السبيلِ
أعلَّقُ معْطَفَ التعبِ القديمِ
وماتيسَّر من غبارِ الأمكنةِ
وأسْنِدُ الجَسد الذي ألقتهُ يرحٌ بعيداً
أوزَّعُ على جانبية الضياعَ
وصرة صوتٍ من نسيج المنافي
وبوحاً أريقُ على شرفةَ الأصدقِاء
وخبزاً أنضجة دفءُ أميَّ الشهيَّ
قلتُ: أكتلني هربا من خطواتٍ تَجِيء
تريق علَّى اللَّيل
والبرد
والبعيد
قلت: آلمني هرباً من أكفَّ ستعلو
تجزلُ العرىَ المخبَّأ
تدنو من قميصِ ارتعاشي
وتنزعُ طلَّي.
قلتُ: خبَّئِني هرباً من عيونِ ستضرم الهشيمِ
ترتّبَني للرمادِ
وأصابع تفقأ فتحةَ الأغنياتِ
قلتُ وقلتُ
حتى غفوتُ على قارعةِ تتشهى الذي سوف يأتي غدا على صهوةٍ ممكنةٍ
(( أطلال ))
من عينٍ ذابلةِ البريقِ
إلى مدينة ذابلة الجدران
أرى سماءً مقشرة الغيم
بقايا غيمةٍ تتوثرُ
تمطرُ الليل الواحدِ
يتداعى بيتٌ مفتوحُ القسماَت
يهْطلُ سقفٌ متراخي الأحزانِ
ينكسبُ الحبرُ المنذورُ لكتَّاب الشمسِ
يسدلُ ليلان
على روحٍ غمست بزيتِ الكلماتِ
وذابتْ بجوارِ الشمعةِ
أرى وجوهاً داكنةُ البوْح
تتكيءُ على جدارِ الريح
تمد ملامحها للعابرين
تبكي انكسار إطار الأمس
تسألُ حفنة من ترابها المسفوح ذات ليلٍ
وشربةً من صهيلة القديم
وكسرة أنتظارٍ
(( أصابعُ ))
حينَ جِئْتَ دونَ يديكَ
تفتحانِ لي بابَ العالمِ
اتكأتُ على جدارٍ آيل للحياةِ
رسمتُ أصابعكَ التي خرجتْ معي
وأسلمتُكَ يدينِ مكتوفتينِ بي
مضينا بكل النشيد الذي صاغهُ (...) من حليبٍ شهيَّ
ألصقنا نجمةً على صدر ليلٍ
أعدنا إلى البحرِ موْجَة غائبةً
غَلمنَا السنابلَ أن تشتهي الجائعينَ
قضمنا قرص حلم
شققنا طريق تلويحةٍ واحدةٍ
وحين انفكَّ حبلُ امتلائي بِكَ
غادرت دون يديكَ
تقفلان عيني
تمسحانِ ما سالَ من دموعِ الحكايةِ
سألت عنها
قيل: رفعتها إليه
وَأَعَادَهَا لتؤثَّث منازلَ الصبرِ القديمةِ.
(( استدارةٌ طارئةٌ ))
(1)
لا مرأةٍ مطفأة في هذا الليل
استدارةُ نهارٍ خبيء الأحشاء المهترئِة
أوقدهُ.. من حَطبِ الكلماتِ
وقال لها: هزي إليك بجذع النار
تتساقط أقنعةُ الدفءِ العاطنِ
والثمرِ المحمومِ
والأدخنةِ
(2)
هُزَّي إليكِ بجذعِ الأرضِ
ليس لنامن مدَاها
غيرُ ما خزنتة الرئاتُ
خيمةٌ من غبارٍ
وأعمدة السُّل والأرصفةِ
لنا خُطَى طيننا الآدميُّ
يسقطْ على وجهك المعفَّر بالحلمِ
ومتر ضَيَّق من الحبَّ نعبرهُ لبلادٍ بعيدةٍ.
