إلى سلطان عمان.. ''خنجرُ ابنِ العمِّ لابنِ العمِّ أذبح''!    الإطاحة ب''سارق خطير'' بعد هروبه بها إلى مدينة أخرى شرقي اليمن    القاص العمراني يروي ''مفاجآت ليلة ممطرة''    قيادي حوثي منشق يفجر مفاجأة صادمة ويكشف ما وراء حكم الإعدام لرجل اعمال بصنعاء !    مواطن يقدم على ارتكاب جريمة قتل بحق ابنه الوحيد وزوجته بسبب إصرارهما على شراء سيارة    الحوثي يضيق الخناق على البنوك الخاصة بصنعاء ويتوعدها بهذا العقاب!    عامان ونصف مرا على الحرب في أوكرانيا.    تصريحات أمريكية مثيرة للجدل بشأن قرارات البنك المركزي اليمني في عدن بشأن العملة القديمة ووقف بنوك صنعاء!    جنوبيون فاشلون يركبون موجة: "كل الشعب قومية"... ومالها إلآ علي    حرب حوثية إخوانية على الجنوب.. دحرها أولوية المرحلة    باحث سياسي فرنسي يبدي إهتماما بقضية شعب الجنوب في المحافل الدولية    ضغط أوروبي على المجلس الانتقالي لتوريد إيرادات الدولة في عدن إلى البنك المركزي    في سماء الحديدة: نهاية رحلة طائرة حوثية على يد القوات المشتركة    منتخب مصر يواصل انتصاراته بتصفيات كأس العالم    قيادي إصلاحي كبير مسؤول بالشرعية يثير غضب اليمنيين.. هل يعتزم العودة لحضن السلالة الحوثية بصنعاء؟؟    إلى سلطان عمان.. "خنجرُ ابنِ العمِّ لابنِ العمِّ أذبح"!    ناشطون يطلقون حملة إنسانية لدعم بائعة البلس في الضالع    خروج القاضي "عبدالوهاب قطران" من سجون الحوثي...إليك الحقيقة    كيف نجحت المليشيات الحوثية في جذب العملة القديمة إليها؟ خبير اقتصادي يوضح التفاصيل!    اليونيسف: أطفال غزة يعيشون كابوسا من هجمات متواصلة على مدى 8 أشهر    الإفراج عن العراسي ونجل القاضي قطران يوضح    وداعاً لكأس العالم 2026: تعادل مخيب للآمال مع البحرين يُنهي مشوار منتخبنا الوطني    ميليشيا الحوثي تهدد بإزالة صنعاء من قائمة التراث العالمي وجهود حكومية لإدراج عدن    اشتراكي المقاطرة يدين الاعتداء على رئيس نقابة المهن الفنية الطبية بمحافظة تعز    زيدان ... أفتقد التدريب    رئيس اتحاد كرة القدم بمحافظة إب الأستاذ عبدالرحيم الخشعي يتحدث عن دوري الدرجة الثالثة    الزكري ينال الماجستير بامتياز عن رسالته حول الاستدامة المالية وتأثيرها على أداء المنظمات    السعودية: غدا الجمعة غرة ذي الحجة والوقوف بعرفة في 15 يونيو    المنتخب الوطني الأول يتعادل مع البحرين في تصفيات آسيا وكأس العالم    عدن.. الورشة الخاصة باستراتيجية كبار السن توصي بإصدار قانون وصندوق لرعاية كبار السن    خبراء صحة: لا تتناول هذه الأطعمة مع بعض الأدوية    وزارة النقل توجه بنقل إيرادات الخطوط الجوية اليمنية إلى حساباتها المعتمدة في عدن والخارج مميز    الحكومة اليمنية تدين تعذيب 7يمنيين بعد دخولهم الأراضي العُمانية مميز    الزُبيدي يرأس اجتماعاً استثنائياً لمجلس الوزراء مميز    التعاون الخليجي يجدد دعمه لكافة الجهود الرامية للتوصل إلى حلٍ سياسي وفقاً للمرجعيات    الشرعية تؤكد تعذيب الجيش العماني لسبعة يمنيين!!    ضبط شحنة قطع غيار خاصة بالطائرات المسيرة في #منفذ_صرفيت    عن تجربتي مع الموت!    أكثر من 30 شهيدا جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين وسط قطاع غزة    محمد بن زايد.. رسائل من الشرق    الوحدة التنفيذية للاستيطان اليمني    جيسوس يفوز بجائزة الافضل في الدوري السعودي لشهر مايو    هل تُكسر إنجلترا نحس 56 عامًا؟ أم تُسيطر فرنسا على القارة العجوز؟ أم تُفاجئنا منتخبات أخرى؟ يورو 2024 يُقدم إجابات مثيرة!    في وداع محارب شجاع أسمه شرف قاسم مميز    الوزير الزعوري يدعو المنظمات الدولية لدعم الحكومة في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لكبار السن    مدير منفذ الوديعة يعلن استكمال تفويج الحجاج براً بكل يسر وسهولة    العشر الأوائل من ذي الحجة: أفضل أيام العبادة والعمل الصالح    لم تستطع أداء الحج او العمرة ...اليك أعمال تعادل ثوابهما    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    من جرائم الجبهة القومية ومحسن الشرجبي.. قتل الأديب العدني "فؤاد حاتم"    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    خراب    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أضواء على تاريخ الفن التشكيلي اللبناني
نشر في 14 أكتوبر يوم 06 - 12 - 2011

أواخر القرن الثامن عشر ولدت مقدمات أولية لنهضة فنية في لبنان، من جراء احتكاك حضارة الشرق بالغرب . حيث برزت في مجموعة متنبهة من الفنانين اللبنانيين، الذين درسوا الفن على أنفسهم، واستوحوه من جمال الطبيعة اللبنانية، أكثر ما استوحوه، واحتكوا بالصورة المستوردة من الغرب .
كانت بداية طور الانبعاث الفني، على يد ثلة أولى ( نجيب يوسف شكري، من دير القمر، نجيب فياض، من بيروت، عبد الله مطر، من لحفد، إبراهيم نجا، من دير القمر، سعيد مرعي، الذي كان له ولع بتصوير الأشخاص، سليم حداد، من عبيه . نجيب بخعازي ) .
تجلت رسومهم بالإيمان الصافي، والإحساس الرقيق، والملاحظة البريئة . فاقتصر بعضهم على تصوير المواضيع الدينية، ووجد بعضهم مجالا في تصوير الأشخاص وتزيين القصور، وانصرف بعضهم إلى تصوير الطبيعة.
و برزت تلك الظاهرة الفنية التي ميزت تلك الحقبة ، ودلت على تنبه الفكر، والسير في طريق طليقة، تشكل تربة خصبة لانطلاق الفن، فامتازت بالدقة وقوة الملاحظة والأنوار، استلهمت تشكيل لوحاتها من طبيعة الساحل اللبناني، على يد ( إبراهيم سربيه، من بيروت، دمشقية ) هذا الفن، هو فن أولي تعلم أصحابه التصوير ومارسوه من غير علم بأصوله وبجماليته، وان انطوت لوحاتهم على أكثر مقومات الفن فلاقت نجاحاً، حصيلة العزيمة والكد، ودقة الملاحظة وهو ما كان تثبيتاً للشخصية الفنية اللبنانية .
التمهيد
في أواخر القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين ، ظهر مجموعة من الفنانين المحدثين ، الذين مهدوا لقيام الفن التشكيلي اللبناني ، درسوا الفن التشكيلي على أساتذته الكبار، واطلعوا على أساليب الفن ، وتبينوا حقيقة المدارس الفنية المختلفة وعادوا يحملون فنا ناضجا فيه الكثير من خبرة الغرب وعلمه وتقنيته وفيه قبسات من إحساس الشرق ووميض نوره ... وبرزت محاولاتهم في الرسم، وانحصرت بتصوير الشخصيات والمشاهد الطبيعية ، فتحققت ضمن تقاليد كلاسيكية وواقعية وطبيعية، فنانون من الرعيل الأول قاموا في أساس فن النهضة ، وشقوا الطريق لحركة فنية جديرة بالبقاء خرجت بالفن اللبناني من دائرة الهواة الفطريين إلى آفاق الأساتذة الأصوليين . ومن رواد هذه الفترة ، نعمة الله المعادي ورئيف شدودي وعلي جمال ومكاروف فاضل ..
