سعادة ما بعدها سعادة قضيتها في الرابع عشر من ديسمبر وأنا أشاهد الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو يُضرب بالحذاء في أرض "العراق العظيم"- كما كان يحلو للشهيد صدام حسين تسميته- وعلى يد صحفي عراقي بطل. الشيء الوحيد الذي نغص علي فرحتي هو شعوري بالأسى لهذا الحذاء العظيم الذي دخل التاريخ فما ذنبه حتى يضرب ببوش؟! وأتخيل الشاعر يقول في وصفه للحذاء: ضُرب الحذاء بوجه بوش فقال في ... ألمٍ: بأي خطيئة أتعذب؟ رغم عجز الأحذية عن الكلام إلا أن هذا الحذاء تكلم فعبر وأجاد في التعبير! تكلم بما عجزت عنه أقلام الصحفيين والكتاب، تكلم فأسمع من به صمم، تكلم بلغة لم يعجز بوش ولا الأمريكان عموماً عن فهمها، تكلم فأخرسنا فرحة وخجلاً. تكلم الحذاء فصمت العملاء.. تكلم فأفحم الخونة... تكلم الحذاء فابتسم الشهداء في المقابر. تكلم الحذاء فكان أبلغ وأفصح من بوش، خاصة وأنه قال في مقابلة له مع قناة "أي بي سي" الأمريكية أن (الحرب على العراق كانت خطأ)، لم يستطع هذا (العلج) أن يدرك أن كارثة بحجم الحرب على العراق وقتل مليون وربع عراقي لا يمكن وصفها بالخطأ والاعتذار عنها بكل بساطة!! أستطيع أن أفهم الاعتذار عن الاصطدام بشخص، أو الدوس على رجله بالخطأ، أما الاعتذار عن كارثة بحجم الحرب على العراق بهذه البساطة فهذه جريمة بشعة يستحق عليها جورج بوش الإعدام ضرباً بالجزم حتى الموت. إن الحاج (منتظر الزيدي) كان بدون منازع بطل العام 2008، ولا أقول هنا (الحاج) لأنه أدى فريضة الحج، ولكن يكفيه أنه قام بدلاً عن رمي الجمرات برمي الجزمات. لقد قام الصحفي (منتظر الزيدي) بكتابة أروع مقالاته ب(الحذاء)، لقد قام ببث أروع تقاريره في هذا اليوم العظيم. من المصادفات الغريبة في حدث هذا اليوم أنه جاء في توقيته قريباً من توقيت إعدام الشهيد صدام حسين حيث تم إعدامه في صبيحة عيد الأضحى الموافق 30 ديسمبر 2006. أما المصادفة الثانية فهي أن الحذاء الثاني عند تجاوزه رأس جورج بوش أصاب العلم الأمريكي فحقق هدفاً نتمنى أن نراه يتحقق قريباً إن شاء الله. تحية لهذا البطل العراقي وأتمنى من كل قلبي أن تكون هذه بداية ثورة جديدة على الاحتلال حتى ولو كانت ثورة.. بالحذاء! [email protected]