قال عنه شيخ النقاد العراقيين علي جواد الطاهر بأنه شاعر عباسي أخطأه الزمن فولد في القرن العشرين.. ولقّبه عميد الأدب العربي طه حسين ب"شاعر العرب الأكبر". ولد في نهايات القرن التاسع عشر "26 يوليو 1899" وعاش في القرن العشرين، وتوفي على عتبات القرن الواحد والعشرين "1 يناير 1997" وكما صنوه المتنبي الذي يخاطبه الجواهري "أنا ابن كوفتك الحمراء لي طنب بها / وإن طاح من أركانه عمد" ملأ الدنيا وشغل الناس. وتحت شعار "بأن ألف مسيح دونها صلبا" وهو الشطر الثاني من بيت في قصيدته عن المعري يقول فيه "لثورة الفكر تاريخ يحدّثنا" ينظّم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق مهرجان الجواهري في دورته العاشرة على مدى 3 أيام للفترة من (27 - 29) كانون الأول 2013، وسيحمل المهرجان اسم (دورة الخلود) عرفانا للأدباء الذين رحلوا خلال المدة الأخيرة؛ وسيتم التعريف بهم واستذكارهم في جلسة الافتتاح التي ستقام على قاعة المركز الثقافي البغدادي في شارع الثقافة الشهير شارع المتنبي وسط بغداد. فاضل ثامر رئيس اتحاد الأدباء في العراق قال ل"العربية نت": فضلا عن شارع المتنبي فستتوزع جلسات المهرجان على قاعات اتحاد الأدباء وجمعية الثقافة للجميع وقاعة "الإدريسي" في كلية الآداب. وستتضمن جلسة الافتتاح كلمة الاتحاد وقراءات شعرية منتخبة مع حفل للمقام العراقي وفرقة الجالغي التراثية، مضيفا "في الدورة الجديدة من المهرجان لم توجه أية دعوات إلى شعراء عراقيين في الخارج، أو شعراء عرب وأجانب كما كان يحدث سابقا، والأسباب مالية، إذ إن تكاليف هذا المهرجان متأتية فقط من بدلات الاشتراكات السنوية للأعضاء وهي مبالغ رمزية أصلا، في حين وجهت الدعوات للعشرات من الأدباء من مختلف الأجيال والقوميات والمحافظات وضمنها إقليم كردستان". وتشهد العلاقة بين اتحاد الأدباء وبين وزارة الثقافة الكثير من التأزم على خلفية سحب الوزارة دعمها لأنشطة الاتحاد الذي يتهمها بتبذير الأموال المخصصة لها في الموازنة العامة، على فعاليات ثقافية يعتقدها بلا قيمة تقام خارج البلاد، في الوقت الذي تبخل به على النشاطات الثقافية في الداخل، وكمثال على ذلك ضرب لنا رئيس الاتحاد مثلا بهذا المهرجان وكيف يقام بجهد ذاتي من اشتراكات الأعضاء، بعد أن غاب الدعم الحكومي له. احتفاء متداخل بالأجيال عادة ما ترافق مهرجاناته جلسات نقدية تحاول البحث في جوانب شاعريته وفي عموم الشعرية العراقية. وفي هذه الدورة ستحتفي النسخة العاشرة من مهرجان الجواهري بالخالدين من الشعراء العراقيين وبأثرهم الكبير في الحداثة العربية. عضو اللجنة التحضيرية الشاعر والناقد علي الفواز قال لنا "ستنشغل المحاور النقدية لنسخة هذا المهرجان برمزين شعريين عراقيين من أولئك الخالدين، واللذين شكلا منعطفين مهمين في تاريخ الشعرية العراقية والعربية، إذ سيكون المحور الأول عن قراءة الشاعر الجواهري ثقافيا بوصفه ظاهرة شعرية وتاريخية واجتماعية، وبوصفه أيضا شاهدا على الكثير من التحولات الكبرى التي اقترنت بتاريخ ثورة العشرين ونشوء الدولة العراقية وطبيعة التحولات التي عاشها المثقف العراقي إزاء تاريخ مفتوح على الصراعات والتحولات والانقلابات والرعب السياسي والإيديولوجي. والمحور النقدي الثاني عن ظاهرة السياب الشعرية، بوصف السياب صانعا استثنائيا للسؤال الحداثي، وقد تم تكليف ما يقرب من 16 باحثا أكاديميا وناقدا عراقيا من العديد من الجامعات في بغداد والمحافظات لتقديم بحوثهم النقدية. والمحور الثاني يأتي لسببين أولهما أن عقد المهرجان يتزامن مع ذكرى رحيل السياب، وثانيهما أن اتحاد الأدباء والكتاب العرب أطلق على 2014 تسمية عام السياب ودعا العواصم العربية كافة للاحتفال به في الذكرى ال 50 لرحيله والتي سبق ل"العربية.نت" أن كتبت عنها تقريرا مفصلا.