النهضة
ولمعت في سماء فجر النهضة الفنية اللبنانية أسماء عاشت للفن ، ولم يشتغلوا بالفن ليعيشوا، حبيب سرور ( 1860 - 1927) الذي برز بتقنيته الفريدة، ورسم مواضيع لوحاته من صميم الحياة اللبنانية ، تعكس ميزة الرسم المتين، واللمسة الواثقة، وداود القرم (1854 - 1930 ) الذي لمع في تصوير الهيئات، وتصاويره تعبير عن الرقة، والإحساس الصافي، والأيمان العميق، وترك سجلا ضخما لشخصيات مدنية بارزة ، تبرز فيه معالم الطهر والحب والتقى والإيمان، وخليل صليبي ( 1870 - 1928 ) صاحب الأسلوب الكلاسيكي، الذي ترك لنا آثارا فنية متينة الرسم ، هادئة الألوان، كان متحرراً في تصويره ، وثائرا في مجتمعه على مجتمعه ، وفي حياته كان جريئاً ثائراً وشكري المصور الذي اشتهر فنه بطابع إقليمي لبناني يعكس الأجواء اللبنانية ، وبحساسية وخيال شرقيين، وفيليب موراني، الكلاسيكي الرسم ، الشرقي الخيال والحساسية والروح .
هذا وبرز من الرعيل الفني الثاني يوسف الحويك في النحت، الذي أنشأ مرسما يلتقي فيه الكثير من الفنانين والمثقفين ، منه انطلقت شرارة نهضة النحت في لبنان وبرز كذلك جبران خليل جبران في الرسم، الذي عني بمتانته، وتأنق في رسم خطوطه، مظهراً مدى إتقانه مهنة التصوير .
وبرز من الرعيل الثالث في الرسم، كل من مصطفى فروخ، الذي برزت في هيئاته قوة الرسم والمعرفة العميقة بأصولية فن التصوير وتأليف الموضوعات، وقيصر الجميل، الذي غنى الفرح في لوحاته ، كشاعر وجداني يتبع صوت وجدانه في تصوير الطبيعة . وعمر الآنسي، مصور الطبيعة، اللبنانية بالألوان الزيتية، بتقنية مغايرة عن تقنيته في لوحاته المائية، وصليبا الدويهي، الذي أبدع لوحاته الريفية بأناة وروية في قلب الطبيعة، ورشيد وهبي ، مصور الإنسان في لبنان ، ومصور الطبيعة والهيئات.
وتميزت نتاجات الفترة الفنية تلك بانتمائها إلى الطبيعة موضوعا ومادة وشكلاً وبرز في النحت ميشال بصبوص وحليم الحاج وناظم إيراني .
تأسيس الألبا
في بداية الأربعينات تأسست الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ( ألبا ) وفي العام 1943 اعترفت الحكومة اللبنانية بالأكاديمية التي أنشأها ألكسي بطرس ، والتي تشكل أول مؤسسة وطنية للتعليم الفني العالي . ففي كنفها تكون في تلك الفترة المناخ الملائم لنشوء الحركة الفنية المعاصرة . وفي أروقة الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، أدرك الفنانون بالواقع ، دعوتهم الفنية ، وانصرفوا كل وفقا لمؤهلاته ومعطياته إلى التفتيش عن شخصيته الفنية النابعة من صميم الشخصية اللبنانية . في ظل استقلال غمر لبنان، مما أوجد تيارا تحرريا ، اندفع إلى ممارسة التعبير الفني بكل وسائله تجاوبا مع حالة نفسية متيقظة. والحقيقة أن الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة كانت المؤسسة الأولى لتدريس الفنون ، وتضم عدة مدارس : رسم، حفر، نحت، موسيقى، تمثيل، أدب، عمارة، زخرفة، وتضم عدداً من الأساتذة اللبنانيين والأجانب، وبرز من بين الفنانين الذين تخرجوا من الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، الفنان التشكيلي شفيق عبود وجان خليفة وسعيد عقل وفريد عواد وايلي كنعان، وميشال بصبوص، وعارف الريس، ونقولا النمار وبول غيراغوسيان، هؤلاء الفنانون الذين بالرغم من الصعوبات التي كان يقيمها في وجههم، اختلاط المقاييس وضغط التيارات المتضاربة، والانفتاح المتواصل على العالم، لم ينحرفوا عن الطريق المؤدي إلى الأصالة والحرية الخلاقة وتوجه خريجو الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة إلى أوروبا لدراسة الفنون التشكيلية .
