البعداني: قرعة غرب اسيا للشباب متوازنة .. واليمن سيلعب للفوز    كارثة وشيكة تضرب ميناء عدن .. وبرلماني بارز يدق ناقوس الخطر    انهيار كارثي.. السعر الجديد للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني    17 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة والأمم المتحدة تصف الوضع بالجحيم    المتعجلون من الحجاج يبدأون رمي الجمرات ويتوجهون لطواف الوداع    توضيح من محور تعز بشأن إصابة ''المجيدي'' في هجوم حوثي    اليمنيون يتخذون من السدود المائية والمسطحات الخضراء أماكن لقضاء إجازة العيد (صور)    ماس كهربائي ينهي حياة طفلين ويحول فرحة العيد إلى مأساة    تكتم حوثي عن إنتشار الكوليرا في صنعاء وسط تحذيرات طبية للمواطنين    حزب الإصلاح يرهن مصير الأسرى اليمنيين بمصير أحد قيادييه    بندقية مقراط لا تطلق النار إلا على الإنتقالي    المودعون في صنعاء يواجهون صعوبات في سحب أموالهم من البنوك    ضربات مدمرة ضد الحوثيين خلال 24 ساعة .. وإعلان عسكري للجيش الأمريكي    ثور هائج يثير الرعب والهلع في شوارع الرياض.. وهذا ما فعله بسيارة أحد المارة (فيديو)    طقوس الحج وشعائره عند اليمنيين القدماء (الحلقة الخامسة)    فرنسا تتغلب على النمسا وسلوفاكيا تفجر مفاجاة بفوزها على بلجيكا في يورو 2024    شخصيات جعارية لا تنسى    بيان صادر عن قيادة أمن محافظة أبين حول قطع الطريق واختطاف الجعدني    طيران بلا أجنحة .. إلى من لا عيد له..! عالم مؤلم "مصحح"    وزارة الخزانة الأميركية تستهدف شبكات شراء وتمويل أسلحة الحوثيين    أب يمني يفقد حياته بسبب رفضه تزويج ابنته من حوثي !    عد أزمته الصحية الأخيرة...شاهد.. أول ظهور للفنان عبدالله الرويشد ب    باحث سياسي يكشف امر صادم عن المبعوث الدولي لليمن    يورو2024 ... فرنسا تحقق الفوز امام النمسا    اقتصاد الحوثيين على حافة الهاوية وشبح ثورة شعبية تلوح في الأفق    الفريق السامعي يؤدي شعائر عيد الاضحى في مسقط راسه    يورو2024 : سلوفاكيا تسقط بلجيكا    نجاة رئيس أركان محور تعز من محاولة استهداف حوثية خلال زيارته التفقدية لأبطال الجيش    الانتصار للقضايا العادلة لم يكن من خيارات المؤتمر الشعبي والمنافقين برئاسة "رشاد العليمي"    الحوثي..طعنة في خاصرة الجوار !!    (تَحَدٍّ صارخ للقائلين بالنسخ في القرآن)    بينها دولتان عربيتان.. 9 دول تحتفل اليوم بأول أيام عيد الأضحى    ضيوف الرحمن يستقرون في "منى" في أول أيام التشريق لرمي الجمرات    مارادونا وبيليه.. أساطير محذوفة من تاريخ كوبا أمريكا    بعد 574 يوما.. رونالدو في مهمة رد الاعتبار ونزع الأسلحة السامة    للعيد وقفة الشوق!!    صحيفة بريطانية: الحسابات الإيرانية أجهضت الوساطة العمانية بشأن البحر الأحمر    حرارة عدن اللافحة.. وحكاية الاهتمام بالمتنفسات و "بستان الكمسري بيننا يشهد".    ظاهرة تتكرر كل عام، نازحو اليمن يغادرون عدن إلى مناطقهم    أفضل وقت لنحر الأضحية والضوابط الشرعية في الذبح    إنجلترا تبدأ يورو 2024 بفوز على صربيا بفضل والدنمارك تتعادل مع سلوفينيا    كيف استقبل اليمنيون عيد الاضحى هذا العام..؟    فتح طريق مفرق شرعب ضرورة ملحة    تن هاغ يسخر من توخيل    حاشد الذي يعيش مثل عامة الشعب    الحوثيون يمنعون توزيع الأضاحي مباشرة على الفقراء والمساكين    خطباء مصليات العيد في العاصمة عدن يدعون لمساندة حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال    رئيس تنفيذي الإصلاح بالمهرة يدعو للمزيد من التلاحم ومعالجة تردي الخدمات    فرحة العيد مسروقة من الجنوبيين    نازح يمني ومعه امرأتان يسرقون سيارة مواطن.. ودفاع شبوة لهم بالمرصاد    "هلت بشائر" صدق الكلمة وروعة اللحن.. معلومة عن الشاعر والمؤدي    يوم عرفة:    - ناقد يمني ينتقد ما يكتبه اليوتوبي جوحطاب عن اليمن ويسرد العيوب منها الهوس    - 9مسالخ لذبح الاضاحي خوفا من الغش فلماذا لايجبر الجزارين للذبح فيها بعد 14عاماتوقف    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاسدون بأجندات مختلفة يركبون موجة (ثورة الشباب)
نشر في 14 أكتوبر يوم 23 - 05 - 2011

من سخريات هذا الزمن ومن مضحكاته المبكيات أن نجد مجموعة ممن توغلوا في أوحال الفساد وسقطوا في مستنقعات الفتنة والكذب وتزييف الحقائق، اعتادوا على التسلق على أكتاف الآخرين وتهميشهم ليجعلوا من أنفسهم أبطالاً ورجال تغيير وقادة لثورة الشباب، متناسين ماضيهم الأسود المليء بالجرائم ودماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني.
