تقاس الخدمات الصحية ومدى رقيها في أي دولة في العالم بنسبة وفيات المواليد فيها، وتسجل دول العالم الثالث النامية أعلى نسبة وفيات بين مواليدها وأمهاتهم. ووفقاً لتقارير اليونيسيف فإن نسبة وفيات المواليد في المناطق الريفية في تزايد مستمر، بالرغم من نجاح أنشطة تكثيف التحصين في إعادة تغطية نسبة 85 في المائة أو أكثر من خلال توفير جميع اللقاحات بنهاية عام 2002 الماضي. وقد وقعت نسبة 24 في المائة من حالات الوفاة عام 2002 في المجموعة العمرية للأفراد دون الخامسة. وينخرط المراهقون، في هذه المناطق، في أنشطة جنسية في سن مبكرة جدًا بينما تتم الزيجات في سن أكبر، مما يشير إلى حدوث عدد أكبر من العلاقات الجنسية العارضة. لذلك، ارتفع عدد المواليد لكل 1000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عامًا من 70 مولودًا عام 1990 إلى 89 مولودًا عام 1995، بزيادة 19 في المائة لفتيات المناطق الحضرية مقابل 47 في المائة للفتيات في المناطق الريفية. وكان وضع الأطفال حديثي الولادة والطفولة المبكرةِ في الدول المتقدمة على النقيض من ذلك، حيث تشير الإحصاءات الى أن هناك الكثير مِن الأطفال الأميركيين يولدون قبل الأوان pre-term (أي قبل اكتمال فترة الحمل)، وهذا يُكلّفُ الاقتصاد مليارات الدولاراتِ، في حين أنّ الشباب في سن المراهقة لديهم أقل عدد من الأطفال، وأن الأطفال المواليد الجدد أقل تعرضاً للوفاة عن ذي قبل. وعليه توصف الولايات المتّحدةِ، بالدولة الثالثة والعشرين بين الدول الصناعية في وفياتِ الأطفال المواليد، ولَديها نسبة متزايدة من الولاداتِ غير الناضجة او المبتسرة premature births. وعلى الرغم مِنْ الخطوات الواسعةِ الايجابية التي أدت إلى تَحسين بقاء الأطفالِ المولودين قبل الأوان، فإن القليل ما يُدْرَكُ عن كَيفية منع حدوث هذه الولادات. ريتشارد بيرمان، الرئيس التنفيذي للجنة التعليمِ التنسيقيّةِ لأطباء الأطفال في المعهد الطبي بكاليفورنيا يُعزي ذلك إلى الارتفاع المثير جداً في السَنَوات ال20 الماضية في نسبة الإخصابِ خارج الجسم والتقنياتِ الأخرى المُساعدةِ على الإنجاب، بالإضافة إلى إقدام النِساء الأكبر سنّاً أيضاً على الإنجاب مما أدى إلى ارتفاع نسبة حدوث الحمل المتعدّد وزيادة خطر الولادات المبكرة. فلقد ارتفعت نسبة التوائم إلى 62% والحمل بثلاثة إلى 97%. وفي أغلب الأحيان يَقضّي هؤلاء الأطفال الرُضَّع الأسابيعَ الأولى من حياتهم في وحداتِ العنايةِ المركّزةِ لحديثي الولادة، وتزداد مشاكلهم الصحية كلما بقوا أحياءً وزاد نموهم. * وفيّات أقل * لكن في المقابل، تزداد السعادة بإنقاذ حياة هؤلاء المواليد، اذ يشير المعهد القومي الأميركي للصحة، إلى أن معدل وفيات الأطفال المواليد حديثاً في أميركا قد انحدر إلى أقل مستوى وصل إليه سابقاً. ففي عام 2003، كان معدل وفيات المواليد في السنة الأولى من العمر لا يتجاوز 6.8 من كُلّ 1.000 طفل. الدّكتورَ دوان ألكساندر، مدير المعهدِ الوطني لصحةِ الطفلِ والتطورِ البشري الاميركي يؤكد أن التقدّم في العنايةِ بصحة حديثي الولادة قد ساهم في خفض الارتفاع السابق في انخفاض أوزان المواليد. فلقد ارتفعت نسبة حديثي الولادة الذين يَزنونَ أقل من (2.5 كيلوغرام) عِندَ الوِلادَةِ مِنْ 7.9 بالمائة في 2003، إلى 8.1 بالمائة مِنْ الولاداتِ في 2004 . كما تؤكّدُ الدّكتورة جينيفر هاوز رئيسة الجمعية الخيرية الأميركية لمكافحة عيوب الولادة على أَنْ تُعامل الولادات قبل الأوان غير الناضجة كحالات طارئة تحمل تهديداتِ لصحةِ الأطفال. أما عن معدل ولادات المراهقات فيشير تقرير المعهد الوطني لصحة الطفل NIH أنه قد انخفض إلى أدني مستوياته من 22.4 في عام 2003 إلى 22.1 لكُلّ 1.000 امرأة وبنت في عام 2004. ومن عام 1991 وحَتَّى نهاية عام 2004، كان هناك هبوط كبير في هذه النسبة، وصل إلى النصف تقريباً (مِنْ 86 إلى 37 ولادة لكلّ 1.000 أنثى)، خصوصاً بين المراهقات من اللون الأسود. وارتفع عدد ولادة النِساء العازبات أو غير المتزوجات مِنْ 45 لكلّ 1.000 في 2003، إلى 46 لكلّ 1.000 امرأة عازبة في 2004.
