نظم البرنامج الوطني للري التابع لوزارة الزراعة ممثلا بوحدة حوض صنعاء وبالتعاون مع الهيئة العامة للموارد المائية أمس بمنطقة المحجل مديرية بني الحارث بصنعاء احتفالية ومعرضاً بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف ال 22 من مارس. وهدف الاحتفال الذي نظم تحت شعار « معاً لنبني اليمن .. وتأمين المياه والغذاء» إلى التوعية بأهمية ترشيد استخدامات المياه في الزراعة والحفاظ على مخزون المياه الجوفية من خلال نشر استخدام أنظمة وتقنيات الري الحديث لمساندة الجهود المبذولة في الحد من الاستنزاف الجائر والعشوائي للمياه عند ري المحاصيل الزراعية بالطرق التقليدية ، حيث أن اليمن من البلدان التي تعاني كثيرا من شحة المياه. وفي الافتتاح أكد وكيل وزارة الزراعة لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد الغشم أهمية الاحتفال باليوم العالمي للمياه لدلالته على أهمية المياه باعتبارها أساس الحياة الإنسانية. معتبرا الاحتفال بهذه المناسبة فرصة لنشر الوعي المائي لكافة شرائح المجتمع للتقليل من الاستنزاف العشوائي للمياه الجوفية اللازمة لري المحاصيل الزراعية في ظل الظروف الطبيعية التي تواجهها اليمن من شحة الموارد المائية والجفاف وقلة هطول الأمطار باعتبارها المصدر الوحيد لتغذية المياه الجوفية في اليمن. وبين أن كميات التغذية السنوية للمياه في اليمن تصل إلى 1.5 مليار متر مكعب فيما يمثل العجز نحو 3 مليارات متر مكعب يتم استخدام ما نسبته 90 بالمائة في مجال الري الزراعي رياً سطحياً، الأمر الذي يهدد بنضوب المياه الجوفية. وأشار الوكيل الغشم إلى أن تدني كفاءة استخدام المياه في الزراعة أبرز التحديات التي تواجه الموارد المائية في اليمن .. منوها بأهمية نشر التوعية بضرورة استخدام تقنيات وأنظمة الري الحديث من أجل ترشيد استخدام المياه في الزراعة وتحقيق وفورات وإنتاجية عالية. وأشاد بدور البرنامج الوطني للري وتدخلاته من خلال وحدتي المياه الجوفية والسطحية والمتمثلة في إدخال شبكات الري الحديث وخدمات إرشاد الري لرفع كفاءة المياه في الري الحقلي.. مشددا على ضرورة تضافر الجهود في سبيل الحفاظ على الموارد المائية واستخداماتها من خلال تطوير العمل المشترك للجهات ذات العلاقة بالحفاظ على المياه لاسيما المنظمات الأهلية وجمعيات مستخدمي المياه والمجالس المحلية يغية الوصول إلى نتائج مثمرة في هذا المجال . من جانبه أشار رئيس الهيئة العامة للموارد المائية سالم حسن باشعيب إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمياه يعتبر حملة توعية لمختلف شرائح المجتمع باعتبار أن المياه قضية الجميع والتي تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على الموارد المائية، لافتا إلى أن قطاع المياه في اليمن يواجه العديد من المشاكل منها الاستخدام المفرط للمياه في الزراعة حيث تتبنى ثقافة الري بالغمر التي تستنزف كميات هائلة من المياه الجوفية مسببة ارتفاعاً في عدد الآبار الجوفية وانتشار آفة الحفر العشوائي للآبار مشكلة بذلك تهديدا لموارد الحوض بالنضوب. مدير عام البرنامج الوطني للري المهندس عبده فضل اعتبر بدوره الاحتفال باليوم العالمي للمياه مناسبة لنشر الوعي المائي وأهمية ترشيد استخدامات المياه من خلال التوعية بأهمية استخدام تقانات وأنظمة الري الحديث في زراعة المحاصيل المختلفة، وتوضيح مزايا الري الحديث ودوره في زيادة الإنتاجية والجودة وتحقيق وفورات مائية وتوفير الديزل وغيرها من التكاليف . ولفت إلى أن البرنامج الوطني للري الذي مدته خمس سنوات يهدف إلى تنفيذ خطط وسياسات الري الوطنية من المياه الجوفية والسطحية وتطويرها في جميع أحواض ومحافظات الجمهورية بغية الحصول على زراعة مروية فاعلة اقتصاديا ومستدامة من خلال استهداف جملة من الأنشطة في مجال تقوية المؤسسات ذات العلاقة لتأدية دورها في تطوير الاستخدام الكفؤ للمياه وتشجيع الزراعة المستدامة وزيادة دخل المزارعين وتعزيز استدامة وجودة الموارد المائية من خلال إدارة المساقط المائية . فيما ألقيت كلمات من قبل رئيس جمعية المحجل محمد الحجازي وخالد حامد خيران من أبناء المنطقة عن مزارعي المحجل وجمعيات مستخدمي المياه حوض صنعاء، أشارا خلالها إلى دور استخدام شبكات الري الحديث في تحقيق نتائج إيجابية لصالح العملية الزراعية في المنطقة حيث أسهمت في زيادة الإنتاجية وتوفير الجهد والمال. كما أقيم بالمناسبة معرض زراعي للمنتجات الزراعية اليمنية وتوزيع بروشورات وملصقات توعية بأهمية إتباع تقنيات الري الحديث لدورها في الحفاظ على الموارد المائية . وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للمياه نظم مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة وفرع الهيئة العامة للموارد المائية أمس بصنعاء ورشة عمل خاصة بالتوعية بترشيد استخدامات المياه في العملية الزراعية ناقشت عددا من أوراق العمل تناولت العديد من المواضيع المتعلقة بقضية المياه وكيفية الحفاظ عليها وترشيد استخداماتها في العملية الزراعية وإبراز الوفورات المائية الناجمة عن استخدام تقنيات الري الحديث عبر مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة داخل وخارج حوض صنعاء ممثلة بالوحدة الحقلية الشمالية التابعة للمشروع .
