افتتح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان والرئيس الفلسطيني محمود عباس أعمال مؤتمر السفراء الفلسطينيين الذي بدأ يوم أمس السبت في مدينة اسطنبول ويستمر أربعة أيام برعاية تركيا. وكان الرئيس عباس قد وصل الليلة الماضية إلى اسطنبول لحضور المؤتمر وذلك في ثاني زيارة لتركيا خلال شهر. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا لن تنسى ابدا تسعة من مواطنيها قتلوا حين هاجمت قوات اسرائيلية قافلة مساعدات في طريقها لغزة وذلك قبل ايام من صدور تقرير الاممالمتحدة عن الهجوم. وفي كلمة أمام (مؤتمر سفراء فلسطين) في اسطنبول ادان استمرار الحصار على غزة ووصفه بانه «غير شرعي وغير إنساني» وقال إن مشاكل الفلسطينيين هي مشاكل تركيا ولن يتم تجاهلها. واستهل اردوغان كلمته بذكر اسماء كل من ضحايا الهجوم على السفينة مافي مرمرة التي كانت تتقدم قافلة المساعدات. وقال لم ننس ولن ننسى تضحيات اشقائنا وذكرياتهم والمذبحة التي راحوا ضحيتها. وسحبت تركيا سفيرها من إسرائيل عقب الحادثة في مايو ايار 2010 وعلقت التعاون العسكري مع إسرائيل واغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الإسرائيلية. وتريد تركيا ان تقدم إسرائيل اعتذارا وتدفع تعويضات لاسر القتلى وانهاء حصار غزة. ومن جانبها وافقت إسرائيل من حيث المبدأ على تقديم تعويضات ولكنها تقول ان قواتها البحرية كانت تدافع عن نفسها بعد ان تعرضت لهجوم بالسكاكين والهراوات. وتبرر الحصار بانه يهدف لمنع المهربين من نقل اسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة. وقال اردوغان في المؤتمر «ينبغي ان نجد حلا للقضية الإسرائيلية الفلسطينية على اساس نموذج دولتين. ما نريده ان تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وذات مقومات البقاء». ودعا لوقف انشطة الاستيطان اليهودية والتي وصفها بانها أكبر عقبة تعترض عملية السلام. وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الموحدة وضمت الجزء الشرقي من المدينة الذي احتلته في عام1967 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. وشكر الرئيس الفلسطيي محمود عباس تركيا على مساندتها في كلمته أمام المؤتمر. وتدهورت علاقات تركيا مع اسرائيل لادنى مستوياتها عقب حادثة السفينة مافي مرمرة ولكنها كانت قد شهدت توترا لاول مرة بعدما وجه اردوغان انتقادات علنية للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بسبب الاجتياح الاسرائيلي لغزة في عام 2009. عقب هذا الهجوم اضحى اردوغان بطلا في الشارع العربي واكتسبت تركيا احتراما جديدا في المنطقة. وحتى الآن لم يوقع على تقرير الاممالمتحدة الخاص بالسفينة مافي مرمرة سوى رئيس اللجنة جيفري بالمر رئيس وزراء نيوزيلندا السابق ونائب رئيس اللجنة الفارو اوريبي رئيس كولومبيا السابق. ويتوقف توقيع اعضاء اللجنة من اسرائيل وتركيا على اتصالات ثنائية لحل خلافات. واعتبرت وسائل الإعلام التركية أن مؤتمر السفراء الفلسطينيين يمثل أهمية بالغة، كونه يعقد في ظروف سياسية حساسة ويأتي في إطار التحضيرات والاستعدادات الفلسطينية للتوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر القادم، بهدف الحصول على اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية. وسيجرى أبو مازن محادثات مع كبار المسئولين الأتراك وفي مقدمتهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو، حول الوضع في الأراضي المحتلة والوفاق الداخلي الفلسطيني إضافة إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك.