7000 ريال فقط مهر العروس في قرية يمنية: خطوة نحو تيسير الزواج أم تحدي للتقاليد؟    فيديو صادم يهز اليمن.. تعذيب 7 شباب يمنيين من قبل الجيش العماني بطريقة وحشية ورميهم في الصحراء    فضيحة: شركات أمريكية وإسرائيلية تعمل بدعم حوثي في مناطق الصراع اليمنية!    "حرمان خمسين قرية من الماء: الحوثيون يوقفون مشروع مياه أهلي في إب"    انتقالي حضرموت يرفض استقدام قوات أخرى لا تخضع لسيطرة النخبة    أرواح بريئة تُزهق.. القتلة في قبضة الأمن بشبوة وتعز وعدن    صحفي يكشف المستور: كيف حول الحوثيون الاقتصاد اليمني إلى لعبة في أيديهم؟    رفض فئة 200 ريال يمني في عدن: لعبة القط والفأر بين محلات الصرافة والمواطنين    المجلس الانتقالي يبذل جهود مكثفة لرفع المعاناة عن شعب الجنوب    عن ماهي الدولة وإستعادة الدولة الجنوبية    الوضع متوتر وتوقعات بثورة غضب ...مليشيا الحوثي تقتحم قرى في البيضاء وتختطف زعيم قبلي    الدبابات الغربية تتحول إلى "دمى حديدية" بحديقة النصر الروسية    إنجاز عالمي تاريخي يمني : شاب يفوز ببطولة في السويد    مسلحو الحوثي يقتحمون مرفقًا حكوميًا في إب ويختطفون موظفًا    حرب وشيكة في الجوف..استنفار قبلي ينذر بانفجار الوضع عسكرياً ضد الحوثيين    حرب غزة.. المالديف تحظر دخول الإسرائيليين أراضيها    عن الشباب وأهمية النموذج الحسن    بحضور نائب الوزير افتتاح الدورة التدريبية لتدريب المدربين حول المخاطر والمشاركة المجتمعية ومرض الكوليرا    - الصحفي السقلدي يكشف عن قرارات التعيين والغائها لمناصب في عدن حسب المزاج واستغرب ان القرارات تصدر من جهة وتلغى من جهة اخرى    شرح كيف يتم افشال المخطط    بدء دورة تدريبية في مجال التربية الحيوانية بمنطقة بور    "أوبك+" تتفق على تمديد خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و439 منذ 7 أكتوبر    ولي العهد الكويتي الجديد يؤدي اليمين الدستورية    رصد تدين أوامر الإعدام الحوثية وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف المحاكمات الجماعية    الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    أولى جلسة محاكمة قاتل ومغتصب الطفلة ''شمس'' بعدن    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حفل تأبيني مهيب ل(عزيز اليمن) يتصدره نائب الرئيس ورموز اليمن
نشر في نبأ نيوز يوم 17 - 10 - 2011

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الاثنين تنظيم حفلاً تأبينياً مهيباً لشهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي استشهد متأثرا بجراحه جراء العمل الإرهابي الغادر بجامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام .
وفي الحفل الذي حضره نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات السياسية والاجتماعية وأصدقاء وأقارب وأبناء الفقيد عبدالعزيز عبدالغني ألقى الأخ نائب الرئيس كلمة حيا في مستهلها الحاضرين.
وقال :"أحييكم بتحية الوفاء العظيم والإخاء الصادق والمحبة الخالصة، وأتوجه إليكم بهذه الكلمة أصالة عن نفسي ونيابة عن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، الحاضر معنا بكل مشاعره الصادقة وأحزانه الكبيرة ومن خلالكم إلى كل أبناء الشعب اليمني الأبي، ونقف اليوم وقفة الوفاء والإجلال للشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي سيبقى حياً في قلوبنا وعمق ذكرياتنا العظيمة والوجدان الشعبي والضمير الوطني على الدوام لكل المواقف الوطنية المسئولة للشهيد وكل ما تركه من أعمال جليلة وأثار باقية وبصمات متميزة".
وأوضح الأخ عبدربه منصور هادي أن الفقيد الشهيد عبدالعزيز عبدالغني كان فارساً متقدماً في الصفوف الأولى من المسئولية الوطنية ومواجهة التحديات العظيمة والتصدي للمهام الكبيرة في ميادين بناء الوطن وتحقيق الأهداف التي رسمتها لنا الثورة اليمنية المباركة واجتهدنا معاً للعمل من اجل ترجمتها عبر مختلف المراحل التاريخية .
