الإذاعية نبيلة حمود، أقامت في وجدان مستمعي إذاعة عدن ( البرنامج الثاني ) لدفء صوتها.. وتؤدي المادة الإذاعية بلغة سليمة.. وإبداعها الذاتي بلا حدود.. وارتقت إلى مستوى الإذاعية المصرية الرائعة سامية صادق في البرنامج العام لجمهورية مصر العربية. ونستطيع القول - من خلال متابعتنا للبرامج التي قدمتها في إذاعة عدن وقراءة نشرات الأخبار - إنها مذيعة متمكنة حتى النخاع.. معجونة إبداعاً، حتى في الدراما الإذاعية، منذ التحاقها بخدمة إذاعة عدن عام 1976م، بعد أن اقتضت ظروف أسرتها الصعبة أن تطرق باب الحياة العملية مبكراً.. وتدوس - مضطرة - طموحها في مواصلة الدراسة .. وتكتفي بما شاء لها القدر من التعليم في مدارس مدينة الشيخ عثمان ( محافظة عدن ). برنامج ( غواص في بحر الإبداع ) تعرفت عليها من خلال تقديمها الرائع لبرنامج خاص كنت أعده لإذاعة عدن، في حقبة تسعينيات القرن العشرين ( غواص في بحر الإبداع ). كرست حلقات هذا البرنامج عن مبدعين في حياتنا ورموز في الأدب والموسيقى والأغنية: الموسيقار أحمد قاسم - والأغنية الحضرمية الخالدة محمد جمعة خان - والشاعر والصحافي والمحامي حسين محمد البار - والفنان الرائع محمد عبده زيدي وغيرهم، وقد حضرت ذات مرة تسجيل إحدى حلقات هذا البرنامج في استديو إذاعة عدن ، وتابعت عن قرب ( نبيلة حمود ) وهي تقدم، ما كتبت في أجمل صورة. .. وفي حفل ملتقى الرقي والتقدم وشاءت الصدف أن يجمعنا تكريم ملتقى الرقي والتقدم، الذي أقيم بقاعة فندق حدة بأمانة العاصمة، في شهر مايو 2010م كرمت باعتباري من رواد الصحافة والإعلام في محافظة حضرموت، وجرى تكريم الأخت نبيلة حمود باعتبارها من رواد العمل الإذاعي في محافظة عدن. وفي فندق ( حدة ) حيث سكن المكرمون من خارج صنعاء، نذكر منهم الأستاذ واثق شاذلي والأستاذ محمد عبدالله مخشف، تعرفت أكثر على الإذاعية الرقيقة نبيلة حمود، واصطحبت معها إلى صنعاء نجلها أيمن أمين - المذيع حالياً في قناة عدن الفضائية.. حدثتنا في جلسة معها في استراحة الفندق، على تجربتها في العمل الإذاعي في عدن، وكيف ساندت أسرتها في ظروف صعبة مرت بها. وحاجتها إلى سكن يليق بمكانتها ووضعها الصحي. والتقطت أنفي رائحة ( جحود ) نحوها .. ولم تحصل على الدرجة الوظيفية التي تستحقها، ولم يلتفت إليها أحد لتسوية وضعها الوظيفي، وهي التي شرفت إذاعة عدن في مهرجان البحرين للإذاعة والتلفزيون لدول الخليج العربي، من خلال تقديم الحلقة الخاصة من برنامج ( نحن والبيئة ) الذي حصل على الجائزة الذهبية في ذلك المهرجان. وكنت نشرت الحوار الذي أجريته معها، في صحيفة ( 14 أكتوبر ) بعد العودة من حفل تكريم ملتقى الرقي والتقدم في صنعاء وقد اتصلت هاتفياً تشكرني على الإضاءة التي كتبتها عنها في الصحيفة. ونبيلة حمود .. من جيل الأوفياء .. ونجاحها الباهر في الإذاعة أوصلها إلى ( مدير عام الإدارة العامة للبرامج في إذاعة عدن بالوكالة ثم أصبحت النائب الأول لمدير عام الإدارة العامة للبرامج بالإذاعة )على ما اعتقد وكانت محاورة لافتة في البرامج الإذاعية المباشرة. عمارة من النغم وخلال الحديث معها عن رموز الأغنية العدنية، ذكرت لي أنها متذوقة للأغاني، ووصفت الموسيقار أحمد قاسم بأنه ( عمارة من النغم ) سبق عمره.. وقالت: إن أغاني الفنان محمد سعد عبدالله في حقبة الشينات تجعلنا نرددها.. ودندنت بأغنية تحبها لمحمد سعد عبدالله ( مابا بديل ).. غنت : ( ودي اليدين اللي فيهن زنود .. يطوقني بها لما الثمه هلي ياسعد من شافه .. محلى كامل أوصافه وأنا فدو العيون السود .. والخد الأسيل .. مابا بديل والتعزية لأجل نبيلة حمود واجبة.. بعد أن اختارها الله إلى جواره مساء الجمعة 8 رمضان 1433ه - 27 يوليو 2012م لها الرحمة.
