حقق باحثون اميركيون نجاحا باهرا في اكتشاف عقار جديد يعالج الكآبة في ظرف ساعات يشفي حالاتها اسرع بكثير من أي من العقاقير المضادة للمرض. إلا ان الباحثين قالوا انهم بحاجة الى دراسات اوسع لتقييم الآثار المترتبة على استخدام العقار الجديد لفترات طويلة. وقال كارلوس زاراتا الباحث في وحدة ابحاث امراض المزاج في معهد الصحة العقلية الوطنية المشرف على الدراسة. ان «اطباء الاعصاب تعودوا على فكرة الانتظار لأسابيع وأشهر، الا ان بإمكاننا اختراق حاجز الصوت وتأمين عقار مضاد للكآبة يؤدي مفعوله في ظرف ساعات معدودة». ونشر فريق زارات البحث في مجلة «أرشيفات علم الأعصاب العام». واجرى الباحثون دراستهم على 18 شخصا حقنوا بعقار «كيتامين» ketamine الذي كان يستخدم زمنا طويلا في عمليات التخدير. ومرّ الاشخاص الخاضعون للاختبارات بأعراض العقار الجانبية المعروفة، وهي الشعور الخفيف بالابتعاد، او الانزواء و«التفكك»، وصعوبة التعبير عن افكارهم. ويعرف عن «كيتامين» أنه يقود الى الشعور بالنشوة الخفيفة. وقال العلماء ان اعراض «التفكك» زالت خلال ساعتين وظهر بعدها تحسن ملحوظ في المزاج. وقد انحسرت 50 في المائة من أعراض الكآبة لدى نصف المتطوعين خلال ساعتين. وبنهاية اليوم الاول، تحسنت حالات 71 في المائة منهم. وبعد سبعة ايام من العلاج اعلن اكثر من ثلثهم عن تحسن حالاتهم، وقال الثلث منهم انهم تحسنوا تماما. ولا يمكن تحقيق مثل هذه النتائج بالعقاقير المتوفرة إلا بعد 10 اسابيع من العلاج، حسب تقرير «واشنطن بوست». وكانت دراسة طبية قد حذرت من أن حالات الكآبة والإحباط قد تزيد مخاطر الوفاة عند الرجال بسبب السكتات الدماغية. ووجد الباحثون أن الرجال المصابين بأعراض كآبة حادة يتعرضون للوفاة بسبب السكتات الدماغية بحوالي الضعف، مقارنة مع غير المصابين بتلك الأعراض النفسية.