وأضاف:"لقد كان الشهيد العظيم واحداً من الشخصيات الوطنية الفذة والمتميزة في الوطن، بل وفي طليعتهم كما تشهد أعماله والمهام التي تولاها والانجازات الكبيرة التي أسهم في تحقيقها وفي كافة مواقع المسئولية التي أدارها بكل جدارة واقتدار ".. مبينا أن الشهيد عبدالعزيز عبدالغني كان رجل الدولة الذي يحترم النظام والقانون ويحتكم للمبادئ الدستورية ولا يحيد عنها أبداً وكان رجل الواقعية الناجحة في قمة مناقبه الأخلاقية والصدق والإخلاص والوفاء والالتزام بواجباته والولاء والمسئولية في كل الظروف والأحوال.
وتابع:" كما كان من مؤسسي المؤتمر الشعبي العام وتولي المواقع القيادية الهامة فيه واسهم بصورة مباشرة في تعزيز وجود هذا التنظيم وتطويره ليبقى التنظيم السياسي الرائد على الساحة اليمنية ".
ومضى قائلا :" تمر علينا هذه المناسبة وبلادنا تعيش ظروف بالغة الصعوبة تهددها المخاطر السياسية والأمنية والأمراض الاجتماعية وهي تحتاج من في الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة خاصة أحزاب اللقاء المشترك والشباب إلى تحكيم العقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب والإدراك بان ما يهدد الوطن سوف يعصف بالجميع، وإن تلك الظروف التي شهدتها اليمن والصعوبات تتطلب إيقاف التداعيات والحذر الشديد من كل أعمال التصعيد وعدم القفز على الواقع الذي نعيشه بكل تناقضاته وتجلياته، وإدراك الدروس التي يمليها علينا موروثنا الثقافي لكي نستطيع أن نلتقي في القواسم المشتركة التي يؤمن بها الجميع وان نتنازل لبعضنا البعض لإخراج بلدنا من هذه الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية، وإن الذي يدفعنا إلى هذه الدعوة والتمسك بالحوار هو ما تم تحقيقه من شبه اتفاقات وصلنا إليها مع المعارضة وهي تتجاوز 85 بالمائة من التصور المطروح للآلية المزمنة لتنفيذ المبادرة الخليجية إن لم يكن ما اتفقنا عليه أكثر من ذلك وبإشراف سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول الخمس ذات عضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى بعض سفراء دول الاتحاد الأوروبي ".
وأكد الأخ نائب رئيس الجمهورية أن اليمن عانت كثيرا بما جرى ويجري خلال التسعة الأشهر الماضية وهي لم تكن بحاجة إلى ذلك ويكفي ما تجرعته من مآسي وأحزان في زمن التشطير، وهي أحوج ما تكون إلى استرداد العافية .. مشددا بهذا الخصوص أن السبيل إلى ذلك هو التحصن بالحكمة اليمانية وما يمليه عليه العقل والتفكير الوطني السليم ويغلب المصلحة العليا للشعب والوطن والتي نتقدم بمسيرة البناء والتنمية وممارسة الديمقراطية في المرحلة التي يتطلع إليها الجميع ويشعرون بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية في ظل اليمن الحديث الذي يشعر كل مواطن فيه بالفخر والاعتزاز أنه ينتمي إلية ويساهم في بنائه ويحقق ذاته ويصون وجوده الحر الكريم.
وابتهل الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في ختام كلمته إلى الله العلي القدير أن يتولى فقيد الوطن الكبير الشهيد الجليل الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني بواسع رحمته و يسكنه المنزلة العليا مع كل شهداء الوطن الأبرار، شهداء الثورة والوحدة والحرية والديمقراطية والعزة والكرامة والدولة اليمنية المدنية الحديثة .. مؤكدا أن روحه الظاهرة وأرواحهم أجمعين والدماء الغالية التي سفكت لن تذهب هدراً وان يد العدالة لابد ان تصل إلى كل المجرمين لينالوا جزائهم العادل جراء ما ارتكبوه من جرائم.
من جانبه قال مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس اللجنة العليا المنظمة لحفل التأبين علي محمد الانسي:"إننا في خضم مشاعر الحزن والأسى التي ما يزال يعيشها الوطن اليمني من أقصاه إلي أقصاه على رحيل المناضل الوطني الجسور عبدالعزيز عبدالغني لا نمتلك إلا أن نطلب لتلك المشاعر العنان وهي تؤيد هذا الرجل الاستثنائي الذي وهب عصارة عمرة وفكرة وجهده للوطن وعمل بصبر وجلد في مختلف المواقع والميادين الوطنية ولم تبهره الأضواء أو تغره المناصب العديدة والكبيرة التي تقلدها".
