الأوضاع المأساوية المتفاقمة التي تشهدها محافظة أبين خصوصاً عاصمتها زنجبار ومنطقة جعار جراء الأعمال الإجرامية البشعة التي تنفذها الجماعات الإرهابية المسلحة من تنظيم (القاعدة) التي صارت تعيث في الأرض فساداً وحولت زنجبار الآمنة المسالمة إلى خراب ومدينة أشباح بعد أن أجبرت سكانها وهم بالآلاف على النزوح الجماعي من ديارهم وشردتهم إلى عدن ومناطق مختلفة.. كل ذلك يحدث في الوقت الذي ما زالت فيه المواجهات مستمرة بين الجيش وهذه الجماعات التي اغتالت المئات من الضباط والجنود في هذه الحرب المستعرة دون أية مؤشرات تلوح في الأفق لتطهير هذه المدينة المنكوبة بامتياز. إن الذي يحدث في أبين وتحديداً عاصمتها زنجبار من دمار ونهب شامل طال جميع مؤسساتها الحكومية ومنازل المواطنين المشردين فعل لا يصدقه العقل فهؤلاء المسلحون حللوا دماء الأبرياء ويتلذذون بالاغتيالات وإزهاق الأرواح ليس لجنود الأمن والجيش بل حتى المدنيين الذين يستنكرون ما يقومون به من أعمال وحشية.. وبسببهم دمرت معاني الحياة في زنجبار وصار السكان من النساء والأطفال والعجزة يواجهون المصير المجهول في مدارس عدن ولحج والحصن ويافع وردفان وغيرها لاجئين ووضعهم مأساوي كارثي.. حقيقة إنني وفي هذا المشهد المريع لا أستطيع وصف معاناة أبناء محافظة أبين الذين استباحت مدينتهم قوى الإرهاب بهمجية ووحشية لم يسبق لها مثيل في اليمن. اللافت للنظر أنه بقدر التفاؤل والأمل الذي مازال في نفوس أبناء أبين في تحرير مدينتهم وانتصار القوات المسلحة على عصابات الإرهاب ليعودوا إلى ديارهم ويتنفسوا الصعداء ويخرجوا من الجحيم فإنهم في الوقت ذاته يتساءلون عن عوامل التأخير في سحق الإرهابيين المارقين الذين مازالوا يواصلون عدوانهم الغادر على الوحدات العسكرية التي تحاول التقدم من جهة عدن إلى الكود لدخول زنجبار.. لكن المثير للصدمة تأخر ذلك وتمكن هؤلاء من مهاجمة القوات وقتل الأفراد والاستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات الحربية الكبيرة الأمر الذي حفزهم على البقاء والاستقواء والتخطيط لدخول مدينة عدن. وهي فكرة كانوا قد أعلنوا عنها كثيراً سابقاً واعتقد أنه إذا لم يكن هناك حسم للأمور في أبين فإنه ليس مستبعداً توغلهم إلى محافظة عدن فهؤلاء عصابات وحرب العصابات معقدة ولا تنفع معها الأسلحة الثقيلة، وأنا اعتبر ما يجري في زنجباربأبين من العصابات الإرهابية المسلحة شيء فظيع فمن العار التساهل معه ويجب حسمه سريعاً وإنقاذ الناس من هذه المأساة التي يندى لها جبين الإنسانية ويجب على وسائل الإعلام أن تظهر للعالم ما يحدث لكشف جرائم الإرهابيين القذرة وأن يكون لأبنائها وفي مقدمتهم القيادات والمشايخ والسياسيين تحرك عاجل وموقف شجاع لمواجهة القوى الظلامية التي دمرت الأخضر واليابس وانتهكت كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية. بقي القول إن اصطفاف أبناء أبين لمؤازرة القوات العسكرية سيحقق الانتصار وأبناء محافظة أبين معروفون بشجاعتهم وأدوارهم النضالية في كل المراحل التاريخية واليوم هم أمام تحد حقيقي عنوانه ( أما أن نكون أو لا نكون ) وهنا أحيي المحافظ اللواء صالح حسين الزوعري الذي ظل صامداً بالمحافظة وكان آخر مسؤول يغادرها بعد محاصرة منزله من الجماعات الإرهابية المسلحة.. كما أننا نثق بخروج أبين من هذه المحنة قريباً.. وهنا لا يفوتني الترحيب بالعميد أحمد علي مسعود الوليدي الذي عين مؤخراً مديراً لأمن محافظة أبين وهو من القيادات الشجاعة وفي الوقت ذاته أحيي الدور المشرف والتحرك المسؤول لرموز أبين أمثال المهندس أحمد الميسري واللواء ناصر منصور هادي ومحمد حسين عشال وغيرهم.. وعلى وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد أن يقدم الدعم لتطهير أبين. وختاماً أتوجه بالتحية كل التحية للمناضل الفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الذي يتولى اليوم قيادة اليمن بعد إصابة الرئيس علي عبدالله صالح شفاه الله والمعروف أن الفريق عبدربه منصور هادي من العقلاء والمجربين ورجال المراحل الصعبة ونسأل المولى عز وجل أن يخرج اليمن من هذا المشهد القاتم.