لاشيء أعظم وأغلى للإنسان من نفسه فالكل منا يحب الحياة ويتمسك بالبقاء فيها حتى وهو في سن الشيخوخة وأرذل العمر رغم إدراكه أن الدنيا فانية والسكن الحقيقي يكون في دار الخلود بجوار الله عز وجل .. لكن الأعظم أن يموت الإنسان شهيداً من أجل وطنه وأمته كأولئك الرجال الأبطال من أبناء قواتنا المسلحة والأمن الاشاوس الذين يقفون في مواقع الشرف والكرامة وتحديداً في محافظة أبين بمواجهة بطولية وشجاعة نادرة أمام الجماعات الإرهابية المسلحة لتنظيم (القاعدة) التي اجتاحت بكل همجية ووحشية عاصمة المحافظة زنجبار وجعار وغيرها من مديريات أبين، والذين يستحقون أن نحني رؤوسنا لهم .. وألف تحية حب وإجلال للشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم وهم يجترحون المآثر الخالدة ضد الجماعات الإرهابية المسلحة التي شردت المواطنين من منازلهم واستباحت الممتلكات العامة والخاصة وتلطخت أياديها الآثمة بدماء رجال القوات المسلحة والأمن والمواطنين العزل. العصابات الإرهابية التي ارتكبت أبشع الجرائم ضد الإنسانية تلقن أقسى دروس الهزائم في كل مكان وحولت أجساد الكثير من عناصرها إلى أشلاء متناثرة، وينقل جرحاهم من مخبأ إلى آخر في جعار و لودر وإلى شبوة ومأرب .. يقيناً على يد الجنود والضباط الأبطال تتحطم مطامع الإرهاب. وإذا كان إخواننا في القوات المسلحة والأمن ومنهم أبطال اللواء 25 ميكا الصامد بقيادة العميد محمد الصوملي، وأركان حرب العميد علي جازع الكازمي واللواء 201 بقيادة العميد فيصل رجب المسعدي واللواء 219 الذي يقوده العميد محمود أحمد سالم الصبيحي، يخوضون اليوم معركة مصيرية مع قوى الإرهاب في أبين فإن هناك شخصيات سياسية وطنية وقيادات عسكرية وأمنية ومدنية سجلت أشرف المواقف العظيمة والأدوار الصلبة في مواجهة الإرهابيين واستشعرت مسؤولياتها وعزت عليها محافظة أبين المنكوبة ولم تكن في معزل عن هذا المشهد الكارثي التدميري الدامي بل تحركت من اللحظة الأولى .. ومن هؤلاء الذين يستحقون الذكر محافظ أبين الأخ صالح حسين الزوعري الذي ظل صامداً بمنزله بدار السمة بالكود ولم يغادره إلا بعد محاصرته وانسحاب القوات الأمنية من النقاط والمعسكرات ومازال يقوم بجهود طيبة لمعالجة أوضاع الجرحى و النازحين من أبين إلى عدن فيما كان المحافظ السابق المناضل م. أحمد الميسري حاضراً بتحركاته وبكل قلق وهو معروف بشجاعته، فقد قدم تضحيات مشهودة خلال سنوات عمله واستشهد شقيقه علي الميسري على يد العناصر الإرهابية في الكمين الغادر الذي نصب له في مدخل مودية يوم 14 أكتوبر 2010م. وفي الوقت ذاته يحسب للواء ناصر منصور هادي وكيل الأمن السياسي لمحافظات عدن ولحج وأبين مواقفه الوطنية الصلبة منذ اليوم الأول لأحداث أبين وهو مازال يعمل بصمت ونكران ذات لإنقاذ أبين وأهلها النازحين من محنتهم وصار منزله ملتقى للقيادات لبحث التدابير في شأن المحافظة الجريحة. ومن الرجال الفدائيين الشجعان في هذا المشهد العاصف العميد غازي أحمد علي محسن مدير أمن محافظة عدن الذي قاتل العناصر الإرهابية المسلحة بنفسه وحراسته المحدودة عند علمه بتواجد بعض العناصر في منطقة الممدارة يقومون بتوزيع أسلحة على متن سيارة دينا في مواجهة بطولية عنيفة استشهد إثرها سائقه الشخصي فيما جرح اثنان من الإرهابيين وضبط آخران وهذه المأثرة العظيمة للقائد الأمني العميد غازي أحمد علي محسن وإن لم تعطها وسائل الإعلام حقها كشهادة للتاريخ فإنها تعيد إلى الأذهان المأثرة التي اجترحها والده المناضل الجسور اللواء أحمد علي محسن في العام 94م عندما كان مديراً لأمن محافظة شبوة وظل صامداً حتى أخمدت فتنة 94م وعين بعدها محافظاً للمحافظة ذاتها ثم لأبين وحالياً محافظاً لمحافظة المحويت.. واللافت أن هذا الرجل يفضل الموت على الاستسلام. وهنا يجب توجيه التحية لمدير أمن أبين المعين حديثاً العميد أحمد علي مسعود الوليدي الذي يعمل حالياً بأقصى الجهود لإعادة ترتيب القوات الأمنية التابعة لمحافظة أبين في أحد المعسكرات بعدن، وعلى الرغم من أنه يأتي في أدخل الظروف المعقدة إلا أنه معروف بقدراته وشخصيته الأمنية القوية وشجاعته وسيكون بحجم هذا التحدي الكبير، والتحية موصولة لوزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد الذي مازلت أطالبه بألا يبخل في دعم ومساعدة كل من يعملون في الجبهات القتالية والإعلامية والاجتماعية ، وكذا المناضل محمد حسين عشال وكل الوطنيين الشرفاء من قيادات أبين التي ستنتصر على الإرهاب قريباً.