وأضاف:" كان فقيد الوطن بسيطا وراقيا في تعامله مع الغير أيا كان مستواه أوصفته وكان إنسانا عظيما بكل ما تعينه هذه الكلمة وما يمكن ان تعبر عنه الكلمات والمراثي نثرا وشعرا، وفعاليه اليوم بكل ما اشتملت عليه من إصدارات أو معرض صور ليست إلا واحدة من الأنشطة السياسية والفكرية والثقافية والرسمية والشعبية التي سيتم تكريمها لتحريك ذكرى الشهيد".
وأوضح الانسي أن اللجنة المنظمة لحفل التأبين وجدت نفسها أمام المهام المناط بها نظرا لغناء العطاءآت التي قدمها فقيد الوطن والدولة المدنية الحديثة سواء على المستوى المركزي أو المحلي ونشاطه في مختلف المناصب التي تقلدها في السلطة التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني وانتهاءً برئاسته لمجلس الشورى، وقد جعلت ذلك مفتوحا على مدار الأيام والشهور القادمة فضلا عن التفكير في إنشاء مؤسسة ثقافية وفكرية واقتصادية تحمل اسم الشهيد يسهم في تكوينها وتمويلها إلي جانب الدولة والمجتمع رجال المال والأعمال والمؤسسات المالية والاقتصادية في القطاع الخاص وأعمال أخرى تجعل من ذكراه عطاء وطني وإنساني لا ينضب.
وأشار إلى أن المرء يعجز عن سرد مآثر فقيد الوطن الشهيد عبدالعزيز عبدالغني ونبل مواقفه وشجاعته النادرة وثباته على القيم والمبادئ التي آمن بها وكرس جل حياته لتحقيقها، حيث تميز بوفاء لا حدود له ولم يتغير ولم يستبدل ولم يحد يوما عن مبادئه وموافقة الوطنية وظل شامخا عزيزا كريما عفيفا ولم يسعي يوما لجاها أو ثورة ويشهد له العدو قبل الصديق وكل من عرفة وتعامل معه أو عمل معه نبيل الأخلاق وسموها وقد جعلت منه تلك السجايا الكريمة والخصال النبيلة الرائعة احد أولئك الرجال الذين تركوا في نفوسنا أثرا لا ينسي .
وتابع :" لقد كان من القيادات الفذة التي يجب السير على خطاها وتمثل نهجها والاستفادة من سيرتها الزاخرة والحكمة والحنكة والعزة والكرامة الوطنية ،وكان بحقا رجل الاقتصاد والإدارة والتنمية والسلام والإنسانية وكان نموذجا فريدا للقيادي الكفء ورجل الدولة المشهود له بالتفاني والإخلاص في تحمل المسؤولية وأداء الواجب وترك بصماته المؤثرة والمضيئة في كل المواقع القيادة التي تقلدها مدفوعا بروح المسؤولية وبصماته ماثلة للعيان".
وقال:"عرفت فقيد الوطن عبدالعزيز عبدالغني على المستوى الشخصي في كثير من المحطات التي جمعنا فيها العمل الوطني،عرفت منه دماثة الأخلاق ولسانه وسلوكه وتواضعه الحميم وصدق مشاعره ووفائه وثقافته وإخلاصه وشغفة بالالتزام والمثابرة والحرص والصرامة الشديدة في الانتصار لقيم الحق والعدل والحرية والانحياز لمصلحة الوطن والشعب إضافة إلي ما تميز به من قيم ومثل جسدت فيه أروع واصدق معاني النبل والشخصية والوفاء".
وبين مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس أن الفقيد المناضل عبدالعزيز عبدالغني رحل في وقت يشهد الوطن منعطفا خطيرا ولحظات شديدة الصعوبة والتعقيد بسبب الأزمة التي تعيشها البلاد وتداعياتها الخطيرة التي شوهدت كل شيء في الحياة وعكست آثارها السلبية على كل القيم والمبادئ والمثل التي آمن بها .
وأضاف:" للأسف الشديد فقد أرادت بعض القوى المسكونة بهاجس التسلط واواهم القفز على كراسي إضافة إلي إصابة عدد من كبار مسئولي الدولة في هذا الحادث الإجرامي الغادر في سلسلة من حلقات المخطط التدميري والإجرامي الذي يستهدف الوطن وأمنه واستقراره ووحدته، وجميعا نعرف ما آل إليه هذا الحادث من أعمال إرهابية وعنف وتخريب وما رافقه من تصعيد خطير وصل إلى حدود غير مقبولة تمثلت في بروز لغة جديدة لم يعهدها شعبنا اليمني ترتكز على التفرقة وتحث على الكراهية والتعبئة الخاطئة ورفد الآخر وتأجيج الأحقاد والضغائن بين أفراد المجتمع اليمني " .
