حذر علماء بريطانيون من أن استمرار الارتفاع الحاصل في درجة حرارة الأرض الذي يؤدي عادة الي ذوبان أجزاء كبيرة من جبال الجليد في القطب الجنوبي سيتسبب بزيادة منسوب المياه في البحار عالميا بمعدل متر واحد. وأضاف العلماء أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة قد يتسبب عند نهاية هذا القرن بغرق المناطق الساحلية من مقاطعات إيسيكس ولنكلونشاير ونورفولك البريطانية، وسيهدد الدفاعات المضادة للفيضانات في مدن لندن وليفربول وبريستول. وجاءت تحذيرات العلماء البريطانيين عقب الدراسة التي نشرتها مؤخرا مجلة العلوم الأمريكية هذا الشهر والتي جاء فيها أن ارتفاعا في درجة حرارة الأرض بمعدل 3 الي 5 درجات مئوية كان قد حدث قبل 129 ألف عاماً خلال العصر الجليدي وأدي إلي زيادة في منسوب مياه البحار عالمياً ما بين 4 الي 6 أمتار مما تسبب في فيضانات وأعاصير اجتاحت الكرة الأرضية. وأوضحت الدراسة أن الدلائل تشير الي حدوث ارتفاع مماثل لدرجة حرارة الأرض هذه الأيام مما ينذر بفيضانات مماثلة خلال نهاية القرن ما لم يتدخل بنو البشر في إيقاف ظاهرة الاحتباس الاحتراري. ويعتقد العلماء البريطانيون أن أوروبا وبريطانيا علي وجه التحديد قد تواجه مشاكل حقيقية قبل نهاية القرن جراء التغيرات المناخية المتوقعة، حيث ستكون المناطق الساحلية المنخفضة من بريطانيا أكثر عرضة للتعرض الي الطوفان، فضلا عما تسببه زيادة منسوب المياه البحر عالمياً من حدوث عواصف بحرية شديدة مثل تسونامي. وحذر العلماء أن الاحتباس الحراري وظاهرة انطلاق غاز ثاني اوكسيد الكاربون قد أزدادت بنسبة الضعف قياسا بما كان عليه الحال قبل حدوث الثورة الصناعة قبل أكثر من مائتي عام. وأوضح البروفسور ديفيد فوغهان، استاذ علوم المناخ في جامعة كامبردج البريطانية، أن ارتفاع درجة الحرارة قبل 129 ألف عاما كان ظاهرة طبيعية، أما اليوم فالارتفاع يحدث بسبب النشاطات التي يقوم بها بنو البشر وعليه فنحن قادرون علي إيقاف هذا التدهور المناخي. وخلص الي القول أن الارتفاع المذكور في منسوب المياه من شأنه أن يؤدي عند نهاية هذا القرن الي اختفاء جزر المالديف، وسيجعل معظم الأراضي في بنغلاديش غير صالحة للعيش، وسيعطل الحياة في مدينة نيواورليانز الأمريكية، ويغلق ميناء مدينة لندن لمعظم أيام السنة.