بين من يقول "الفن للفن"، وبين من يراهن على "الفن للحياة"، حسم الأوروبيون الجدل بتدشين مرحلة جديدة من مكافحة العنف، بتمويل عروض فنية مسرحية تهدف إلى نشر الوعي الثقافي، وتعزيز قيم التسامح، ونبذ العنف والتطرف والكراهية، والدعوة إلى الحوار الحقيقي بين الحضارات، ويتم عرضها في محافظات يمنية مختلفة. فقد انهت فرقة 22 مايو المسرحية في 19 من الشهر الجاري بمدينة ذمار تقديم آخر عروض مسرحية (ناثان الحكيم) باللغة العربية للمؤلف الألماني إبراهيم ليسنج، وذلك بعد سبع محطات للعروض في أنحاء اليمن، بدأت في الأول من أكتوبر، وشملت الحديدة، تعز، عدن، لحج، أبين، اب و صنعاء. وتهدف الفرقة برئاسة الأستاذ محمد القصاب، رئيس قسم المسرح في كلية الفنون جامعة الحديدة، الى معالجة مواضيع ناقدة اجتماعيا، وتعرض مسرحيات يفترض أن تشجع رفع مستوى الوعي. وتتم في هذه المسرحية معالجة قضية التسامح والدين الحق. ويدعم هذا المشروع، اليمني- الألماني المشترك، كل من المؤسسة الألمانية للتعاون الفني (GTZ والإتحاد الأوروبي والبيت الألماني). وتتحدث المسرحية التي قدمت باللغة العربية عن أهمية نشر الثقافة وتحسين قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف والكراهية والدعوة إلى الحوار الحقيقي بين الحضارات. حيث تنتهي بتقدير كبير متبادل بين كل شخوصها بغض النظر عن كونهم يهودا أو مسيحيين أو مسلمين. ويمثل هذا العمل واحد من أهداف مشروع الخدمات الاستشارية للحد من النزاعات وإدارة الصراعات التابع للمؤسسة الألمانية للتعاون الفني للدعم والتدريب على إدارة الصراع بين الثقافات. يقول السيد توماس انجلهاردت مدير GTZ في اليمن أن الفرق المسرحية المحلية هي الأقدر على استيعاب القضايا الاجتماعية والمتمكنة من علاجها و لهذا تدعم GTZ المسرح الناطق باعتبارة قاعدة حوار محلي أصيل. أما السيد ميشائيل كلور-برشتولد، سفير الجمهورية الاتحادية الألمانية في اليمن فيقول أن الفكرة السائدة في المسرحية تتمثل في التسامح الديني والإنساني. ويوضح أن التسامح ليس بمبدأ سياسي وإنما هو موقف فردي: أين يبدأ وأين ينتهي تسامحي مع أصحاب الديانات الأخرى أو الأفكار المغايرة. "لقد سرني كثيرا أن فرقة 22 مايو من الحديدة قامت بالتقاط فكرة التسامح لتقدم هذه المسرحية في طول البلاد وعرضها." نبذة عن مؤسسة GTZ كمؤسسة تعاون دولية ذات مشاريع تنمية مستدامة في جميع أنحاء العالم، تقوم مؤسسة التعاون الفني الألماني GTZ و التي تمتلكها الحكومة الاتحادية، بمساعدة الحكومة الألمانية في تنفيذ تعهداتها وأهداف سياساتها التنموية. حيث تقوم المؤسسة بتقديم حلول عملية تنموية فعالة في المجالات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في جميع انحاء العالم. وتمثل اليمن إحدى الدول الشريكة ذات الأولوية الخاصة لدى GTZ ودولة تجريبية ضمن برنامج تطبيقي تتبناه الحكومة الألمانية من أجل خفض مستوى الفقر المدقع في اليمن الى النصف بحلول عام 2015 م. ونيابة عن الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي التنمية، تقوم الجي تى زد منذ العام 1969 بتنفيذ العديد من المشاريع المختلفة في معظم المحافظات اليمنية حتى تأسيس مكتبها في صنعاء عام 1983 م.