إن الحركة الفنية التشكيلية لم تتوقف عند هذا الحد فأجيال الفنانين كانت تتوالى مولدة مناخات فنية جديدة تتلاقى فيها النوعية الأصيلة بالمناسب العالمية فبرز الكثير من الفنانين التشكيليين اللبنانيين، أمثال منير نجم وعادل الصغير وايفيت أشقر وسركولوكو وجوليانا ساروفيم وميشال المير واليأس أبو رزق وحليم جرداق وأمين صفير ورفيق شرف وأمين الباشا وإبراهيم مرزوق ومحمد درويش صقر والفرد بصبوص وغيرهم ممن أصبح لهم جمهورهم ومؤيدوهم .
تأسيس جمعية الفنانين
شهدت فترة عودة الرعيل الثاني في الخمسينات، ازدياد نشاطهم وتحمسهم إلى إغناء الحركة الفنية وتبلور خصائصها، فأسسوا جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت بدعم من فناني الرعيل الأول في سنة 1953 ، ( عمر الأنسي، مصطفى فروخ، يوسف غصوب، رشيد وهبي ، صليبا الدويهي، قيصر الجميل، إبلي كنعان، نقولا النمار، حليم الحاج ، سميح العطار، ميشال بصبوص، شفيق عبود ، فريد عواد، ناديا بيضون، منير عيدو، عارف الريس، جان خليفة، سعيد عقل، ايفيت أشقر، أمين صفير . والتي حصلت في سنة 1957 على العلم والخبر، وبدأ نشاط المعارض السنوية الخاصة والمشتركة، وأعيد تنظيم معرض الربيع في قاعات قصر الأونيسكو، وتنظيم المعارض في الخارج، وإنشاء مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في ملاك وزارة التربية، ونظمت المنح الدراسية الفنية على أساس المبادرة، والعمل على إنشاء معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.
عملت جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت مع المراجع المختصة على تنفيذ وصية نقولا سرسق الذي كان قد وهب قصره إلى مدينة بيروت ليكون متحفا للتراث وللفن اللبناني، والذي غدا من أبرز المؤسسات الفنية شبه الرسمية ، وهذا المتحف يضم صالة عرض لاستقبال أهم الآثار الفنية . وتقوم إدارته باقتناء المعروضات ونشر الأدلة الممتازة، ويضم المتحف أيضا صالة دائمة للعرض تعتبر بمثابة متحف للفن الحديث، هذا ودأبت إدارة المتحف على إقامة معرض الخريف السنوي . وهناك مشروع توسعة جاهز الدراسات، ينتظر تأمين ورصد المبالغ الكافية لتنفيذه .
توالى على رئاسة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت كل من قيصر الجميل، نقولا النمار، رشيد وهبي، يوسف غصوب، جان خليفة، منير نجم، منير عيدو، عارف الريس، حسين ماضي، ايفيت أشقر، عبد الحميد بعلبكي، عدنان خوجة، مارون حكيم، بسام كيريللس، ويرأس مجلس إدارتها حاليا الدكتور عادل قديح إلى جانب ثلة من الفنانين تتمثل بكل من عزت مزهر وعدنان حقاني وحسن يتيم وبيار كرم وعدنان المصري وبسام كيريللس .
الرعاية الفنية
تعود رعاية الفنون في لبنان لمديرية الفنون الجميلة التي تتبع وزارة التربية والفنون الجميلة ، على أنه تبعا للنظام الحر في لبنان، فان المؤسسات الشعبية هي التي ترعى بالفعل النشاط الشعبي، ويبقى من أهم نشاطات الوزارة إقامة معرض الربيع السنوي، في قصر الأونيسكو .