(3)
هزي إليك بجذع البحر
بالماء يأخذ قيلولة العمر بين عينيك
تطفو تلويحة على لهبٍ مالحٍ
بعض غرقى
تشطوا على ضفتين
وسالوا في أغنيات الإصابع
(4)
هزي إليك بجذع النشيد
أمضغي صوتة المر
اتكئي على رقصةٍ في الهزيع الأخير من السرة المقفلة
لتسقط حشرجة سابحة على حد خنجر أضاء الظلام
قطعنا جوقات في مهب البكاء
أولمنا للثرثرات
لرجفة الزار
لآهٍ تباغتنا من الخلف حتى الأمام الفسيحِ
(5)
خذي حبلا يتدلي من أقاصي الطفولة
عقدته أصابع الماء
ناغت به الشمس والقمر الصغير
وفي قفزة خفية للأفق تقطف نجمتين ومشنقة
تلف ركضتها الأخيرة باتجاه الله
(6)
هزي إليك بجذع حمامة ثكلي ملأت يديك
وساحة الحرب القديمة
ومن غصنها المدمي على الإسفلت
صعدت رائحة الموت
استنشقتنا عند مفترق الهديل
تساقط القش على أعتاب مملكة الرخام
أنحنى بجناحين يصفقان من البرد والأصدقاء.
... من ديوان( نصف أنحناءة)...
(( احتمالات ))
(1)
كان عمراً ويدين..
دمنا الآخر..
صمتنا الجميلْ..
ربما تأخذه نشوة الهديلْ..
يقترف الحلم..
والبوح الواقف بينه وبينه..
تصفعه ذات مساء ريحْ..
فكان من غابت يداه..
ولم يغب التلويحْ
(2)
يخرج من جرحه الذي أنبته فاكهة مشتهاة..
يبحث عن فضاء يشبهه
غيمة قابلة للنشيج..
لا أحد..
غير دخوله الحزين..
في جراح الآخرين..
(3)
يا صديقي..
يا حديث الجرح..
والبسمة الذابلة..
سيرافق كل شي جثتك الراحلةْ..
إلا رأسك..
(4)
حدثني قليلاً..
عن غدٍ قديم..
فيه نخيط من جراحنا بسمة قتيله..
شفة ملوثة بالصمت..
ربما صهلت في وجهنا الكآبة..
(5)
ربما نقف..
ويسقط الكهف الخرافي..
ونمد في الأفق شراعنا المنسوج بالدماء..
المسيج بالحقيقية..
ربما شكل الوطن من أجسادنا طريقة..
(( قراءة في رئة التعب ))
للون انتظاري..
لقوافل أزمنة تخطو سفراً وتبوح..
وتموت مراراً..
لكن ثمة قدماً..
فيها إصرار الروحْ..
تركض في ذات مسافات اللهبْ..
خطوة الحنين
ورشفة التعبْ
ياقادماً وفيك من احتراقات الحياة
ولذة البشرْ
قد ضاع دون سمائه..
وغيمة الأحزان في وجه أمه الحنون
ما رأته مرة..
لكنها في انفجارات العيونْ
نظرته زفرة عند بوابة الزحامْ..
ترتد في الصدر..
وتعبث بالتحية والسلامْ
للون مسيري..
للظل الواقف خشية (هولاكو)..
وجميع الراحلين بلا قصيدة..
ووردة جميلة..
أن يكونوا خطى موزعة على الرمل..
وفاتحة بديله..
إنه القلب يرفض عاشقيه..
ويهتف للذين أثملوه برائعة الشجن..
(( ثنائية ))
عندما تضج بالشبه الواقف بينك وبين سنبلة..
تبدأ دورة الانحناء..
لك حينها لذة التقوس أكثر..
لك الدخول..
كالجرح الموغل في جسد تنتابه اشتهاءات البقاء..
كالرفيق الذي لم تمر في دمائه رغبة المقايضة..
