إذا لم تكن تؤمن بوجود ساعة بيولوجية للذكور، فهذه الدراسة تقترح أن تبدأ بالتفكير بوجودها جديا. بالرغم من تقدمك في السن إلا أنك تعتقد بأنك لست كبيرا جدا على الانجاب، ولكن هل فكرت في خصوبتك؟ على الارجح بأنك مثل معظم الرجال لا تؤمن بتراجع الخصوبة. يقول الدّكتور فيليب ريثمان، مدير مركزِ طب الخصوبة الذكرية في لوس أنجليس، "أعتقد بأن هناك العديد من الرجال الذين يعتقدون بأنهم يستطيعون صنع الحيوانات المنوية إلى ما لا نهاية بعكس النساء، ولكن ما لا يعرفه هؤلاء الرجال هو أن لخصوبتهم حدود. ولكن لأن الرجال لا يخضعون لنفس الضغوط مثل النساء فهم يتناسون الامر." وإلى حدّ معين، تصبح لامبالاتهم عقلانية. فبينما يتراجع عدد الحيوانات المنوية عند الرجل مع مرور الوقت، لا يعتبر التراجع في الخصوبة أمرا مثيرا (أَو حتى مشكلة) مقارنة مع تراجع الخصوبة عند المرأة بعد سن 40. لكن هذا لا يعني بأن الانجاب عند الرجال المتقدمين في السن أمر بغاية السهولة. فالحقيقة هي أنه وبالرغم من أن الرجال ينتجون حيوانات منوية طيلة حياتهم، إلا أن النوعية تلعب دورا هاما في أغلب الأحيان. وحتى إذا كان الحيوان المنوي صحيا، العديد من الرجال الاكبر سنا يعانون من مشاكل صحية خطيرة يمكن أن تسبب تدني في نوعية المني. النوعية أهم من الكمية تقول الدّكتورة ريبيكا سوكول، أستاذة طبّ في جامعة جنوب كاليفورنيا ورئيس جمعية الخصوبة وطبّ المجاري البولية الذكرِية، هناك مشكلتين، نوعية حيمن لا نعرف عنها الكثير. ويمكن أن تكون الاكثر خطورة. لقد بدأ الباحثون حديثا بالبحث عن صلة بين الاباء الكبار في السن والحالة الجينية للاطفال. وبالرغم من ضحالة هذه المعلومات، إلا أن انماط شاذة بدأت بالظهور. هناك العديد من الامراض المرتبطة بسن الأب. أثناء العقد الماضي، كشفت دراسات مختلفة عن صلات محتملة بين الآباء الأكبر سنّاً والاضطرابات الجينية لدى أطفالهم، مثل داء الفصام، بعض أنواعِ التقزّمِ ونوع من التأخر العقليِ المعروف بمتلازمة Fragile X. مؤخرا جدا وفي دراسة اجريت في سبتمبر/أيلول 2006 وشنرت في مجلة Psychiatry تبين أن الآباء الأكبر من 40 عاما انجبوا اطفالا مصابين بالتوحد 6 مرات أكثر من الآباء بعمر 30 عاما. كما وجد تقرير اجري في يونيو/حزيران 2006 بأن الرجال الاكبر سنا كانوا اكثر عرضة لانجاب اطفال مصابين بنقص التعظّم الغضروفي بنسبة 2 بالمائة في السّنة عندما بلغ عمر الرجال 25 عاما.