اتهمت أسرة الفتاتين (كريمة توفيق، ليالي توفيق) المختطفتين من قبل القنصلية الأمريكيةبصنعاء منذ يوم الأحد 26/4/2009م، القنصلية بترحيل الفتاتين الى إسرائيل، في نفس الوقت الذي كشفت "نبأ نيوز" عن استقدام أم الفتاتين الى صنعاء، ومكوثها في مصحة نفسية. محمد علي ناصر العابلي- عم الفتاتين- حضر الى مقر "نبأ نيوز"، وأبلغ عن معلومات تفيد بقيام القنصلية الأمريكيةبصنعاء بترحيل "كريمة وليالي" إلى إسرائيل، وأكد أن قائد قوات أمن السفارة، رمزي نزار غازي، وخلال محاولة طرده من القنصلية يوم الحادث طلب منه ألاّ يقلق فحتى لو تم ترحيلهما الى اسرائيل فإنه أحسن لهن من الحياة في اليمن.. وقال أنه تعرف على هوية الشخص المتحدث بعد سقوط "كرت تعريف" من جيبه، كان يعطيه لبعض المراجعين للتواصل معه، مشيراً إلى أن عدة أشخاص موثوقين "من معارفه" أكدوا له أن الفتاتين تم ترحيلهما الى إسرائيل، وأن الخبر أجج غضباً كبيراً في أوساط قبيلته، وأنهم يعتزمون القدوم الى صنعاء لمطالبة السفارة الأمريكية بإعادة الفتاتين. وأكد محمد العابلي أنه يتواصل حالياً مع نقابة المحامين اليمنيين، وإن عدداً من المحامين اليمنيين بدأوا التواصل والتنسيق مع نقابات محامي بلدان أخرى من أجل رفع قضية على السفارة الأمريكية. * حقائق جديدة: من جهة أخرى، كشفت تحريات أجرتها "نبأ نيوز" أن السفارة الأمريكيةبصنعاء استقدمت أم الفتاتين- أمريكية الجنسية- إلى اليمن قبل حادثة الاختطاف، وأنها كانت بحالة صحية سيئة للغاية، فتم إدخالها مستشفى الأمل للأمراض النفسية بأمانة العاصمة يوم 23/3/2009م، وظلت تتلقى العلاج في المستشفى، ولم تغادرها حتى يوم 6/5/2009م- أي بعد حادثة الاختطاف بعشرة أيام. وأفادت مصادر طبية غير رسمية ل"نبأ نيوز" أن أم الفتاتين كانت تعاني من حالة عصبية حادة ناجمة عن إدمان تعاطي المخدرات، وأنها لم تكن في حالة وعي تام يؤهلها لاتخاذ أي قرار.. مشيرة الى أنها كانت قد حصلت على رسالة من وزارة الخارجية الأمريكية لتسهيل إجراءات مرورها عبر المنافذ الدولية. ويبدو مما سبق أن حادثة الاختطاف كان مرتب لها سلفاً، وأن استقدام الأم لم يكن إلاّ لتسهيل تهريب الفتاتين خارج اليمن، لكون القانون اليمني يمنع سفر الأطفال إلاّ برفقة ولي أمرهم. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن وزارة الشئون القانونية اليمنية ردت على رسالة لوزارة الخارجية التي تستفسر حول مشروعية التصرف الامريكي، بتأكيد أنه "تصرف غير قانوني"، ومخالف للقانون اليمني والدولي الذي لا يسمح للسفارة أو القنصلية ممارسة مهام قضائية، وكذلك مخالف للبروتوكولات الدولية. كما وجهت وزارة الخارجية رسالة الى مستشفى الأمل للأمراض النفسية تستفسر فيها حول الحالة الصحية للأم، وطلبت تزويدها بتقرير تفصيلي حول دخول الأم للمستشفى والفترة التي مكثتها فيها، وكل التفاصيل الطبية الأخرى. وكانت الخارجية اليمنية وجهت يوم 28/4/2009م رسالة الى السفارة الامريكية، أفادت فيها أنها تلقت شكوى من المواطن اليمني محمد علي العابلي يفيد فيها أنه تم استدراجه إلى قنصلية السفارة بصنعاء مع أفراد أسرته، وبنات أخيه "كريمة وليالي توفيق العابلي"، وبعد دخولهم إلى مبنى القنصلية تم احتجازهم والتحفظ على الطفلتين دون أي سبب يذكر. وأضافت الرسالة: "أن القضاء الأمريكي يقضي بالوصاية لوالد الطفلتين كون أمهما تعاني من تخلف عقلي وخاضعة للعلاج النفسي من قبل أخصائيين معتمدين، علماً أن والد الطفلتين/ توفيق علي العابلي قد توفي في اليمن، وقد حصل أخيه محمد علي العابلي على الوصاية لهن من قبل القضاء اليمني"، منوهة إلى إرفاقها صورة حكم الوصاية الصادرة من القضاء الأمريكي. وقالت الخارجية: كما تعلم السفارة بان مثل هذا الإجراء الذي قامت به القنصلية ينعكس سلبياً على صحة الطفلتين النفسية، وكان الأحرى بها أن يتم التنسيق مع وزارة الخارجية لحل المشكلة عبر الجهات الرسمية، ولا يتفق مع القانون اليمني والقنصلية ليست جهة تنفيذية. وأعربت عن أملها "من السفارة الصديقة توجيهاتها إلى القنصلية بحل الموضوع أعلاه، وموافاتها بالأسباب التي أدت إلى احتجاز الطفلتين لديها وإعادة الطفلتين". غير أن السفارة الأمريكيةبصنعاء، لم تجد مخرجاً لنفسها من جناية الاختطاف غير الرد بإدعاء أن عم الفتاتين كان يحاول ابتزاز السفارة للحصول على فيزا الى الولاياتالمتحدة.. لكن هذا الرد من وجهة نظر القانونيين لم يكن كافياً لتبرير اختطاف الفتاتين، بطرق غير قانونية عبر استدراج عمهما من خلال إحدى منظمات المجتمع المدني اليمنية، وهو الأمر الذي أثار الارتياب أكثر لدى أسرة الفتاتين، وعزز ثقتها بأن السفارة قامت بترحيل الفتاتين الى اسرائيل. كما تبقى هناك تساؤلات عديدة بغير إجابة: طالما وأن محكمة أمريكية هي التي أصدرت قرار عدم أهلية الأم لرعاية بناتها، مَن خوّل الخارجية الامريكية إذن بإعادة البنات لأمهما؟ وما مصلحة الخارجية في المغامرة وانتهاك أحكام القضاء المعروف بشدته؟ أليس نقل مريضة نفسياً من مستشفاها بأمريكا إلى مستشفى يمني لاستغلالها لتهريب فتاتين مختطفتين يعد "جريمة استغلال غير مشروع"، وانتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان؟ لماذا تضطر دولة عظمى لاستعادة فتاتين من دولة نامية بطريقة بوليسية- مماثلة لأعمال المافيا!؟ يبدو جلياً أن الأمريكان ما كانوا يتوقعون افتضاح عملية الاختطاف، لكنهم فوجئوا ب"نبأ نيوز" بعد ساعتين فقط من الحادث تنشر التفاصيل مع صور الفتاتين. للاطلاع على التفاصيل السابقة: السفارة الأمريكية تستدرج أسرة يمنية وتختطف فتاتين بالقوة الخارجية توجه رسالة للسفارة الأمريكية وتطالبها بإعادة الطفلتين الأمريكان يعترفون باختطاف الفتاتين اليمنيتين وأسرتهن تعري أكاذيبهم بالوثائق