يتعامل المعلمون مع الاختبارات الشهرية بطريقة البيض المسلوق فأغلب المدارس لا يتم فيها الإعداد الجيد لها من حيث وضع جداول زمنية ومحددة بل العشوائية هي السائدة فيحدث أن يفاجئ الطلاب باختبار مفاجئ ويحدث أن يختبر الطلاب في اليوم الواحد أكثر من مادة ودون علم مسبق.. ويحدث في مدارسنا أيضاً أن يدخل معلم مادة مركبة كالاجتماعيات إلى طلاب الصف الخامس ويقول للطلاب من الذي سيختبر معانا اليوم ومن لن يختبر؟ وحين لم يرفع التلاميذ أصابعهم لعدم رغبتهم في اختبار مفاجئ لمادة تحوي ثلاثة كتب عندها يقول المعلم القول الفيصل "خلاص اختبار إجباري" ويعمل لهم اختبار مكون من سؤالين فقط في ارتجالية واضحة.. فكيف بالله عليكم يحكمون؟ لهذا المعلم ولأدارته الذين يعلمون جيدا من هم أقول: اتقوا الله في تلاميذ صغار جاءوا للتعليم لبناء علاقات سوية مع العلم ومع المعلمون فلماذا تصبحون حجرة عثرة في طريقهم، ولماذا تجبرونهم على كره الدراسة والمدرسة وكل ما يمت إليها بصلة..!! أضع هذه المشكلة بين يدي المعنيين والمهتمين في اليمن كافة لأن ذلك هو السبب في ضعف التحصيل، ولأن الاختبارات الشهرية تستخدم عند البعض كنوع من العقاب ويستخدمها بعض المعلمين والمعلمات لتفريغ غضبه عن واقعه وعدم حبه لمهنته مما يجعلها تصبح عملية فاشلة لا تحقق الأهداف المرجوة منها. يحدث في مدارسنا أن يصرخ المعلم في وجه الطالب قائلا: ( يا تنح ) تخيلوا بريق الدموع في مآقي ذاك الطالب وهو يشعر بالمهانة حين يخبر أمه بحرقه أن المعلم ظل يناديه أمام زملاءه بأنه "تنح" وأن عقلة (تانكي مذحل)!! شوفوا العبارة ( تانكي مذحل ).. شوفوا أساليب التربية المستخدمة في مدارسنا..!! يحدث في مدارسنا أن بعض المنتسبين إليها لا يمتون للتربية بصلة.....!! يحدث في مدارسنا تعميق قوي لمفهوم الإرهاب الذي تحاربه الدولة بكل أسلحتها وعتادها واستراتيجياتها وهي لا تعلم أن طرقه وأساليبها في أروقة المدارس وأمام مرأى ومسمع من الكل، ويتمثل ذلك في وسائل الضرب المبرحة التي تستخدم خاصة في مدارس البنين المصنوعة من الأسلاك الكهربائية والبيمات البلاستيكية.. فكل هذه الإجراءات التي تحدث يوميا تغرس الخوف والرعب في نفوس التلاميذ الصغار من العصا من الضرب من المعلم يتمثل في خلق جيل ملئ بالغضب المكبوت، والكبت يؤدي دوما إلى الانفجار..!! فإلى متى ستظل أيادي تلاميذنا الصغار محمرة من الضرب..؟ والى متى سيظل التلميذ ينام وهو يرى كابوس مرعب على صورة المعلم أو المدير أو الوكيل وهو يضربه أو يوبخه..؟ إلى متى سنظل ننادي بالقيم والمبادئ والمثل ونحن بعيدون كل البعد عنها..؟ إلى متى نرعى وندعم الطفولة والتعليم.. بالكلام فقط.. والواقع مر، مر..!؟ .