بعد أن دمر بوش دولة العراق وقضي على بنيتها التحتية وأعادها قرونا للخلف وهجر شعبها ورمل نسائها ويتم أطفالها وقتل أبنائها .. ماذا كان ينتظر بوش في العراق وهو يدخل إليها في نهاية عهده مودعا جنوده الذين حملوا الموت مكرهين لأبناء العراق طيلة سنوات مضت. ماذا كان ينتظر هذا المعتوه الذي أبدى اعتذاره بلا خجل عن غزو هذا البلد العظيم بحجة إن معلومات استخبارية ضللته وقدمت له حقائق كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق. ماذا كان ينتظر غير (الجزمة القذرة) تلطخ وجهه الذي لا يستحي وهو يقود آلته العسكرية والإعلامية الأكبر في التاريخ ليغزو ويدمر بلد كان حسب الأمريكان أنفسهم يقود المنطقة نحو العلم والتكنولوجيا ومهددا دولة إسرائيل المدللة. قتل الشعب ودمر البنية التحتية والعلمية التي كان يفاخر بها العراقيون والعرب أمام العالم, بل بغزوته تلك أجهز على كل محاولة كان العرب قد بدؤها في العراق لمواكبة الحضارة الحديثة والتكنولوجيا. ماذا كان ينتظر غير حذاء منتظر الزيدي الذي كان يفترض أن يجود العالم العربي بألف منتظر مثله منذ سنوات .. ليس في العراق وحسب بل وفي فلسطين أيضا وأفغانستان. (جزمة) انتظرناها طويلا حتى جاء منتظر ليذيق بوش من نفس الكأس الذي لطخ به عملاؤه وجنوده تمثال الرئيس العربي الراحل صدام حسين, وليعيد كرامة مسلوبة من المحيط إلى الخليج.. إنها جزمة رفعت رأس الأمة المنداس في افغانستانوالعراقوفلسطين وفي أراض عربية كثيرة بواسطة المخابرات المركزية الأمريكية. جزمة منتظر هي المنطق الذي كان يستحقه بوش طالما غاب الصاروخ من يد أمثال منتظر الذين بلا شك ينتظرون الفرصة المواتية للنيل من أعداء الأمة طالما الموقف الرسمي العربي المتخاذل هو سيد الموقف إلى يوم الدين. لقد أدرك منتظر الزيدي أن الحياة بلا كرامة موت ألف مرة, لذلك كانت قناعته إن الحياة بعد فراق أمهات وأطفال وشيوخ ورجال العراق ليس لها طعم, وان حياته لن تكون اغلي من حياة طفل داستها دبابة أمريكية غزت البلد بدعوى تحريره، فكانت الحرية الحقيقية على يد هذا الصحفي الشجاع الذي وجب على كل إنسان حر في هذا العالم مناصرته حتى يتحقق له الحرية ويطلق سراحه ويكتب النصر لشعب العراق البطل.