دعا حيدر ابو بكر العطاس- أحد قادة مؤامرة انفصال 1994م- القوى السياسية اليمنية إلى نكران وجود وحدة يمنية، وإلى إعلان أن اليمن طوال الفترة التي أعقبت حرب 1994م وحتى اليوم كانت تعيش كشطرين وليست كدولة موحدة، ودعا الى حوار بين قيادة الدولة المزعومة في الجنوب بعد 1994م وبين من وصفهم ب"الأشقاء"، وبدون شروط مسبقة، و"تحت رعاية وضمانة اقليمية وعربية ودولية"! جاء ذلك في تصريح- تلقته "نبأ نيوز" على بريدها الالكتروني من "باريس"- مذيل باسمه، وبدون تحديد صفة سياسية تشير إلى انتخابه ممثلاً للجنوب، أو تنصيبه زعيماً له، أو تخويله بالحديث باسمه، غير أن بيانات سابقة للحراك، ومصادر قيادية في "تاج" تحدثت عن عدم الاعتراف ب"علي سالم البيض" كممثل للجنوب..
وأعرب العطاس في مستهل تصريحه عن أسفه لتصريحات المشترك بأن "الحراك الجنوبى لازال شعارات"، واصفاً ذلك بأنه "أحد تداعيات اتفاق 17 يوليو" بين المؤتمر والمشترك، ومعتبراً الاتفاق بأنه قوض لجنة الحوار من أجل إعاقة الحراك الجنوبي.. متهماً المشترك ب"تكرار اللعبة".
وفيما اشاد العطاس بموقف محمد باسندوة الرافض للحوار، فإنه وصف اتفاق 17 يوليو بأنه "التفاف غير خجول على بوادر النهوض الوطنى الشعبى الشامل للتغيير واعادة البناء"، كما دعا "كل ابناء الجنوب الذين زج باسمائهم فى لجنة 17 يوليو بشقيها الاستقالة والانحياز للحق ضمانا لحاضر ومستقبل الاجيال، ومن اجل شراكة حقيقية مع اشقائهم أبناء الشمال"- على حد تعبيره. واقترح العطاس على من وصفهم ب"الاشقاء فى السلطة والمعارضة" ومن خلال لجنتهم المشتركة بانه لم يعد امامهم اليوم من خيار سوى السير ب"خارطة الطريق المأمونة" التي حددها بثلاثة نقاط نورد فيما يلي نصها: اولا: الاعتراف الشجاع والصريح بان الوحدة السلمية والطوعية التى اعلنت فى 22 مايو1990م بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، انتهت باعلان الحرب يوم 27 أبريل 1994م من ميدان السبعين واستخدام القوة لحسم الخلافات السياسية التى رافقت الوحدة خلافا لمداولات وقراري مجلس الأمن الدولى رقمى/924و931 لعام 1994م, والتى لازالت سارية المفعول. ثاينا: وبما ان سلطة 7 يوليو94م حلت دولة الجنوب المتحدة مع دولة الشمال وفككت كل اجهزتها المدنية والعسكرية، فان شعب الجنوب وعبر حراكه الشعبى السلمى وبكل فئاته وشرائحه السياسية والاجتماعية والقبلية قد قرر حمل قضيته بنفسه والدفاع عنها عبر نضاله السلمى حتى استرداد دولته. لذا فان الأعتراف بشعب الجنوب وحراكه الشعبى السلمى حاملا سياسيا لقضيته، يشكل المدخل االثانى لحل القضية الجنوبية عنوانا لازمة الوحدة التى انتهت بالحرب. ثالثا: القبول غير المشروط بالحوار المباشر وتحت رعاية وضمانة اقليمية وعربية ودولية مع الجنوب على ان يشكل الحراك وفد الجنوب للحوار يمثل الجنوب بكل شرائحه السياسية والاجتماعية بالتساوى بين محافظات الست: عدن، لحج، ابين، شبوة، حضرموت والمهرة، مع لجنة 17 يوليو او مع اى وفد يشكل لهذا لغرض.