نظمت منظمة التلاحم والوفاء الوطني ندوة فكرية ووطنية (قراءات في آثار حرب صعدة 2004-2010م) ودور منظمات المجتمع المدني في الإسهام الإيجابي في إعادة البناء والأعمار وتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة وذلك تحت شعار (من أجل مجتمع يمني أكثر وعياً وإدراكاً لآثار حرب صعدة). وأوضح رئيس اللجنة الدستورية بمجلس النواب على أبو حليقة- خلال الندوة: أن منظمات المجتمع المدني تلعب دوراً هاماً وبارزاً في إحلال السلم الاجتماعي بين أبناء المجتمع وذلك بالتفاعل الإيجابي مع مختلف قضايا الوطن، مشيرا إلى أن هناك منظمات لا ترتقي بأهدافها التي أنشئت من أجلها والتي أصبح البعض منها تسعى إلى تحقيق بعض المطامع المادية على حساب قضايا الوطن. وقال: لابد من خلق شراكة فاعلة مع منظمات المجتمع المدني في إطار عملها الوطني، ومن منطلق خدمة هذا الوطن في تكوين الاصطفاف الوطني في ظل الأجواء المناخية والنهج الديمقراطي الفريد الذي تتمتع به بلادنا. منوها إلى أن قرار وقف الحرب من قبل الرئيس علي عبد الله صالح يأتي في إطار نظرة القيادة السياسية لإحلال السلام في محافظة صعدة وحقناً للدماء بين أبناء الوطن ودعا كل أبناء منظمات المجتمع المدني وأبناء الوطن إلى وقفة رجل واحد لبناء ما دمرته الحرب ومعالجة الآثار السلبية وتحقيق الاصطفاف الوطني الواسع ودعا رئيس منظمة التلاحم والوفاء الوطني همدان زيد الأكوع إلى ضرورة تضافر الجهود بين أبناء الوطن جميعاً وتشخيص دور منظمات المجتمع المدني في إعادة بناء ما خربته الحرب وإزالة ما أحدثته من آثار في النفوس قبل الزرع والضرع والمكان وفي نهاية الأمر الخاسر الوحيد هو الوطن، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الوطنية الفكرية تمثل مبادرة للمنظمة تهدف إلى توحيد الطاقات لتعزيز خيار السلم الاجتماعي في محافظة صعدة والإسهام في علاج الآثار التي نتجت عن الحروب منذ عام 2004م. وأكد الاكوع على أهمية الدور الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني في عملية البناء تجسيداً للشراكة التكاملية التي ينبغي أن تكون على المستوى الحكومي باعتبار منظمات المجتمع المدني أكثر قرباً وملامسة لهموم الناس وتطلعاتهم وتحقيق التنمية المستدامة باعتبارها حصناً حصيناً للثورة اليمنية وصمام أمان للوحدة وإسهامها في نبذ ثقافة الكراهية واستتاب الأمن وتحقيق الاستقرار بين أبناء المجتمع. وأشار المهندس عبد الرحمن العلفي في كلمة مجلس عام تنسيق منظمات المجتمع المدني إلى ضرورة الارتقاء بأداء منظمات المجتمع المدني والتعاطي الإيجابي مع مجمل التحديات من منظور وطني صرف وبنوايا مخلصة صادقة وجادة متجهة للعمل الجاد على إحداث انفراج في احتقانات المشهد الحالي وإشكالياته، مؤكداً على ضرورة الحوار الوطني الذي يقوم على الندية في التمثيل والموضوعية في طرح القضايا ومناقشتها وإيجاد الحلول والمخارج لها، مشيداً بالخطوة الأولى التي قامت بها منظمة التلاحم والوفاء الوطني في تعميق روح الولاء والانتماء الوطني ومناقشة القضايا الوطنية. هذا وقد ناقشت الندوة التي حضرها جمع لفيف من السياسيين والأكاديميين والمثقفين ومحبي الفنان أيوب طارش ستة أوراق عمل رئيسية استعرض في أولاها الدكتور احمد محمد الدغشي (الظاهرة الحوثية.. الجذور الفكرية والدلالات التربوية)، فيما تناول الدكتور علي حمود الفقيه في ورقته أثار حرب صعده (2004-2010) على المستويين التنموي والاقتصادي، واستعرض الدكتور عبد الصمد الحكيمي (الآثار النفسية والصحية والبيئية للحرب في صعده) وتناول الدكتور عبد الله مقبل معمر (تحقيق الاندماج الثقافي لمحافظة صعده والمحافظات الأخرى)، فيما تناول يحي العنتري (الآثار السياسية للحروب الداخلية- حرب صعده نموذجا)، وتناول عبد القادر الدبعي (الآثار الثأرية للحرب على النسيج الاجتماعي)..