أكد اللواء الركن علي بن محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية وقائد الفرقة الأولى المدرعة أن اليمن سوف يصبح أكثر استقرارا بعد حدوث التغيير، وسيكون له حضوره الإقليمي والدولي الذي يتناسب وأهمية موقعه وعمقه الاستراتيجي في المنطقة والعالم. وقال في حوار مطول أجرته جريدة «عكاظ» في مقر الفرقة الأولى المدرعة في العاصمة صنعاء أن «هناك من يريد أن تبقى اليمن في بؤرة للصراعات القبلية والتناحر»، موضحا أنه يراهن على وعي الشعب اليمني والصورة الحضارية الرائعة التي قدمها منذ بداية الثورة نحو نيل حريته وحقوقه وصون كرامته لكي يرسم مستقبلا مفعما بالتفاؤل والطمأنينة. وأفاد أن ثقافة إقصاء الآخرين والتعالي ونزعة الاستحواذ هي التي أوصلت اليمن للأسف إلى هذا المستوى الذي لم نكن نتمناه، بحسب تعبيره. وتابع قائلا «إن رياح التغيير التي هبت على المنطقة هي بمثابة تسونامي تغيير حقيقي في المنطقة»، بيد أنه قال إن مطالب الثورة في اليمن سبقت ثورة تونس ومصر ولم يستجب النظام لمطالب الشعب. وزاد «بالتالي جاءت ثورة تونس ومصر كمحفز للشباب وتحركه نحو التصعيد والاعتصام وخروج الشباب من منطلق أن الحقوق تنتزع ولا توهب. كما أكد قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي بن محسن الأحمر أنه لم ينشق عن المؤسسة العسكرية اليمنية. وأفاد اللواء الأحمر أنه اختار دعم ثورة الشباب السلمية لإحداث التغيير لمصلحة مستقبل اليمن وحقن دمائهم، مؤكدا أنه لم ولن يستخدم قوته العسكرية للمجابهة وسيحافظ على سلمية ثورة الشباب. وكشف أنه لن يقوم بإنزال صورة الرئيس اليمني المعلقة في مكتبه، مشيرا إلى أن صورة الرئيس ستبقى في مكانها حتى يتم إنزالها بالطريقة البروتكولية الرسمية، في إشارة إلى احترامه لمكانة الرئيس باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال إنه إذا أراد الرئيس الخروج بشكل مشرف فإنه سيباركه وسيقدم ضمانات له، موضحا أنه سيترك منصبه فور استقالة الرئيس. وتابع قائلا حتى اللحظة لا زلنا نراهن على الحكمة اليمانية وجهود الأشقاء الخليجيين في نزع فتيل الأزمة. وفيما يلي نص الحوار : كشخصية عسكرية واجتماعية لها حضورها في المحيط السياسي هل يتجه اليمن برأيكم نحو الاستقرار أم نحو التشطير والتشتت؟ - الأمل بالله سبحانه وتعالى ثم بإرادة اليمنيين والأشقاء والأصدقاء، لدينا تفاؤل أن اليمن سوف يكون أكثر استقرارا في قادم الأيام بعد التغيير، وسيكون له حضوره الإقليمي والدولي الذي يتناسب وأهمية موقعه وعمقه الاستراتيجي في المنطقة والعالم رغم تخوفنا من تصرفات النظام الحالي التي أقدم عليها منذ بداية الأزمة من خلال توزيع السلاح الثقيل والخفيف، إلا أنهم بحساباته الخاطئة يريدون أن يبقى اليمن بعد رحيله بؤرة للصراعات القبلية؛ لكننا نراهن على وعي شعبنا والصورة الحضارية الرائعة التي قدمها منذ بداية الثورة وتخليه عن السلاح رغم ما يواجهه من قتل واعتداءات عليه في ساحات الاعتصام ولم يستخدم سلاحه حتى الآن، وما نشاهده الآن من توجه للشعب نحو نيل حريته وحقوقه وصون كرامته يرسم مستقبلا مفعما بالتفاؤل والطمأنينة. إننا في معترك مخاض سياسي واجتماعي حقيقي يبشر بالكثير وبالتالي فإن مؤشرات الاستقرار أكثر من مؤشرات التشطير والتشتت. نزعة الاستحواذ في تصوركم لماذا وصلت الأزمة في اليمن إلى هذا المستوى من الاحتقان والانفجار المرتقب لا سمح الله؟ - إقصاء الآخرين والتعالي ونزعة الاستحواذ هي التي أوصلتنا للأسف إلى هذا المستوى الذي لم نكن نتمناه. ندعم المبادرات من خلال متابعاتنا للشأن اليمني نعرف أن هناك الكثير من المبادرات التي قدمت لنزع فتيل الأزمة في اليمن.. برأيكم لماذا لم تنجح كل هذه المبادرات؟ - نعم هناك مبادرات كثيرة قدمت لحل الإشكالية السياسية في البلاد بين المعارضة والحزب الحاكم.. إلا أن هذه المبادرات يروج لها إعلاميا لكنها تفشل قبل الدخول في تفاصيلها، وإجمالا كانت الاختلافات والتراجع عن هذه الاتفاقيات والمبادرات للأسف تأتي من الحزب الحاكم مما سبب الكثير من الأزمات وزاد في تعقيد المشكلة وعمل على نسج الكثير من العقد والتراكمات والتي أضحى معها الحل أو التوافق مع الرئيس أشبه بمعضلة عصية على الحل، وأنا شخصيا كنت لأكثر من مرة ولعدة مبادرات الوسيط الأساسي بين الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة، وللأسف فإن النظام دائما هو الذي ينقلب على كل الاتفاقيات. تسونامي التغيير هناك طرح أن الثورة الشبابية الشعبية اليمنية هي استنساخ لما حصل في تونس ومن بعدها مصر؟ - بطبيعة الحال رياح التغيير التي هبت على المنطقة هي بمثابة تسونامي تغيير حقيقي في المنطقة، لكن الحقيقة أن مطالب الثورة في اليمن سبقت ثورة تونس ومصر.. لكن النظام لم يستجب للمطالب، وبالتالي جاءت ثورتا تونس ومصر كمحفز للشباب وتحركه نحو التصعيد والاعتصام وخروج الشباب من منطلق أن الحقوق تنتزع ولا توهب. ثم لحقت الأحزاب بالشباب بعد أن وصلت إلى طريق مسدود، ورأت أنها إن لم تلحق بثورة الشباب فسيتجاوزها الشباب وبالفعل تلاقت أهداف الشباب مع الأحزاب لتشكل في المحصلة مطلبا شعبيا عاما مبتغاه وهدفه إسقاط النظام وتغيير الوضع في اليمن إلى وضع أفضل بالطرق السلمية بدون استخدام أي سلاح. وبالتالي فنحن اليوم نشهد صورة حضارية رائعة يرسم لوحتها كل أبناء الشعب وفي مقدمتهم الشباب كون هذا الشعب المسلح يترك السلاح في منزله أو قريته ويأتي أعزل عاري الصدر ليلتحق بالثورة ويتحمل الضربات تلو الضربات من قبل بعض أفراد الأمن المركزي ويتحمل العنت الكبير من وترويع وترهيب. واعتصاماته ومسيراته الحضارية الرائعة هذه رغم كبر حجمها وكثافتها في كافة محافظات الجمهورية إلا أنها صورة حضارية جميلة لا تحرق فيها سيارة ولا ينهب فيها متجر ولا يقتحم فيها منزل وكأن الحياة عادية وعلى وتيرتها، إن في صنعاء أو عدن أو تعز أو أي محافظة متحملا تهورا من جانب واحد.. وللأسف لا يوجد لدى المؤسسة الحاكمة صبر فبمجرد خروج أي مسيرة سلمية من الشباب تتم مواجهتها بالرصاص الحي والقنابل الغازية المحرمة والقنابل المسيلة للدموع والمياه الملوثة مستخدما هذه الأسلحة في كل ساحات الاعتصامات. والحقيقة أن الشباب والمعارضة لديهم القدرة على التصعيد لكنهم حريصون على عدم تعريض السلم الاجتماعي للقلق وحرصا على تماسك النسيج الاجتماعي للشعب. الثورة سلمية عفوا.. لكن الرئيس يدعو إلى تداول سلمي للسلطة؟ - صحيح هو يقول ذلك.. لكنه عند طلب المعارضة لهذا التداول السلمي يصبحون في قاموسه قطاع طرق، فإذا كان التداول لصالحه فهو سلمي أما إذا كانت المعارضة ستحوز عليه فهو غوغائية. وبهذا الخصوص تحضرني قصة ظريفة حصلت في اليمن إذ اختلف اثنان من الخصوم وذهبا إلى شخص ليحكم بينهما فطلب أحدهما من هذا المحكم أن يحكم أولا لصالحه ثم يعمل على ضبط غريمه لتنفيذ الحكم لصالحه. وهو يقول يا أشقاء في الخليج، ويا أصدقاء أمريكان وأوروبيون نريد وساطة لحل المشكلة في اليمن، ولكن أريد أن تحكموا لصالحي ويا أمريكان أنا قابل تدخلكم ولكن ما يؤدي إلى نتيجته لصالحي. ثم أي تداول سلمي للسلطة هذا الذي يدعونه وهم يرفضون إرسال برقية عزاء في وفاة الشخصية الوطنية الفذة فقيد الوطن المرحوم فيصل بن شملان لأنه نافسه في الانتخابات الرئاسية. وبالتالي نحن أمام جهل مركب وعقد نفسية معقدة يتم التعامل بمخرجاتها مع الشعب، للأسف فلو خرجت مظاهرات ولو بقدر 1% من هذه المظاهرات التي تخرج اليوم في اليمن خرجت في أمريكا لرأينا أوباما يخرج إليهم مقدما اعتذاره للشعب الأمريكي مستعدا بتقديم نفسه للمحاكمة دون خروج جندي واحد لمهاجمتهم، ولو خرجت في باريس لوجدنا الرئيس الفرنسي يعلن عن تنحيه مع حكومته وإقراره عن اعتزال العمل السياسي نهائيا، ولا نذهب بعيدا فمثلا لو خرجت نسبة ضئيلة من هؤلاء المتظاهرين في تركيا لخرج إليهم رجب أردوغان بنفسه خجلا مما أوصلهم إليه طالبا من شعبه الصفح عن أخطائه في حقهم مستجيبا لمطالبهم حفاظا على استقرار بلاده وأمنها وصونا لحقوق شعبه دون إزهاق روح واحدة أو إراقة قطرة دم، لكن النظام بحسب تركيبته النفسية لا يمكن أن يتخذ مثل هكذا قرار مصيري لا ينسجم وفهمه السياسي ومعرفته للتاريخ. الاتفاق مع الرئيس يقال في الأروقة أن هناك اتفاقا جمعكم بالرئيس صالح شخصيا وكنتم حاضرين في هذا الاتفاق وكان قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ.. ما الذي حال دون تطبيقه؟ - بالفعل كان هناك اتفاق يوم الأربعاء 23/3/2011م في اليوم الثالث لإعلاننا تأييد ثورة الشباب السلمية، تم الترتيب له في منزل الأخ العزيز الفريق عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية وبحضور الرئيس وحضوري والأخوين العزيزين عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى، والدكتور عبدالكريم الإرياني مستشاره السياسي، وكنا قبلها قد تواصلنا أنا والرئيس تلفونيا وطلبت منه عهدا بالموافقة على التنحي، وطلب هو خروجنا معا فأجبت بالموافقة حفاظا على وحدة وسلامة اليمن واستقراره، وبالفعل أعطاني عهدا على ذلك، وفي يوم الاتفاق في منزل الأخ النائب كرر أمامهم جميعا قبوله التنحي وشرطه الخروج معا، وكانت ورقة هذا الاتفاق قد أعدت من قبل الرئيس والإرياني وعبد الغني ونصت على رحيلنا وتسليمه سلطاته للأخ النائب، وفي نهاية الجلسة اشترط حضور السفير الأمريكي كشاهد على هذا الاتفاق، وبالفعل حضر السفير الأمريكي وتسلم نسخة من الاتفاق. والتقينا في اليوم الثاني الخميس 24/3/2011م بدون حضور الرئيس ومعنا بعض أعضاء المعارضة وبحضور السفير الأمريكي واستكملنا بنود الاتفاق ومساراته وتم إبلاغه بذلك ووافق دون شروط وتمت صياغة بنود الاتفاق على أن نلتقي صباح السبت 26/ 3/20110م للبدء في التنفيذ ولكن للأسف تراجع الرئيس عن الاتفاق ولم نلتقِ بحسب الاتفاق، وطبعا هذا التراجع من قبله والتراجعات السابقة أفقدت النظام المصداقية، إن كان على المستوى الشعبي أو على المستوى الإقليمي ألم يحصل بينكم والرئيس مراجعة حول هذا الاتفاق؟ - بالفعل حصل بيننا مراجعة وقال أنا متمسك بالشرعية فقلت له إذا كنت تزعم الشرعية فها هو الشعب الذي منحك الشرعية يسحبها منك فعليك العودة للشعب. المبادرة الخليجية ماذا عن المبادرة الخليجية؟ - المبادرة الخليجية في بدايتها كانت نابعة من رؤية خليجية أخوية بحتة، أما المبادرة الخليجية الثانية في الأساس بنيت تقريبا على اتفاق تم بيني وبين الرئيس عن طريق وساطة قبلية كان على رأسها اللواء غالب مطهر القمش واللواء أحمد إسماعيل أبو حورية، ووضعت هذه الاتفاقية ووقع عليها من قبل كل الأطراف والوساطة والدكتور الإرياني مستشار الرئيس وأنا والرئيس، وللأسف كانت هذه الاتفاقية بحسب ترتيباتها لدى النظام أنها التفاف على المبادرة الخليجية الأصل، إذ بمجرد توقيعنا عليها أوفد بها وزير الخارجية إلى اجتماع وزراء خارجية دول الخليج في الرياض ليطرح عليهم أن المشكلة اليمنية انتهت بمجرد توقيعنا أنا وهو على هذه الاتفاقية باعتبار أن المشكلة منحصرة في شخصه واللواء علي محسن وأن لا وجود لإشكالية مع الشعب أو المعارضة، ولن يتطلب هذا الاتفاق سوى أن تكون دول الخليج مظلة وبالفعل تبنت دول الخليج هذا الاتفاق واستحسنوا بند الرحيل. وبعد ذلك اقترحوا أن تكون فترة التسليم شهرا، وعند التمحيص نجد أن المبادرة الخليجية في صيغتها الأخيرة هو الذي وضع بنودها بنفسه أي الرئيس بالتشاور مع الأشقاء في دول الخليج والسفير الأمريكي وتمت مباركتها من الجميع حرصا منهم على تجنيب اليمن أتون الفتنة والصراع. والأشقاء في الخليج والأصدقاء بذلوا جهودا كبيرة يشكرون عليها أثناء محادثاتهم مع الكل ومع المعارضة ومعنا ووجدوا أننا حريصون على الاتفاق والرئيس هو الذي وضع الجدول الزمني للتنفيذ، ومضوا في المبادرة ثم خرجت بصيغتها النهائية ووافقت عليها الأطراف من مبدأ الحرص على سلامة البلاد ووافق عليها عند معرفته بموافقتي لكن المعارضة في البداية تحفظت على تغيير البند الأول الذي كان ينص على التنحي ونقل السلطة لنائب الرئيس وتغير إلى تسليم صلاحياته لنائبه ثم الاستقالة بعد ثلاثين يوما من التوقيع، وبعد ذلك بذلت جهود مضنية مع المعارضة من قبل الأشقاء والأصدقاء وقبلت المعارضة وتفاجأ الرئيس بموافقتهم ليخرج بعد ذلك بعقبة جديدة أمام الاتفاق من أنه لن يوقع باسمه كرئيس جمهورية، وإنما كرئيس للمؤتمر الشعبي العام، وفي الأساس مطلب الشعب هو رحيل الرئيس وتنحيه وليس تنحي المؤتمر الشعبي العام ورحيله، الشعب والمعارضة ليس لديهم إشكالية مع المؤتمر وإنما مع الرئيس نفسه وحصل منه تراجع ليخرج بعدها ويتحفظ على التوقيع، وهكذا نجده يختلق بين وقت وآخر معضلة أخرى للتنصل مما وافق عليه مسبقا، وأنا أستغرب كيف أن النظام لم يستفد من فترة تجربته ولا من التاريخ فالرجل العظيم الذي يريد أن يترك وراءه تاريخا له ولشعبه هو الذي يتخذ قرارات مصيرية حتى ولو على نفسه. القرار بيد الشعب إذن في رأيكم ما هو المخرج؟ - المخرج هو أن يقتنع النظام أن الشعب أصبح غير قابل له لكنه يوافق ثم يتراجع وأتمنى له أن يترك السلطة ولا يزال لديه شيء من الاحترام في نفوس الناس، وأتمنى من الأخوة في الخليج أن يتمسكوا بمبادرتهم نصا وروحا وأنا واثق أن النظام سيوقع في النهاية. * اللواء علي محسن هل انشق عن المؤسسة العسكرية أم انضم للثورة؟ - أنا ومعي قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية من أبناء القوات المسلحة والأمن لم ننشق وإنما أيدنا الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومطالبها، وما يردده الإعلام الرسمي أنه انقلاب أو انشقاق هذا طرح مفلس للأسف وليس لنا من مصلحة في هذا إلا ما يطالب به الشعب فاخترنا دعمنا للثورة السلمية ونحن في الجيش قيادة أنصار ثورة الشباب الشعبية السلمية وعلى رأس هذه القيادة المناصرة للثورة اللواء الركن عبد الله علي عليوة وزير الدفاع السابق، واللواء الركن حسين محمد عرب وزير الداخلية الأسبق واللواء الركن عبد الملك السياني وزير الدفاع الأسبق، واللواء الركن علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع، واللواء الركن محمد علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشرقية، واللواء الركن الظاهري الشدادي رئيس أركان المنطقة الشمالية الغربية وآخرون. ونحن متمسكون بهذه الثورة السلمية ولك أن تضع تحت كلمة السلمية ألف خط ولقد حاولت القوات الحكومية أكثر من مرة استفزازنا لإعطائها مبررا لتفجير الموقف عسكريا ولكننا نقول إننا لم ولن نستخدم أي قوة للمجابهة وسنحافظ على سلميتنا وموقفنا وهذا هو الذي أفقد النظام صوابه. انضمامنا للمعتصمين * كيف ولماذا انضمت الفرقة الأولى للمعتصمين؟ - دعني أوضح لكم نقطة مهمة جدا وهي أنه في الأصل أن ساحة الاعتصام هي بالقرب من الفرقة ونظرا للاعتداءات المتكررة لبعض عناصر الأمن والبلطجية على المعتصمين وجدت احتكاكات قوية بينهم مما استدعى اتخاذ قرار من الدولة أن تقوم الفرقة بحماية المعتصمين؛ لأن الشعب والشباب يثقون في الفرقة وقواتها، وعلى لسان الرئيس نفسه قال لي: هم يثقون بك وبقواتك، تولى أنت حمايتهم وحينما استلمنا حماية المعتصمين اكتشفنا أن القوات الحكومية كونت فرقا للاعتداء على المعتصمين باسم الفرقة واضطررنا إلى مواجهتم دون أضرار وأبعدناهم عن ساحة الاعتصام ولما رأيتهم بدأوا هذه الأعمال تبين لنا أن أعوان النظام أرادوا في الأصل تشويه سمعة الفرقة وتكررت الاعتداءات ومعها تكررت الاستغاثات والنداءات للفرقة بأن أنقذونا من هذا التعدي، وبعد مذبحة الكرامة 18/3/2011م التي ذهب ضحيتها أكثر من 53 شهيدا وأكثر من 738جريحا طلبت أنا في اجتماع للدولة برئاسة الرئيس أن يتم تقديم كافة المعتدين للعدالة عبر تسليمهم للنيابة في كل المحافظات عدنوتعز والحديدة والضالع وصنعاء وأن يتم التحقيق معهم ويحاسبوا، ولكن تم رفض تسليمهم كونهم سيفضحون مخطط الاعتداء؛ وأمام هذا الموقف أعلنت بعدها ومعي غالبية قيادات وضباط وصف وأفراد الجيش والأمن دعمنا وتأييدنا لثورة الشباب السلمية ففسروها أنها انقلاب فقلنا لهم أنتم للأسف لا تفقهون الفرق بين الانقلاب والانضمام والتأييد السلمي. وأعلنت أننا لن نخل بالأمن داخل العاصمة، وبالفعل إذا زرت الساحة تجد أن فيها أمنا لا نظير له وظواهر سلمية يفتخر الإنسان بها، وأي شخص يخل بالأمن في المنطقة التي نحميها نلقي القبض عليه ونسلمه للنيابة العامة، ومطلب التغيير سنة الله في خلقه وسنة الحياة، وأنا شخصيا ولا أمن بذلك على الله لا أقبل الظلم حيال ما يلاقيه المعتصمون ولا يمكن أن يقبله أي إنسان حر، ثم إنني قد حذرت النظام أكثر من مرة بأنه قطع على نفسه عهودا بأن يحافظ على الوطن ووحدته وسيادته وأن يحمي الشعب فكيف تزهق الأرواح وتسفك دماؤهم. أما ما يقال إن ماقمنا به بمثابة انقلاب فهذا ليس صحيحا وها أنتم ترون (مشيرا بيده لصورة الرئيس صالح تعلو خلفية مكتبه) صورة الرئيس في مكانها، وستبقى هنا حتى يتم إنزالها بالطريقة البروتكولية الرسمية وبالتالي فإن الانقلاب تم من قبل النظام على الشعب وهنا تنطبق المقولة (رمتني بدائها وانسلت). نريد حقن الدماء * من المؤكد أن قراركم بتأييد الثورة ودعمها كان صعبا عليكم؟ - أعرف أنا أنه كان صعبا لكنني أعرف أن الشعب من أقصاه إلى أقصاه معنا ويؤيد هذا القرار، وأعوان النظام أكثر ما يخشونه أن هذا القرار سلمي مما أفقدهم صوابهم ولذا فإعلامهم يوميا لا ينفك يكيل لنا الاتهامات. ثم إن أبناء القوات المسلحة والأمن جميعهم يؤيدوننا ويؤيدون موقفنا والوفود العسكرية والشعبية من كل أنحاء الوطن تتوافد علينا صباحا ومساء زرافات ووحدانا.. لكننا حريصون على أن لا تزهق روح أو تراق قطرة دم من أبناء شعبنا. * إذن اللواء علي محسن الأحمر ليس له مطامع سياسية أو شخصية؟ - إطلاقا ليس لي أي مطامع إلا أن أوصل هذه الجموع وهذه المطالب إلى بر الأمان وبسلام وتحقيقها على أرض الواقع وأشعر أنني قد خدمت سنوات طويلة وآن لي أن أستريح. نسعى لخلق التوازن * ماذا لو استخدم النظام القوة؟ - هم يعرفون أنهم لو استخدموا القوة فلن تأتي له بنتائج لصالحهم وانضمامي وتأييدي لمطالب الشباب السلمية خلق توازنا وهم يعرفون أن لدينا قوة الشعب والمجتمع الدولي. وهم دائما يهددون بالحرب. إنهاء الأزمة بسلام * إذن ماهي السيناريوهات المتوقعة؟ - إذا أراد الخروج المشرف نحن نباركه، إذا أراد الضمانات نقدمها ونباركها. ثم إننا في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية نريد أن نخرج البلاد من هذه الأزمة بسلام وبحكمة، والإيمان يمان والحكمة يمانية، كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإذا أراد الخروج بشكل مشرف سيحسب له. لكن إن أراد مخرجا آخر فلله إرادته لكن نحن حتى اللحظة لا زلنا نراهن على الحكمة اليمانية وجهود الأشقاء والأصدقاء، ونراهن قبل كل ذلك على شعبنا اليمني العظيم ووعيه ووطنيته ووطنية وإخلاص أبناء القوات المسلحة والأمن الذين هم من نسيج هذا المجتمع وهم يعرفون مهامهم الحقيقية المتمثلة في حماية أمن واستقرار أبناء الشعب والوطن وأنهم مؤسسة وطنية لحماية الوطن والحفاظ على سيادته وليس لحماية شخص وتحقيق نزعاته ونزواته. مصالح شخصية * على ماذا يراهن الرئيس؟ - حقيقة لم يبق للنظام مصلحة، لكن حوله مجموعة لديها مصالح هي التي تغرر بالنظام والعقلاء من حول النظام والمحبون له وللوطن من المستشارين نصحوه في المبادرات كلها أن يوقع عليها ويخرج اليمن من المحنة وهذه الأزمة، ونحن نشكرهم على مواقفهم هذه ونشكر العقلاء في المؤتمر الشعبي الذين نصحوه بنفس النصيحة، واليمن الآن يواجه مخاطر المنتفعين فقط، إضافة إلى مخاطر اقتصادية جمة نتيجة للسحب من الرصيد الاحتياطي للدولة. وشعبنا اليمني اليوم أضحى يعي كل ما يدور حوله خاصة ما يتعلق بمصيره ومصير وطنه رغم الأمية التعليمية الموجودة أما الأمية السياسية فليس لدينا أمية في هذا الجانب، ورغم ما يحاول شحن البعض به وتعبئته الخاطئة وتسليحهم وصرف المبالغ الطائلة لهم إلا أنهم يستمعون ويستلمون منه ويأتون إلينا مباركين الثورة الشبابية السلمية ومؤيدين وداعمين لموقفنا وللثورة الشبابية الشعبية السلمية. * ماذا عن المعتدين على الشباب في جمعة الكرامة؟ هل صحيح أنهم موجودون لديكم؟ - نحن سلمناهم للنائب العام وبدأ النائب العام في إجراءاته القانونية ولما شعروا أنه قد توصل لنتائج تدينهم أقال الرئيس النائب العام الدكتور عبدالله العلفي وعين مكانه نائبا عاما آخر الدكتور علي الأعوش ظنا منه أن يستطيع أن يطمس الحقائق ويمرر عبره ما يريد، ونحن نعرف الدكتور الأعوش حق المعرفة وهو رجل قانوني محل ثقة الكثير ممن يعرفه ولا يمكن أن يقبل بتلطيخ سمعته عبر الإضرار بأبناء شعبه واعتساف الحقائق وتزويرها. متواصلون مع الشباب * هل لكم اتصال بشباب الثورة؟ - لدينا اتصالات بالشباب وكافة الشرائح الاجتماعية، والشباب متحمس ويطالبون بالرحيل الفوري وهم على حق. خطر القاعدة مبالغ فيه * ماذا عن القاعدة وخطرها في اليمن؟ - في الواقع القاعدة موجودة ولكن ليس بالشكل المبالغ فيه وفيه مزايدة؛ لأن موضوع القاعدة فيه عائد مادي كبير يستفاد منه، وأصبحت بمثابة مزرعة مال. والأشقاء والأصدقاء الأمريكان والأوروبيون أصبحوا الآن يدركون الحقيقية ولكننا في نفس الوقت ضد الإرهاب في اليمن ونتعامل معه بوقوة وحزم. سأعتزل العمل * في حالة تنحي الرئيس هل لديك رغبة بأن تكون البديل؟ - هذه الرؤية ليست موجودة على الإطلاق، بعد خروجه مباشرة إن شاء الله سأعتزل العمل وأتقاعد وأستريح من عناء الخدمة لمدة 55 عاما حتى اللحظة، وليست لي أي مطامع، ثم إنني لا أضمر شرا لأحد حتى للرئيس، ولا أضمر إلا كل الخير لكل الناس، وأنا أعرف أن المستشارين المخلصين له وللوطن يعرفون حقيقة هذا الأمر ويشيرون عليه ليل نهار أن مصلحته ومصلحة الوطن بيده وتكمن في تنحيه وإخراج البلاد من الأزمة. ويهمني هنا أن أنوه مرة أخرى أن على الإخوة الأعزاء في الخليج والأصدقاء الأمريكيين والأوروبيين التمسك بالمبادرة الخليجية دون زيادة أو نقصان خدمة لإخوانهم وأصدقائهم في اليمن وللمنطقة والعالم. علاقات قوية مع الخليج * ماذا عن علاقتكم مع إخوتكم قادة دول الخليج؟ - العلاقة مع الإخوة في الخليج حميمية جدا بل وشخصية على المستوى الرسمي والشخصي وهي متأصلة بالنسبة لنا على الثقة. ويجب أن تؤصل على الثقة والمصالح المشتركة وأن لا تكون مرتبطة بأشخاص بل بالشعوب ومصالحها.