وتابع:" شأت إرادة الله ان يرحل الفقيد عن دنيانا ومنً الله عليه بالشهادة في العشر الأواخر من رمضان الفضيل وهي منزلة عالية ورفيعة مع الشهداء والنبيين والصديقين، لا يختص الله بها إلا عبادة المخلصين ".. منوها بأن فخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد كرم عزيز اليمن الشهيد المناضل الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني بمنحة وسام الشجاعة بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 25 لسنة 2011م واعتزازا بسجله الحافل بالعطاء والبذل والتضحية من اجل الوطن والجمهورية والوحدة والديمقراطية .
بدوره عبر المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني عن بالغ حزنه لفقدان الوطن الشخصية والهامة الوطنية عبدالعزيز عبدالغني .
وقال:" يحزنني ولا يسرني ان أقف أمامكم اليوم في حفل تأبين فقيدنا الشهيد عبدالعزيز عبدالغني نيابة عن أصدقائه وزملاء دربة، ويشرفني أنكم أخترتوني للحديث في حفل تأبينه ولكنه يحزنني لان ذلك يعني أنني اليوم واليوم فقط قد أقريت وقبلت وان لم اصدق بأن فقيدنا قد غادرنا والى الأبد، فمنذ ان شيعناه في موكب جنائزي مهيب حاولت مرارا ان اكتب مقالا في رثائه لكني كلما أمسكت بالقلم عجز لساني وتحجرت أفكاري لأن كليهما يرفض القبول برحيله".
وأضاف:" قليلون في هذا الزمن الذين ما ان تسمع بخبر رحيلهم عن عالمك فلا تكاد تصدق أو ان نفسك تتمعن عن ان تقبل حقيقة انك لن تراهم إلى الأبد , لولا ان القضاء والقدر يحتم علينا الامتثال لإرادة الله ومشيئته وتتقبل هذه الحقيقة لأنها سنة الحياة في خلقه، وقليلون من تغادر أجسادهم ظاهر الأرض إلى باطنها لتتسابق السماء والأرض والبشر والشجر والمكان والزمان للبكاء عليهم فرقة وحزنا وألما ".
وأكد الدكتور الإرياني بالقول :" ولان شهيدنا كان رجلا استثنائي في كل شي بدأ من تعاونه الإنسان مع الآخرين ووصولا إلى وطنيته وثوريته ووحدويته وتواضعه الجم ووقاره الذي يفرض عليك ان تحترمه وتتقرب منه للإستزاده من حكمته وحلمه وقدرته على معالجة الأمور والتعامل مع القضايا بخبرات الواعي القادر الفاهم المجرب فليس غريباً ان يكون حزننا وأملنا على فقد علم من أعلام اليمن وخيرة رجالها الأفذاذ ".
وتابع :" استثنائي أيضاً لنتذكر في هذا المقام بعض من صفات كثيرة لم نجدها اجتمعت في شخص واحد، فقد كان سياسياً مخضرما ورجل اقتصاد من الطراز الأول ونموذج فريد لرجل الدولة الكفؤ الملم بعمله والقادر على تحمل مسئولياته الوطنية وقيادي مخلص نذر نفسه وسخر علمه وثقافته في سبيل الانتصار للمبادئ الإنسانية والحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتداول السلمي للسلطة، وكان نصيراً متحمساً للدولة اليمنية الحديثة وشوكة ميزان الاعتدال السياسي والفكري والثقافي وسطى في تفكيره ورائه ومرجع رئيس لحل الكثير من القضايا الوطنية".
ولفت إلى أن لقاء جمعه بالشهيد عبدالعزيز عبدالغني في صيف 1964م بمدينة نيويورك وكان، يومها قد تخرج من جامعة كلورادو ، وهو في طريقه إلى ارض الوطن ليبدأ حياته العملية أستاذ بكلية بلقيس بمدينة عدن التي أسسها عدد من رواد التعليم الحديث في اليمن على رأسهم الأخ والزميل حسين بن علي الحبيشي الذي رحل الخميس الماضي، فعزأنا أيضا في فقيدنا رائد التربية والتعليم في عصر كانت فيه ظلمات الحكم الإمامي والتسلط الاستعماري يقفان سدا منيعا ضد نشر العلم والمعرفة .
وقال:" في عام 1968م إلتقيته في صنعاء وهو رئيس ما كان يعرف بالمكتب الفني ومنذ ذلك الحيث ترافقنا وتزاملنا وعملنا معاً وفرحنا معاً وحزنا معاً على مدى ما يقرب من نصف قرن".
وأضاف:" لقد ارتبط اسم الشهيد عبدالعزيز عبدالغني بأهم مرحلة من مراحل تاريخ الوطن، فمنذ أواخر الستينات التي شارك فيها كوزير للصحة عندما صمد فيها مع الصامدين الذين صدوا جحافل الشر في حصار السبعين يوماً، ومنذ أوائل السبعينات وحتى يوم استشهاده على أيادي أباليس الغدر والخيانة تنقل بين أعلى مناصب الدولة كما لم يسبقه إليها أي يمني في عصر الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية".
ونوه بمناقب الشهيد عبدالعزيز عبدالغني التي لا تحصى ولو ولجت إلى سردها لأغرقت في وصفها وأطلت في شرح تفاصيلها ، ولكن أهمها إيمانه الراسخ بان التعليم والعلم بمفاهيمه وطرقه ومناهجه الحديثة هو الوسيلة الوحيدة لإخراج الوطن من براثن التخلف ، حيث كان الإيمان هم لا يفارقه وحلم لا يغيب عن ذهنه فهل سيكون اليوم الذي تنشأ جامعة تحمل اسمه وتتخصص بتدريس العلوم الحديثة فقط.
وأشار الدكتور الإرياني إلى أن الشهيد عبدالعزيز عبدالغني لم يكن بالنسبة له غامضا ولا صامتا ولا متجاهلا ما يدور من حوله ،فلقد كان يعيش قضايا الوطن حلوها ومرها بكل جوارحه ودائماً اكتشف انه يعلم أكثر مما أعلم ولكنه يقول اقل مما هو معلوم لديه .
وقال:" نعم لقد كان في أواخر أيامه مدرك كامل الإدراك للأخطار المحدقة بالوطن ولكم يحزني ان آخر لقائي لي معه كان ظهر الخميس ال 2 من شهر يونيو أي قبل 24ساعة فقط من ذلك الاعتداء الغادر والإجرامي الذي استهدف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله وعدد من كبار قيادات الدولة في جامع الرئاسة أول جمعة من شهر رجب الحرام ذلك الحادث الذي يعد من اعنف وأبشع محاولات الاغتيال السياسي في العصر الحديث والذي كشف عن حجم أبعاد المؤامرة التي تحاك ضد الوطن وشعبه وقيادته السياسية".
وأضاف:"كما كشف ذلك الاعتداء الإجرامي عن المنحى الخطر باتجاه من افتعلوا الأزمة السياسية الراهنة لتسير الأحداث وصولا إلى تحقيق مآربهم الشريرة".
فيما ألقى رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن محمد على عثمان كلمة عبر فيها عن الشكر والتقدير والامتنان لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والأخ عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية لرعايتهما الكريمة لهذه الفعالية التأبينية التي جسد بها صدق المشاعر الأخوية النبيلة تجاه أخ عزيز ورفيق درب طويل في مهمة قيادة الدولة والحكومة شهيد الوطن الغالي والمناضل الجسور دولة الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى السابق رحمه الله وطيب ثراه.
واعتبر عثمان هذا التأبين وقفة وفاء وتكريم واحترام وإجلال وتقدير لتلكم القامة الوطنية الشامخة والذي لا يمكن للأجيال اليمنية في الحاضر والمستقبل إلا أن تتذكر بامتنان أدواره التاريخية المشرفة في حركة البناء والنهوض التنموي والحضاري في يمن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية .
ولفت إلى أن الفقيد رحمه الله مثل خلال أربعين عاماً من تاريخ اليمن المعاصر واحداً من ابرز الشخصيات الوطنية التي لعبت دوراً رئيسيا وإيجابيا على مسرح الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحكم المواقع القيادية العليا التي تبوأها في تلك الحقبة من تاريخ اليمن .. مبينا أنه لم يكن موظفاً عادياً وإنما أحد مفكري الدولة اليمنية الحديثة واحد أعمدتها الأساسية على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وأكد رئيس مجلس الشورى أن الفقيد لم ينال شرف السبق في ميدان النضال السياسي والاقتصادي والتنموي فحسب بل امتطى جواد السباق في مضمار التضحية والجود بالنفس أغلى غاية الجود لينال شرف الحياة والممات بلا منازع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.