من يأخذ الوجوه..
ويمنح اليد مومساً تعادل القبيلة..
لك حينها لذة التقوس أكثر..
لك الدخول..
في تفاصيل بلاد..
(( صباحك خير ))
دع تحديقك في رئة الصبح..
إذا ما مرت خلف عيوني..
وانظر في شجن يغتال الدربْ..
ويفجر في الشجر تلذذه الأزلي
في طرد عصافير الله..
وطيور القلب..
دع تحديقك في لحظة اشراق البدء..
إذا ما حبا أرضاً..
ونزف سيرا على قدم عاشقه..
فهناك مرور في ضباب وبارقه..
تلوح من أفق أم..
ووداعة النبع الطالع من بين العينين..
وبراءة طفلة..
تهتف صباحك خير..
يا ألم الرحلة..
(( نصف انحنائة ))
عندما انحنيت مرة..
انكسرت مرتين..
ومت أربعاً..
توزعت ذاكرة فوق أرصفة الأبد..
كان يوماً موغلاً في الحب..
ممطراً بالبوح
بالتضاريس التي كبرت مع الحلم..
بوصلة..
بنصف انحناءة
لملمت ما تكسر من رخام الحلم..
من أشيائي الأولى..
من خربشة البراءة على صفحة العمر العتيق..
رصفت الخفقات على مائدة الأمس..
واستدارة الأبد..
وأغلقت ذاكرة ..
أولها مطر..
وآخرها تراب..
بنصف انحناءة
التقطت الزمان..
الزحام..
الذين أحب..
وشكلت من قامتي..
مملكة الانتظار الطويل..
(( مرآة ))
للمرة الخامسة والعشرين..
والخفقة بعد الألف..
والدمعة بعد البحر..
تنظرني عينا مرآة فوق جدار كان..
أرفع نخب العاري من حلمي..
الملفوف بثوب السنوات..
مذ سقط رأسي على أعتاب بيتنا..
وأسواري الذائبة الظل..
قابلتي..
الموت..
الريح..
يداه..
(1)
مد يديه
الليل أمامي..
عباءة محترقة بقمر..
أسرج ملامح أحزاني..
وفتيل دموع منتصبة..
عينان أوسع من ذي قبل..
والرؤية صفر ضال..
أنف أشمخ من ذي قبل..
ينكسر بين خطي الله وأنت..
وشارة سر مذبوح بين الشفتين..
وأنا أعلن عن ذي قبل..
قهقهتي المفخخة بالموت..
الريح..
يديه..
(2) أتناسل من كتلة لون..
وطيفي أصابعه السبعة..
أتناثر على ضفة جرح..
قابلتي الريح..
ما أقسى الريح..
تحبو على الجسد الواقف منذ حنين..
تعصف يقظته الخجلى..
والبوح المسكوب أمامي..
وما بين الصرخة والصمت..
صفير يقلع أغنيتي..
بعثرة أحلامي الأولى..
أنكمش على بعضي..
وجعي..
غبار اللحظات..
وخيط ملامح..
يمتد في منافي الرب..
لأخرج من مدن شتى..
وأشرق في مدن شتى..
(3)
تلملمني الركضة الخامسة والعشرون..
وفي طرقات القلب المفتوحة..
أنهب خفقته..
دمه المالح..
يراودني ليل الخيبات..
أتسلق آخر حلم..
قابلتي الموت..
اشتداد نار الخطى..
وانطفاء ركضة الظل والأغنيات..
أخر على تعبين اثنين..
وأموت..
(4)
وللمرة الخامسة والعشرين..
ثرثرت المرآة بملامح امرأة كانت..
غيباً ممتد الإيقاع..
حلماً متسع الحدقات..
دفئاً مشتعلاً بلحاف الموت..
الريح..
يديه..
وتظل يداه..
مرآة البوح المرفوعة..
أنزع عندها أشيائي..
وأوراق العمل الضال..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.