فبعد أن أخذ هؤلاء على مدى سنوات مضت ينفذون أجنداتهم الخاصة ومارسوا أبشع صور الفساد والإفساد وجندوا أنفسهم وكل ما لديهم من إمكانيات للعمل ضد الوطن والمتاجرة بقضاياه وإثارة الفوضى وافتعال الأزمات والعبث بالأمن والاستقرار وتعكير صفو السلم الاجتماعي وإعاقة مسيرة التنمية والبناء وحركة النشاط الاستثماري والإضرار بالاقتصاد الوطني والأوضاع المعيشية للمواطنين.. وبعد أن شعروا أخيراً بأن التغيير قادم وأن الفساد حتماً سيتم اجتثاثه قرروا الهروب إلى الأمام وجاؤوا ليقدموا أنفسهم للرأي العام عبر شاشات بعض القنوات الفضائية كزعماء وثوريين وصناع تغيير وبأنهم (أباطرة) هذا الزمان.
وركبوا موجة ثورة الشباب الذين تجمعوا إلى ميادين الاعتصام وهم أنقياء من شوائب الساسة وتعقيدات التناقضات الأيديولوجية، للمطالبة بالتغيير والقضاء على الفساد والعمل على بناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على الحرية والمساواة، وتحقيق آمال وطموحات الشريحة الكبرى من أبناء الشعب اليمني، وهم الشباب، مع أن أولئك الفاسدين الذين لطالما اعتادوا على العيش في بروج عاجية، لا يعرفون لساحات الاعتصامات طريقا إلا لإلقاء الخطب التحريضية والظهور أمام شاشات التلفزيون ثم يغادرونها عائدين إلى قصورهم وأملاكهم الواسعة ودواوينهم لمتابعة ما سيحدث من أولئك الشباب المغرر بهم.
لكن من أدمنوا أفيون الفساد واختلط بدمائهم وتحول لديهم إلى ثقافة وسلوك، سطوا على أحلام الشباب الجميلة وصادروا ثورتهم الوردية السلمية لتحقيق أجنداتهم الخاصة المختلفة والمتباينة حد التكفير وإنكار حق الآخر في الوجود وإثارة نزعات الفرقة والاقتتال، التي ما تزال بعض جراحها طرية إلى اليوم في جسد الوطن وآلامها ومواجعها تطل كل صباح ومساء من ذاكرة المواطن مشيرة بأصابع الاتهام إلى أولئك، معددة ما ارتكبوه من جرائم، بعد أن خيل لهم أن التدثر بلباس التغيير واستعارة وجوه (الوطنية) المؤقتة ورفع شعاراتهم السابقة بالمقلوب وادعاء الطهارة سيخفي الجرائم التي ارتكبوها وما يزالون يقترفونها يوميا ضد الوطن والمواطنين، وصورت لهم عقولهم بأن الشعب اليمني فقد الذاكرة أو أنه لم يعد قادرا على التمييز وعلى محاسبة هذا ومعاقبة ذاك والاقتصاص ممن يسعون إلى تحويل فضاء الحرية والتعددية السياسية والديمقراطية في اليمن إلى ساحة لسفك دماء الأبرياء وجعل الخوف والإرهاب بديلا للأمن والسلام والطمأنينة.
ويقينا فان ذاكرة الشعب اليمني حية يقظة ومتنبهة لكل ما عاناه خلال الفترة الماضية بسبب أولئك الفاسدين المتاجرين بقضايا الوطن ودماء أبنائه وسيطالب بالاقتصاص من كل الذين تتسببوا في قتل النفس المحرمة وقطع الطرقات وزيادة معاناة المواطن العادي وانتهاج أساليب غير مشروعة في سبيل تحقيق أجنداتهم البعيدة عن مطالب الشباب بل وتتصادم كلية مع مصلحة الشعب اليمني الذي سيقضي عاجلا أو آجلا على تلك الثلة الفاسدة ومراكز القوى الفاسدة التي أعلنت التحاقها بالشباب في محاولة للتطهر من أدران الفساد والعبث والإفساد الذي مارسوه طيلة حياتهم.
الزنداني .. والخلافة الإسلامية
عبدالمجيد الزنداني
فالشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي سطع نجمه كجهادي تتلمذ على يد زعيم تنظيم القاعدة القتيل أسامة بن لادن وقادا معا مجاميع ما كان يعرف ب"الجهاديين" في جبال أفغانستان لمواجهة المد الشيوعي، لم يخف أجندته خلال خطبته العصماء التي ألقاها أمام الشباب في ساحة جامعة صنعاء مبشرا بإقامة الخلافة الإسلامية التي ينادي بها تنظيم القاعدة ، وهو المشروع الذي يتناقض كليا مع مطالب الشباب وتطلعاته لما تحمله الأجندة من أفكار متحجرة تحلم بتطبيق نموذج حكم طالبان، وما جامعة الإيمان التي أنشأها الزنداني لتفريخ المتطرفين ورفد صفوف تنظيم القاعدة إلا جزء من المشروع الواسع لإقامة تلك الخلافة .
كما أن الزنداني وحسب الوقائع التاريخية يعتبر واحدا من رموز التكفير ولم يسلم من فتاواه رفيقه الحالي "ياسين سعيد نعمان" وغيره من قيادات الحزب الاشتراكي الذين ينظرون إلى الزنداني على أنه ممن وجهوا وجندوا كثيرا من الجهاديين للقضاء على الحزب الاشتراكي وإباحة أعراض وممتلكات كل أبناء الوطن في الجنوب وذلك في حرب 94 وليس الانتصار للوحدة.