صالات العرض
أصبحت بيروت موئل الفنانين العرب يقيمون فيها معارضهم ويتصلون فيها بالصحافة العالمية . فلقد قام عدد من صالات العرض التي ساهمت في دعم الحركة الفنية ونشأت تلك الصالات لعرض النتاج الفني، الواحدة تلو الأخرى، ( زمان ، شاهين، وان، ماغوس، صادر، أجيال ، ألوان، الفنون، أرت دي زارت، بخعازي وغيرها ) ومقاه عديدة منتشرة في العاصمة بيروت والضواحي، أمها الفنانون المحترفون والهواة والمثقفون، هذا الاندماج والتلاقي جعل تيار الحداثة في الفن التشكيلي يتفاعل مع الحركة الثقافية بشكل عام ، وأصبحت العاصمة اللبنانية بيروت محط أنظار العالم وعاصمة العالم العربي للفنون التشكيلية والأدب، يؤمها الفنانون من كل حدب وصوب، لإقامة معارضهم الفنية في صالاتها المنتشرة ، سيما صالة قصر الأونيسكو التي استضافت معارض لفنانين يابانيين وعراقيين وسعوديين وسوريين وفرنسيين وكوريين وإيرانيين وكوبيين وغيرهم.
وأقيمت المعارض المتعددة للفن التشكيلي اللبناني في الخارج عن طريق وزارة التربية والفنون الجميلة وجمعية الفنانين اللبنانين للرسم والنحت، وشارك الفنانون اللبنانيون في معارض عدة في كل من باريس وروما ومدريد وساون باولو والجزائر وتونس والمغرب وواشنطن وفيينا ومصر والسعودية والكويت وسوريا .
إنشاء معهد الفنون الجميلة
في العام 1960 بدأ بعض الفنانين تحركهم ومراجعتهم لأركان الدولة اللبنانية بهدف إنشاء معهد فني عالٍ في الجامعة اللبنانية لتعليم الرسم والنحت ، وأنشئ معهد الفنون الجميلة بموجب المرسوم رقم 3107 ، الصادر في 10 تشرين الثاني سنة 1965 . وحددت مهامه، وفي ربيع العام 1966 ، وبعد مراجعات كثيفة من قبل الفنانين اللبنانيين ، فتحت أبواب معهد الفنون في الجامعة اللبنانية، وعين نقولا النمار عميداً له، يعاونه في إدارة المعهد والتعليم بعض الفنانين الذين كانوا نواة الحركة الفنية، وأصبح للمعهد عدة فروع في بيروت الروشة وفرن الشباك ودير القمر وطرابلس، إلى جانب الألبا وفرع الفنون الجميلة في جامعة الروح القدس في الكسليك، وقسم الفنون الجميلة التابع للجامعة الأميريكية في بيروت، إضافة إلى مراسم ومعاهد أخرى لتعليم الفن مثل مرسم غوفدير سابقاً، ومرسم حيدر حموي، ووجيه نحلة وغيرهم . على أنه لا بد من القول، إن أكثر الفنانين اللبنانيين يتابعون دراساتهم الفنية العالية خارج لبنان مستفيدين من المنح التي تقدم لهم بوفرة .
بروتوكول فني ثقافي
لقد تم إنجازتوقيع بروتوكول تبادل النشاطات الثقافية والفنية مع الشقيقة سوريا عبر نقابة الفنون الجميلة في دمشق وجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت تكمن أهمية هذا البرتوكول في تنظيم وتنسيق التعاون بين البلدين على جميع الأصعدة الفنية والثقافية، كذلك فتح آفاق جديدة أمام فناني البلدين .
انتشار الفن التشكيلي
الدول الراقية في حضارتها تقدس الفنون في قاموسها وتعتبرها أهم الركائز الأساسية لرقي الأوطان وخلودها ..
