طولون هي مدينة فرنسية تقع في جنوب البلاد، وهي ميناء بحري في الجنوب الشرقي من الساحل الفرنسي ، وتتميز بأرصفة المراسي الممتازة التي يمكنها استقبال السفن الضخمة، وتقع في مدينة طولون ثانية أكبر القواعد البحرية الفرنسية، أما القاعدة البحرية الفرنسية الأولى فتقع في مدينة برست، ومدينة طولون هي العاصمة الإقليمية لهذه المنطقة. ومن أهم المعالم السياحية في هذه المدينة سوق السمك الذي يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، وأهم الصناعات الموجودة فيها صناعة السفن، وإنتاج الكيميائيات والآلات الكهربائية. وفي القرن الثاني قبل الميلاد أنشأ الرومان مستعمرة على الموقع الذي تقع عليه الآن مدينة طولون ، وخلال الحرب العالمية الثانية وتحديدًا في سنة 1942م، دمرت قوات البحرية الفرنسية كثيرا من السفن الفرنسية في ميناء طولون لكي لا تقع في أيدي الألمان. بعد الثورة الفرنسية، أصبحت طولون المركز الإداري لقسم فار. إلا أن زعماء المدينة كان معظمهم ملكيين، وقد رحبوا بوصول الأسطول البريطاني. وفي حصار طولون، طرد البريطانيون بواسطة قوة فرنسية قاد مدفعيتها الكابتن الشاب، نابليون بونابرت. وكعقاب لطولون على تمردها، فقدت البلدة وضعها كعاصمة قسم، وتغير اسمها لفترة قصيرة إلى بورت-لا- مونتان Port-la-Montagne. في 1820 أصبحت طولون قاعدة الغزو الفرنسي لشمال أفريقيا العربي. ففي 1820، غادر أسطول وجيش فرنسي طولون بغرض غزو الجزائر. في 1849أثناء الجمهورية الفرنسية الثانية قصيرة العمر، عين البارون هوسمان محافظاً على فار. وشرع في مشروع ضخم لإعادة بناء المدينة، على غرار ما قام به لاحقاً في باريس والقاهرة. فقد أزال أجزاء كبيرة من التحصينات القديمة وبنى شوارع واسعة وميادين. وتعد دار اوبرا طولون الجديدة، ثاني أكبر دار اوبرا في فرنسا، افتتحت في 1862. وفي 1867، بأمر من نابليون الثالث وصل الجنرال فرانسوا أشي بازين إلى طولون بدون استقبال رسمي بعد أن فر من الحملة العسكرية المكسيكية متخلياً عن ماكسميليان الأول من المكسيك. وقد أحضر معه 300 جندي مصري-سوداني من أصل 13.000 ذهبوا معه قبل عام إلى تلك الحرب الخاسرة.