اليدومي
محمد اليدومي
في حين أن محمد اليدومي وان اختلف عقائديا بعض الشيء عن الشيخ الزنداني إلا أن طبيعة عمله السابق كضابط أمن ومخبر لملاحقة السياسيين وزجهم في السجون وممارسة أبشع أنواع التعذيب ضدهم وهم في زنازين المعتقلات السرية التي كان يشرف عليها في ما كان يسمى بالأمن الوطني، إضافة إلى الفترة التي قضاها في صفوف الإخوان المسلمين فان ذلك قد ولد لديه نزعة الحقد والانتقام من كل من يخالفه الرأي.. وأيضا التسلط بمواصفات خاصة من جهة، والتعصب العقائدي الذي تشربه من فكر جماعة الإخوان المسلمين من جهة ثانية قد زرع فيه طموح إقامة دولة بوليسية تقوم على توسيع مساحة المعتقلات والتضييق على السياسيين والقضاء على أي تيار ديني أو سياسي يخالف توجهه أو ينازعه السلطة التي يحلم بها ومعه فصيل بات معروفا داخل حزب الإصلاح .
كما أن اليدومي يشاطر الزنداني في حلم إقامة الخلافة الإسلامية وإن ظهر أحيانا بمظهر المطالب بالمشاركة لكل القوى السياسية زورا وبهتانا.
علي محسن .. وطنطاوي اليمن
علي محسن
أما علي محسن صالح، ففي أول يوم أعلن فيه عبر قناة (الجزيرة) انحيازه إلى جانب أحزاب اللقاء المشترك وشباب الثورة المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء وتعهده بحماية (الثورة)، كان الرجل قد هيأ نفسه لزعامة قادمة واضعا في حسبانه تصورا هو أن الدرس التونسي والمصري بحلقاته المتسارعة وسيناريوهاته غير المتوقعة سيتكرر في اليمن فأراد استباق كل ذلك معلنا عن نفسه " ثوريا" قدم من الجيش وليس من أي مكان آخر، فكان لقدومه وقع الصدمة والهزة التي كان يعتقد أنها ستفقد النظام توازنه وتؤدي إلى انهياره بين عشية وضحاها، فإذا ما نجحت ثورة ضمن لنفسه مكانا وصار واحدا من أصحاب حق مساءلة الآخرين وتحميلهم ذنوب نظام (سابق)، وإن فشلت فقد حمى نفسه من أي مساءلة عما يحاسب به النظام الذي كان واحدا من أهم أركانه ويكون بذلك وضع نفسه في موقع يقول للآخرين إن انشقاقه عن النظام يمثل إدانة للنظام الذي انشق عنه، هذا من جهة، وأنه قد برأ ساحته ووقف إلى جانب الشعب، مع أن الشعب لا يمكن بأي حال اختزاله في ساحات الاعتصامات بل ولا حتى في أنصار المؤتمر الشعبي العام أو أحزاب اللقاء المشترك باعتبار أن هناك شريحة كبيرة صامتة لم تعبر عن رأيها بعد وهذا من جهة ثانية، وإن لم يتحقق ذلك فيكفيه أنه قد رسم لنفسه شخصية مغايرة وسعى للعب دور حلم به كثيرا ووضع الدور الذي قام به طنطاوي مصر أمام عينيه وفي مقدمة أحلامه، فما لم يتحقق له وهو قائد عسكري تحت إمرة الرئيس علي عبدالله صالح فمن يدري فقد يتحقق له الآن وهو في ساحة المواجهة معه على حساب دماء المعتصمين بالدفع بهم إلى مواجهة قوات الأمن والمواطنين وضرب الفرقة بالحرس أو الأمن المركزي، وخلق حالة من الاضطرابات في البلاد.
علي محسن لم يتعلم خلال 32 سنة مضت من الصراع المرير الذي خاضه الرئيس صالح مع أعداء الوطن والمرونة التي أبداها في التعاطي مع كثير من القضايا دون استخدام الرشاش أوالمدفع، والشدة التي لجأ إليها في التعامل مع بعض القضايا قد اضطر إليها اضطرارا ولا تتعلق بشخص الرئيس أو الخصومة معه بل تتصل مباشرة بمصير وطن ومستقبل شعب كحرب 94م وحروب صعدة التي كان علي محسن عرابها ومشعلها والمصمم على المضي فيها حتى آخر جندي من الجيش اليمني، وأن بعض أولئك الخصوم ينتظرون فرصة اقتلاع دولة الوحدة برمتها أو إقامة ذلك الكانتون المذهبي فيما تحت أيديهم من الأراضي في شمال الشمال ( صعدة وما جاورها) وليس تنحي الرئيس صالح فقط عن الحكم أو سقوط النظام، فعلى سبيل المثال حرب 94م ما تزال ماثلة للعيان وعلي محسن كان قائد جبهة العند والحزب الاشتراكي مهما بارك انضمامه إلى ( ثورة الشباب) فإنه سيظل في نظر كثير من قادة الاشتراكي وخاصة الجناح الانفصالي واحدا من المتسببين في هزيمة الحزب في تلك الحرب واجتثاث دولته في الجنوب، وهناك الحوثيون الذين مهما طالت فترة اقترابهم من خيمة علي محسن أو اجتمعوا معا على مائدة طعام واحدة، فان دم أبناء مران وحيدان وسفيان سيجعل أسر القتلى تطل برأسها كل يوم للثأر من الجانبين طال الزمن أم قصر.