لبنان الفن التشكيلي يتعملق نحتا في ربى مدنه ، ويزدان رسما في دروب بلداته وقراه التي تحتضن الأزاميل والريش في عملية الخلق والإبداع لروائع فنية مختلفة المعالم، تصنعها الأنامل الفنية، لشيب وشباب ... من رواد ومحترفين، مخضرمين وصاعدين، رسامين ونحاتين ، قدامى وجدد ينتمون لمدارس فنية عديدة ، من الكلاسيكية القديمة مرورا بالانطباعية فالتجريدية والسريالية، وصولاً إلى الحداثة العصرية .. يمثلون الأصالة والخصوصية والجمال ..مواهب فنية تتجلى في كل لبنان من أدناه إلى أقصاه ، في قراه والمدن ، في ساحله والجبل ، في العاصمة والضواحي، في الشمال والجنوب، في البقاع، فنانون كما النساك يبدعون رسماً ونحتاً هنا وهناك، يجسدون فكرة تراود خيالهم، وتحاكي آمالهم إيجاد متاحف للفن التشكيلي رسما ونحتاً، من القرية إلى البلدة والمدينة فالقضاء والمحافظة وصولاً إلى العاصمة بيروت، فنانون لبنانيون من كل حدب وصوب، يضيئون في الوطن شعلة فنية تشكيلية حضارية للرسم والنحت، بدأت مع الثلة الأولى بأصالتهم وواقعيتهم:
( نجيب يوسف شكري، نجيب فياض، إبراهيم نجار، ونجيب بخعازي ) لتتبلور مع الماهدين للفن التشكيلي اللبناني ( منذ القرن التاسع عشر حتى مصطفى فروخ ، أبرز وجوه الفن اللبناني نحتا ورسماً : ( نعمة الله المعادي، داود القرم، حبيب سرور، جبران خليل جبران، يوسف الحويك، قيصر الجميل، صليبا الدويهي، عمر الأنسي ) أعلام الحركة التشكيلية الأوائل رواد الفن التشكيلي الأوائل ... فشيوخ النحت والرسم ( يوسف بصبوص، ألفرد بصبوص، عارف الريس، سلوى روضة شقير، معزز روضة، زافين هاديشيان سعيد أ عقل وغيرهم)، لتتبعهم أجيال العشرينات، الثلاثينات، الأربعينات، الخمسينات ، الستينيات، السبعينات وصولاً إلى أجيال الشباب الصاعدة، الواعدة من أجيال الفنانين الجدد والذين أسهموا في تطوير الحركة الفنية التشكيلية، والذين حملوا الفن التشكيلي اللبناني ، وأحلوه مركزا متقدما ومميزا على الصعيدين المحلي والعالمي، وأفردوا له مكانة في الحداثة التشكيلية الجمالية. ابتداء من معرض الفنانين اللبنانيين في المتحف الوطني بتاريخ 15 نيسان 1947، مروراً بمعارض الربيع التي كانت تقيمها وزارة التربية الوطنية، والكثير من المعارض الأخرى، كمعارض الخريف في متحف سرسق، وصولاً إلى المعارض التي تقام في الصالات اللبنانية المختلفة المستويات، والمعرض الجوال عبر لبنان لجمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، ومعارض جمعية متخرجي الحريري، ومعارض المراكز الثقافية الملحقة بالبعثات الدبلوماسية في لبنان، ومعارض النوادي والجمعيات الثقافية وغيرها كالمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ... وليس انتهاء بمعارض عالية واهدن وراشيا وزحلة وصيدا وصور والخيام والمعرض اللبناني الدولي للفنون في بيروت الذي أقيم في قاعة أكسبو بيروت، ومعرض جونية الحالي، فمعرض أستريد في أوتيل فينيسيا، ناهيك عن المعارض الفردية والخاصة، إضافة إلى المعارض الجماعية لجيل الشباب في دار الندوة والنادي الثقافي العربي ونادي عالية وزحلة وصيدا.
كان البدء مع حلم البصابصة ، فإذا بها تتحول من قرية لبنانية نائية من قرى البترون إلى مدينة فنية نحتية عالمية، ثم عالية التي نهضت تنفض غبار بقايا الدمار، لتجسد الحلم حقيقة واقعية منذ العام 1999 ، بملتقيات فنية نحتية نوعية، لاسيما هذا العام الذي اتسعت فيه رقعة الملتقى لتشمل ما هب ودب ... مرورا بالعاصمة بيروت التي احتضنت الكثير من المعارض في قصر الأونيسكو وساحاتها العامة المشهورة ، فبشري ، واهدن التي أقامت عدة معارض فنية بدءا من العام 1999 وصولا للملتقى الفني الواسع للرسم والنحت في صيف العام 2002 والمعرض الشامل لها والذي أقيم في بداية شهر آب ، وصور، والنبطية، وزحلة بملتقاها الفني الأول العام 2002 ، وجونية بملتقاها الفني الأول في العام 2001 ، ورأس المتن بملتقاها الفني الأول في العام 2001 والثاني في هذا العام، والخيام بملتقاها ومعرضها، وبعقلين، وأرز الشوف، وأرز الباروك ، وراشيا بمحترفها، والغبيري بملتقاها الفني الأول، والملتقى الفني الذي تم في القصر الجمهوري بإشراف رئيس الجمهورية اللبنانية أميل لحود، وملتقيات سنوية تقليدية .