إضافة إلى ذلك فإن علي محسن الغارق حتى أذنيه في الفساد من خلال الأراضي الشاسعة التي استولى عليها أو المبالغ التي جمعها على ذمة حرب 94م وحروب صعدة، واستلام مرتبات مئات الجنود الوهميين شهريا ونهب أغلب مواد التموين المخصصة للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع ومصادرة أراضي عدد كبير من المواطنين وصرفها لعناصر (الإخوان المسلمين) قد وجد في (ثورة الشباب) مكانا ملائما لادعاء الطهر والنزاهة وحاول أن يحاكي شخصية طنطاوي مصر ليكون هو طنطاوي اليمن، فتباكى كثيرا على الوطن والشعب الذي لم يمر سوى أيام من إعلانه انضمامه أو بالأصح عودته إلى مكانه الطبيعي في صفوف (الإخوان المسلمين) حتى أكد لليمنيين مقدار خوفه عليهم وحرصه على مستقبلهم بسقوط أولى الضحايا من أبناء منطقته (سنحان) وبلاد والروس وبني بهلول من أعضاء وفد الوساطة على يديه في الحادثة الشهيرة أمام بوابة الفرقة الأولى مدرع، تلتها حوادث أخرى تنقل فيها علي محسن بين سفك دماء مواطنين من خارف أو ريمة وغيرها إلى جنود الأمن المركزي، وقد لايتوقف الأمر عن ذلك الحد.
علي محسن صالح في كل مقابلاته الصحفية وتصريحاته طالب بحكم مدني بعد أن قفز على أول بيان أدلى به وأنكر فيه صلاحية الديمقراطية في بلداننا العربية واستحالة وجودها مبشرا بانقلاب قادم على الديمقراطية والشرعية الدستورية، ليطرح في مزاد الاعتصامات والاحتجاجات بإطلالته على الناس شخصية (القائد) العسكري المنقذ الذي يعول كثيرا في ذلك على تدخلات خارجية وإفرازات وضع داخلي محتدم، لكنه في المقابل وجد شخصيتين تتنازعانه: الأولى عسكرية فمن الصعب عليه خلع جلده الذي تربى ونشأ معه ولقب القائد الذي لازمه منذ عقد الثمانينيات، والثانية مدنية سيكون من الأصعب عليه التكيف معها بشكل دائم وهي التي غالبا ما كانت تلازمه في المناسبات الاجتماعية والأعياد الدينية وإجازات حروب صعدة، فتصارعت شخصيتاه داخله، واصطدمت بقادة أحزاب اللقاء المشترك" في الوقت ذاته بعد أن كان يعتقد أن ساحة الاعتصام ستكون فرصته لتقديم نفسه للشعب اليمني بشكل جديد و( بكاريزما ) أخرى تلقى قبولا لدى الغالبية حتى من الخصوم.
كما أن قادة أحزاب المشترك وفي المقدمة (الإخوان المسلمين) لم يقبلوا أن يحولهم الجنرال علي محسن إلى جنود في معسكر الفرقة يأتمرون بأمره فسارعوا هم إلى تحويله إلى جندي حراسة لا أقل ولا أكثر ورسموا له دورا محددا لايتجاوزه إلى غيره من الأدوار المتقدمة في اتخاذ القرار حتى وإن كان قد أسرف في بداية الأمر في إطلاق التصريحات الصحفية لإعطاء صورة بأنه ربان سفينة " الثورة " والقائد الأول لمعسكر المشترك، لكن هذه الصورة سرعان ما تلاشت وظهر للجميع العكس بأنه قد خسر نفسه ومكانته العسكرية، وسيخسر أكثر مع المشترك وبوادر رفض وجوده في ساحة الاعتصام بصنعاء من قبل (شباب الثورة) حتى لو كان الواقع الجغرافي يحتم قربه منه قد بدأت مؤشراتها تظهر فعليا ولن يسمح له بتحقيق أدنى ما يطمح إليه والأيام ستثبت ذلك.
حميد الأحمر وجنون عظمة المال
حميد الأحمر
رجل الأعمال حميد الأحمر هو الآخر وجد في ثورة الشباب ضالته لتحقيق طموحاته، فهو سليل أسرة توارثت المشيخة على قبيلة حاشد التي تحكمها مثل غيرها من القبائل تقاليد وأعراف تمثل ثقافة متأصلة لدى غالبية اليمنيين، غير أن حميد شذ عن هذه القاعدة وتجاوز تلك الأعراف والتقاليد ولم يكتسب سوى النزعة التسلطية وحب التملك واستعباد الآخرين والتضحية بهم في سبيل تحقيق مايريد، وهو ما طبقه أولا في عالم التجارة والاستثمار حيث مارس كل أساليب السطو والنهب وجمع ثروته بقوة القبيلة وأساليب الاحتيال، مستغلا مكانة واسم والده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمه الله- وطموحه السياسي الآن يمثل امتدادا لثقافة النشأة التي نشأ عليها، فقد نظر إلى ساحات الاعتصامات وما يقوم به الشباب كمشروع تجاري استثماري مربح فان نجح سلميا كان بها، وان لم ينجح بهذه الطريقة فان البدائل لديه كانت موجودة من شراء الولاءات والتحريض على قطع الطرقات ومهاجمة المعسكرات والمصالح الحكومية ومخادعة شباب الثورة والتغرير بهم للاندفاع بهم نحو المحرقة في مواجهة رجال الأمن أو مع المواطنين، ليصل في نهاية الأمر إلى السلطة التي ظلت حلما يراوده ويصطنع لذلك المبررات والمشاريع التي تنبع من عقلية متحجرة بعيده كل البعد عن مفاهيم الدولة المدنية التي لن يقبل حميد الأحمر بها كواحد من مطالب الشباب لأنه لم يتعود يوما الخضوع للنظام والقوانين مثله مثل بقية المواطنين، فهو اعتاد أن يكون فوق القانون لا تحته وهو الناهي والآمر والسجان للمخالفين له من أبناء قبيلته، كما أنه وفي أكثر من مقابلة لاينكر بأن ملجأه في نهاية الأمر سيكون قبيلته حاشد، أي أن القبيلة لديه قبل الوطن، وحاشد رديف إن لم تكن أكبر من الشعب بنظره.
وتدل الوقائع أن حميد الأحمر بوجوده في اللجنة التحضيرية كأمين عام مارس كل أنواع التسلط على كل أعضائها وتعامل معهم (كشيخ يحكم رعيته) وهو ما قوبل بالرفض من قبل العديد من السياسيين والناشطين الذين أعلنوا استقالاتهم من لجنته.
توكل كرمان وحلم (السيدة الأولى)
توكل كرمان
أما توكل كرمان فان جانبا سوداويا من حياتها وبعض الأحداث التي مرت بها ومن ذلك إفلاس زوجها (محمد إسماعيل) الذي كان يتربع على رأس شركة المنقذ والمتهمة بالنصب والاحتيال والاستيلاء على أموال عدد كبير من اليمينين وانهيار تلك الشركة التي ذاع صيتها في طول اليمن وعرضها، كان له الأثر في شخصية توكل التي ظهرت فجأة على الساحة الصحفية والسياسية لتعويض حلمها المهدور في أن تكون سيدة مجتمع مرموقة من خلال تلك الشركة، فراحت تبحث لها عن دور مستغلة مساحة الحرية والديمقراطية والتشجيع الذي حظيت به المرأة اليمنية، وأنشأت وعبر دكانها المعروف بمنظمة (بلا قيود) شبكة من العلاقات مع المنظمات الخارجية المعروفة والمشبوهة وحصلت على الدعم المالي والجوائز غير معروفة الأسباب لنيلها، وهو ما جعلها تجد ضالتها في محاولة لإثبات وجودها وتعويض ما فقدته من خلال أولئك الشباب المعتصمين وبرزت عبرشاشة قناة الجزيرة كصوت ناقم على الدولة وعلى المجتمع، وصارت تعتقد أنه كلما راح من أولئك الشباب ضحايا أو كلما (زاد شهيد ) بحسب مفهومها اتسعت مساحة وجودها وتأثيرها وصورت لنفسها بأنها القائدة الفعلية لثورة الشباب والمسيرة والموجهة والمخططة لمسار الثورة وصاحبة قرار إسقاط النظام، وهي اليوم تترجم ذلك الطموح من خلال دعواتها التحريضية للزحف والسيطرة على المؤسسات الحكومية وتقديم الشباب المتحمس قرابين لطموحاتها وأجندتها المدفوع ثمنها، رغم معارضة الكثير من الناشطين والحقوقيين والشباب الذين يرون في تلك الدعوات محرقة ودفع للشباب إلى التهلكة، إلا أن توكل التي تملكها شعور الرغبة الجامحة في السلطة والوفاء لتلك الجهات الدافعة للأموال لها جعلها تصم آذانها عن كل الدعوات التي تطالبها بالتعقل والحفاظ على أرواح الشباب، لتثبت للآخرين بأنها "استثناء " بين النساء اليمنيات بل واستثناء داخل حزبها الذي خالفت أنظمته ومنهجه في كثير من المواقف، طمعا في لقب (المرأة الحديدية) أو السيدة الأولى على حساب أرواح وأشلاء أجساد الشباب، واستغلال مطالبهم وتجيير ثورتهم لصالحها وجني المزيد من الأموال التي تتلقاها من أكثر من جهة خارجية مشبوهة.
ويقال فيما يقال إن الإصلاحية توكل كرمان التي نجحت في تقديم نفسها للسفارات والمنظمات الدولية بملابس متحررة وأفكار ليبرالية لا تتفق مع الثقافة الأصولية المتزمتة للإخوان المسلمين تشبه بائعة السمن (سعود القمعرية) التي استطاعت بما كانت تظهره من حركة نشطة ومتحررة ومن كرم مبالغ فيه في توزيع السمن هدايا مجانية للمشايخ والرعية على نحو جعل الرعية يشهدون لها وجعل المشايخ يحكون لها بما حققته من الثراء والملكية الإقطاعية إلى درجة جعلت من سياسيتها مقولة يكررها الناس في ميادين العمل وحقول الزراعة بقولهم:
(يا سعود يا قمعرية زلجتي سمنك هدية، للمشايخ والرعية،الرعية يشهدوا لك والمشايخ يحكموا لك) ضناً منهم أنها تبحث عن الشهرة دون ادارك لما تبحث عنه من مكانة اجتماعية جعلتها تمسك بقدر لايستهان به من السلطة والثروة ، وها هي توكل كرمان التي استفادت من الحركة التنظيمية والسياسية الإعلامية النشطة للإخوان المسلمين وأحزاب اللقاء المشترك وما من شك أنها بدأت تشعر بالأهمية في قدرتها على توجيه الشباب والدفع بهم إلى مواقع الانتحار، بدأت تفكر في الاستقالة من مجلس شورى الإصلاح بعد أن استقالت من لجنة حميد الأحمر وتسعى جاهدة لتكوين حزب إسلامي جديد من الشباب تكون على رأسه والسعي لتحقيق حلم بأن تكون رئيسة المستقبل.
(المتذرب) أحمد سيف حاشد
أحمد سيف حاشد
أحمد سيف حاشد عرف منذ انتخابه عضوا في مجلس النواب بأنه شخصية (متذربة) بالمعنى الشعبي اليمني، أي الباحث عن المشاكل على نفسه، فهو يبحث عن أية مشكلة أو حدث لتتداعى إليه وسائل الإعلام، فمرة يثير مشكلة داخل مجلس النواب وأخرى خارجه وإن لم يجد فمع جيرانه أومع نفسه، وهو من الذين يرفضون البقاء خلف الأضواء بل يبحث دائما عن وهج إعلامي لافت ليقال أحمد سيف جاء وأحمد سيف ذهب، فأنشأ ما عرف بمنظمة التغيير ككيان سياسي مناطقي لم يجد له أنصار باستثناء ما يقرأ عنه على شبكة الانترنت أو على الصحف من بيانات، وهو من أصحاب النفسيات التي تريد أن يتعامل معها الآخرون كحزب قائم بذاته وليس كشخصية تنتمي لحزب، فيكون له مشاريعه السياسية ورؤاه الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب دماء الشباب وأرواحهم وإسقاط الوطن وليس النظام فقط.
فقد وجد من (ثورة الشباب) فرصته التي لا تعوض ليكون حاضرا محرضا وبطلا، موهما غيره بأنه واحد من قادة الثورة وصناعها ومن أصحاب فكرة إشعال جذوتها، غير أنه في ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء اصطدم بقيادات أخرى مؤثرة في مقدمتها قيادات الإصلاح الشبابية فوجد نفسه ومشروعه يتبخر أمامه فما كان منه إلا أن يبحث عن نفسه في مشروع مضاد لا يختلف دموية وعنفا عن كل مشاريعه السابقة.
حسن زيد.. وفتوى الهجوم والاقتحام
حسن زيد المفرح والذي يتزعم حزب الحق (المنحل) وصاحب الدعوة والفتوى السياسية "الشهيرة" التي أطلقها عبر حوار تلفزيوني، داعيا الشباب إلى مهاجمة واقتحام الوزارات والمؤسسات الحكومية كخطوة من خطوات إسقاط النظام، يعد واحدا من رموز الإمامة وينظر إليه كأحد أبرز المتحمسين لإعادة النظام الملكي إلى اليمن، ومن المجاهرين بمعارضته الشديدة للنظام الجمهوري، وعرف حسن زيد كمناصر متعصب للحوثية ومشاريعها الدموية المدعومة إيرانيا، وعندما لعب دور الوسيط بين الحكومة والحوثيين خلال الحروب الستة كثيرا ما تسبب في إشعال نار تلك الحروب وزاد من تأليب الحوثيين وأطراف أخرى داخليا وخارجيا على الدولة.
ويعد واحدا من الحالمين بدولة امامية مفصلة على مقاس أفكاره وطموحاته تقوم على ولاية الفقيه ويكون كل أقطابها من " الهاشميين" دون أن يكون لغيرهم من اليمنيين حق المشاركة فيها، وقد قدم نفسه إلى ساحة التغيير كزعيم سياسي له مشروعه الطائفي الخاص، غير معترف بشباب الثورة، ساخرا منهم إلى حد عدم الاعتراف بهم، مطلقا التصنيفات العجيبة في رؤيته للشباب المعتصمين على أساس ارتداء البنطلون من عدمه بل واتهمهم بالإرهاب، وعندما زار الشباب المعتصمين وربما كان ذلك مرة أو مرتين فانه فعل ذلك من باب إبلاغهم بأن لهم مهمة واحدة ينفذونها وهي إسقاط النظام وليس لهم الحق في أي شيء بعد ذلك قائلا لهم "وجودكم بالساحة هدفه واحد وهو إسقاط النظام ورحيل علي عبد الله صالح فلم توجدوا لكي تخطبوا ولم توجدوا لكي تفاوضوا ولم توجدوا لكي تحلموا بأن تكونوا وزراء ولا تشكلوا حكومة إذا لم تكونوا مدركين لخطر استمرار وجود علي عبد الله صالح فاعبثوا بوقتكم في الجدل البيزنطي الذي تريدون ".
المتلون محمد «عبدالملك»!
محمد عبدالملك المتوكل
والى حد ما يتوافق معه في ذلك محمد عبدالملك المتوكل الذي كان وزيرا لإعلام النظام الملكي البائد قبل قيام ثورة 26 سبتمبر، فرغم مرور أكثر من أربعة عقود على هذه الثورة إلا أن الرجل بقي حاملا فكر ذلك النظام البائد ومتحمسا لعودته، وكان واحدا من مؤججي أزمة حرب 94م والأزمة الحالية.
واليوم وإن كان المتوكل الذي غالبا ما يقدم نفسه للإعلام الخارجي كمنظر وأحد قادة أحزاب اللقاء المشترك ليضع الاشتراطات ومحددات إسقاط النظام، إلا انه في حقيقته يقف على عتبة بوابة من الأهداف والطموحات تقود إلى طريق مضاد لطريق (شباب الثورة) والى دولة غير تلك التي يحلمون بها في ظل نظام ديمقراطي تعددي، فمشروعه يمثل امتدادا لمشروع حسن زيد في إقامة دولة ملكية ستلغي بالمعنى العام النظام الجمهوري والتعددية السياسية والحزبية وستعيد اليمن إلى ما قبل 45 سنة.