مدن وبلدات وقرى لبنانية احتضنت الأزاميل والريش لفنانين من مختلف الأجيال والمدارس الفنية، لنشر المعرفة الفنية التشكيلية، وتعميم الثقافة الفنية رسماً ونحتاً، لتكون مشاعا للجميع، بدلاً من الملكية الخاصة، ولكي تكون بمتناول الكل، لا وقفا على صالات العرض، وقريبة من الجميع، لا لأهل العاصمة والضواحي القريبة فقط هذا ما يخلق التماس المباشر بين الفن والفنانين والجمهور حيث تتجلى في التلاقي الفني، الروح الاختيارية بين أجيال متعددة من التشكيل اللبناني، من شيوخ الفن إلى نتاج رعيله الأوسط ، إلى أعمال الشباب التي تقترب من العالمية حينا، وتعانق الجذور في أحيان أخرى، وتعود إلى الأصول في انتماءاتها، كما الخصوصية الفردية على حد سواء .
تجارب مختلفة ومتنوعة، إن دلت على شيء، تدل إلى رحابة الفن ، وخصوصاً عندما تحيط بالتيارات التشكيلية المعاصرة، وباحتمالات الفن وتغيراته ، لتردم الهوة بين الإبداع وأبناء الشعب والمسؤولين عنه على حد سواء .
تظاهرات فنية تشكيلية رسماً ونحتاً، مع كل ما يرافقها من ملاحظات منتشرة في مواقع كثيرة على الأراضي اللبنانية ، نتلمس فيها، بغية تقريب الفن من الجمهور، وتحصين المناعة الفنية، والدفاع عن الفنان، واحترام شيخوخته ... لخلق الدور الأشد فعالية في الحياة الثقافية والفنية والوطنية في لبنان ذلك أن البعد الاحترافي في عمل الفنان شأن جوهري لأنه يؤدي إلى التفاعل مع قضايا الوطن وقراراته المصيرية، وهو الهدف الأسمى لكل الحركات الفنية الوطنية الناضجة .
من جهة أخرى، فان نشر الفن ورعاية الفنان في حياته عملان متلازمان يصلان إلى الواجب الذي ينبغي أن تضطلع به المؤسسات الفاعلة في المجتمع اللبناني، لاسيما الدولة بمؤسساتها المعنية ، والتي تقع على عاتقها مهمة تتمثل في دعم الفن والثقافة فعلياً، وذلك من خلال خطة متكاملة وشاملة، بدءاً بتأسيس المتحف الوطني للفن اللبناني المعاصر، مروراً باحتضان النشاط الفاعل للفنانين، وليس انتهاء بالرعاية المعنوية والمادية والصحية للفنان المحروم من أبسط حقوقه، في صحته وفي الضمانات الاجتماعية المختلفة .. حفاظاً على جوهر العلاقة بين الإبداع والمستقبل.
التظاهرات الفنية التشكيلية رسما ونحتا بكل مستوياتها التقنية، ما هي إلا لغة تتسع لمساحات ممتدة، وحضور يطل على مستويات أعمق وأرحب وأشمل، ولوحات تعلق على جدران أكثر احتضانا، ومنحوتات تتربع في باحات وغابات أوسع مما هي عليه.
مئات المبدعين في الرسم والنحت إلى جانب الهواة والمبتدئين .. يلتقون على اختلاف مناخاتهم وتجاربهم ومدارسهم، في عالية وجونية واهدن ورأس المتن وزحلة والخيام وبيروت ليشهدوا بأن الإبداع لا يثريه إلا اللقاء ولا يفعله إلا الحوار الفني المباشر ولا يؤجج مداخلاته إلا التناقض المفتوح بموضوعية على كل مسارات الحوار والتواصل ولا تهدد كينونته إلا الأجوبة المقفلة على الانفتاح وملتقيات ومعارض فنية تشكيلية للرسم والنحت تحتضن الرياح الفنية المتعددة المسارات، لتلخص التيارات التي عصفت بالفن اللبناني، منذ زمن الماهدين الأوائل الرواد إلى حينه..هي طقوس لونية نادرة في البعض منها، ومجسمات نحتية مبدعة في البعض الآخر منها أيضا ، نتزود بها من يومنا إلى غدنا، كما تزودنا بها من أمسنا إلى يومنا هذا من الرواد الأوائل وشيوخ الفن التشكيلي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.