فهو يفضل أن يكون عبداً لملك يستعبد اليمنيين، لا أن يكون حرا يعيش هو وغيره في ظل نظام جمهوري، وكم راودته أحلام اليقظة بعودة النظام الإمامي وما أكثر ما سعى وتآمر في حرب مفتوحة كان أحد قادتها منذ أول يوم لقيام الثورة اليمنية لوأدها وإعادة بعث تلك الوجوه التي لم يلق منها الشعب اليمني سوى الطغيان والظلم والقهر والجهل والفقر والمرض.
صادق الأحمر.. شيخ بلا مشيخة
صادق الأحمر
والى ما قبل الأزمة الحالية فقد ظل اسم صادق الأحمر نكرة بعد وفاة والده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله، وينظر إليه على أنه شخصية ضعيفة وضعته الأقدار كزعيم لقبيلة حاشد في مكان أكبر منه ومن قدراته ومستوى معرفته وإدارته لشؤون قبيلة كبيرة كحاشد، فبانضمامه لركوب موجة (ثورة الشباب) يحاول أن يعطي لنفسه هالة ومكانة تبقيه على رأس قبلية حاشد وفي الوقت ذاته تضمن (محشدة) النظام القادم وتضمن لأبناء الأحمر وضعا خاصا بهم والحصول على ما يطمحون إليه.
ومع أنه في الآونة الأخيرة حاول توصيل رسالة بأنه وإخوته ليس لهم أي طموح في أي حكومة أو نظام حكم قادم، إلا أن ذلك من باب ذر الرماد في العيون، فطموح أبناء الأحمر في السلطة لاحدود له ولاينتهي عند ما يقوله صادق الذي يبدو أنه أصبح مسيرا أكثر من اللازم بعد أخوته حميد وحمير وحسين، وأن الأمر تجاوز ضعف شخصيته إلى قرار الأسرة بعمل كل ما يضمن لهم البقاء على رأس حاشد والحصول على نصيب الأسد من الجاه والثروة والسلطة.
حسين.. بين طرابلس والرياض
حسين الأحمر
وتتفرع شبكة أبناء الأحمر، ليبرز منها فرع (حسين) الذي كون ثروة كبيرة من زيارات مكوكية إلى أكثر من بلد عربي واستلم من خزائن أنظمتها مبالغ كبيرة، ثم وجد أن مجلس التضامن الوطني الذي أنشأه أصبح في حكم الآيل إلى السقوط بعد توالي الاستقالات منه، لقيامه على شراء الذمم والولاءات، فرأى أن في (ثورة الشباب) مقصده للعب دور سياسي وقبلي حفاظا على بقاء أسرته متزعمة لحاشد أولا ولضمان وجود قضية يسترزق منها من الخارج وليكون له صفة قيادية في (ثورة الشباب)، غير أن حسين ومجلسه التضامني تلقى أول صفعة من قادة أحزاب اللقاء المشترك خلال زيارتهم إلى الرياض واجتماعهم بوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي لبحث المبادرة الخليجية، فقد تجاهلوه تماما ولم توجه له أي دعوة لحضور ذلك الاجتماع ولم يدع أحد من مجلسه لتمثيله، وهو ما اعتبره إهانة مقصودة له من قادة المشترك لم يكن يتوقعها، كما أن هذا الموقف أوصل له رسالة بأن اللعب على حبل التسول مرة على باب القذافي في طرابلس وأخرى على باب آل سعود في الرياض أو جدة، لا يمكن الوثوق به وأن مكانه الطبيعي لايجب أن يتعدى منزله في عمران أو الحصبة في صنعاء.
شعلان .. ماض باهت
وبخصوص محمد سالم باسندوة يرى هو الآخر أن من حقه تولي مناصب قيادية ويقدم نفسه كمناضل له ماضيه النضالي الذي يمنحه حق تولي المناصب القيادية، في الوقت الذي يتناسى فيه أن ماضيه باهت ولا يوجد فيه أي شيء يمكن أن يعطيه صفة المناضل، التي هي بريئة منه كل البراءة، فالشخص معروف انه من أصول صومالية واسمه الحقيقي " محمد سالم شعلان " وفر إلى شمال الوطن بعد أن أشعل حربا بين جبهة التحرير والجبهة القومية، وهو يأمل حاليا أن تحق له " ثورة الشباب " حلم الوصول إلى السلطة .
وثم ماذا يمكن أن نتوقع من رجل لا ماضي له ولا حاضر ولا مستقبل ؟، بعد أن تجاوز في سنه الحدود القانونية للتقاعد واخذ النسيان يفرض على أبواب قصره خيوط العنكبوت وكان يستخدم رقما في عملية الصراع وفي فترة الحروب الأهلية بين شمال الوطن وجنوبه، رغم ما يدور من الشكوك حول رصيده النضالي وعمالته الخارجية سواء في فترة الاستعمار البريطاني أو في مرحلة النظام الشيوعي باعتباره أحد المولدين الذين استخدمهم الاستعمار البريطاني لتحقيق ما لديه من الأهداف والسياسات الاستعمارية والذين يعشقون الشعوب في أوقات السلم ويتخلون عنها في أوقات الحرب لان ضعف ما لديهم من ولاءات يجعلهم عبارة عن أدوات رخيصة بيد السادة الجبابرة من المستعمرين والحكام فوجد به حميد الأحمر وأسرته ومن تبقى من القيادات الحزبية والسياسية للإخوان المسلمين والشيوعيين ضالتهم المنشودة في تنفيذ ما لديهم من مخططات انتقامية حاقدة بحثا عن الموقع الأول في الحكومة أو حتى في الدولة .
الآنسي .. سياسة الصفقات
عبدالوهاب الآنسي
عبدالوهاب الآنسي الذي تم تصعيده إلى منصب الأمين العام لحزب الإصلاح في إطار عملية تبادل المواقع التي جرت بالتزكية في صفوف الحزب في مؤتمره الرابع في إطار صفقة تعود عليها حزب الإصلاح في ممارسته السياسية، يسعى هو الآخر من خلال ثورة الشباب إلى الظفر بالسلطة عن طريق صفقة سياسية تمكنه من احتلال منصب كبير في أي نظام قادم، ويحاول ضمان موقع له أمام جيل جديد داخل الحزب وجد نفسه محروماً من أخذ فرصة أو حتى مجرد التطلع للإسهام في ذات يوم في صناعة القرار.
ومعروف عن هذا الرجل انه يعاني من جوع السلطة بعد تعود، كما يعاني الفقير بعد غنى فقد اعتاد على وظيفة كبيرة بحجم نائب رئيس وزراء بعد حرمان طويل ويعاني في الوقت نفسه من مرض القلب الذي يجعل سباقه مع الموت لا يساعده على الانتظار للتداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابية ويعتقد بان موقعه القيادي الحزبي محاط بالكثير من المنافسين له الذين يهددونه بعدم العودة إلى هذا الموقع الواعد في الحكومة فنجده لذلك يستخدم سياسته المكوكية في حوار عديم البداية المسئولة وعديم النهاية المفيدة لأنه لا يثق بقدرة حزبه على التداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابية مهما كانت حرة نزيهة.
فنجده لذلك يخطط جاهداً للانقلاب على السلطة والاستيلاء عليها بعصا موسى أو بعصا فرعون مهما ألحقه بالوطن والشعب من عواقب كارثية وخيمة لاسيما وهو يشعر بأنه قد امتلك ثروة مالية كبيرة من خلال الأسلوب الذي يدير به العملية الحوارية مع السلطة وما كان ينتج عنها من صفقات ومكاسب المادية الكبيرة بغض النظر عن أساليبها ووسائلها الانتهازية التي تسخر الدين لخدمة السياسة لأنه يتصرف لتحقيق ما لديه من أمنيات ورغبات بعقلية المسافرين والراحلين من المواقع القيادية، انه يخوض معركة أضواء طويلة وشاقة ومضنية لم يعد يراعي فيها المشروعية وما يترتب على عدم المشروعية من صراعات وحروب دامية ومدمرة لأنه واقع في تفكيره تحت ضغط ما لديه من الطموحات والأطماع في سباق رهيب على المكاسب والمواقع الأمامية في الدولة يجعله ابرز المنافسين لحميد الأحمر و باسندوة.
سميع.. فضائح الفساد
صالح سميح
سميع الأكاديمي الذي بدأ حياته السياسية ضابطاً يعمل في جهاز الأمن الوطني ثم جهاز الأمن السياسي أتيحت له الفرصة لمواصلة دراسته العليا للحقوق والحريات السياسية حاول في فترة من فتراته الأكاديمية كمدرس في جامعة صنعاء أن يكفر عن ماضيه البوليسي من خلال انتمائه غير المعلن للإخوان المسلمين وبدأ رحلته الحزبية من خلال الأخوان المسلمين الذين التحقوا بالمؤتمر الشعبي العام قبل الوحدة والديمقراطية واستمروا محسوبين على المؤتمر رغم قناعاتهم الاخوانية، وبعد الخلاف بين الإصلاح و المؤتمر الشعبي العام عملوا على تسخير وظائفهم ومواقعهم القيادية والوظيفية لصالح انتماءاتهم الاخوانية حيث كانوا مؤتمريين في النهار وإصلاحيين في الليل ورغم أن عمله محافظاً لمحافظة مأرب قد كشف عما لديه من قناعات اخوانية بانحيازه المطلق والعلني لصالح التجمع اليمني للإصلاح الذي جعله يمكن الأقلية من السيطرة على الأغلبية في المجلس المحلي للمحافظة وما ترتب على ذلك من ردود أفعال مؤتمرية غاضبة طالبت بإبعاده من المحافظة، إلا أن استناده إلى دعم ومساندة قائد المحور الشمالي الغربي قائد الفرقة الأولى قد شكل له قوة داعمة حالت دون حرمانه من الحصول على حقيبة وزارية ولما وصل إلى الوزارة كشف عما لديه من جشع يدفعه إلى السرقة شبه العلنية من خلال الصرف غير القانوني على رحلاته وأسفاره والاستيلاء المكشوف على الأموال المخصصة للمغتربين بالعملات الصعبة .
هذا الجشع الذي لم يحل دون ظهوره بهذا السفور من الفساد جعل فضائحه ذات رائحة منتنة انتشرت جيفتها داخل وخارج وزارة المغتربين وأوصلته إلى هيئة مكافحة الفساد مرات عديدة وما نتج عن التحقيقات من إحالة إلى النيابة، لم يجد ما يبرر به هذا الفساد الفاضح سوى الكشف عن قناعاته الاخوانية والمشاركة في لجنة الأحمر باسندوة الحوارية المطالبة بإصلاحات خيالية اقرب إلى التعجيز منها إلى الممكنات فنجده لذلك واحدا من الأبواق المستهدفة لرئيس الجمهورية قبل وبعد الاعتصامات الشبابية المطالبة برحيل الرئيس صالح ونظامه ومحاكمتهم، متناسيا انه من اللصوص الفاسدين الذين أساؤوا استخدام مواقعهم القيادية بصورة تسيء لرئيس الجمهورية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.