أطلقت منظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف أول أطلس من نوعه في العالم يربط بين الصحة والتحديات الأكثر إلحاحا التي يواجهها سكان العالم بسبب التغيرات المناخية .. حيث يعطي الأطلس الجديد أمثلة عملية على كيفية استخدام المعلومات الخاصة بالطقس والمناخ في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحة العامة . ويؤكد الأطلس الجديد حقيقة أن الجفاف والفيضانات والأعاصير تؤثر على الصحة العامة للملايين من السكان حول العالم كل عام حيث أن تقلب المناخ والظروف القاسية مثل الفيضانات من الممكن أن تؤدى إلى أوبئة وأمراض مثل الملاريا والإسهال وحمى الضنك والتهاب السحايا والتي تتسبب في الوفاة والمعاناة الصحية للملايين . وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان - في تصريح لها بمناسبة إطلاق هذا الأطلس العالمي - إن إدارة المخاطر من خلال معلومات مسبقة عن تغير المناخ من الممكن أن تكون أداة مهمة للغاية لمواجهة أي أخطار صحية خاصة في وقت أصبح فيه للمناخ تأثير على حياة الإنسان. من ناحيته ، قال ميشيل جارو مدير عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن تعزيز التعاون بين الأرصاد الجوية والمجتمعات الصحية بات اليوم أمرا حيويا للغاية يتطلب توفير معلومات دقيقة ذات صلة بالطقس والمناخ ودمجها في إدارة الصحة العامة على الصعيد العالمي والوطني والمحلي . ويشتمل الأطلس العالمي ، الذي تم إطلاقه في جنيف بمناسبة انعقاد الدورة الاستثنائية للمؤتمر العالمي للأرصاد الجوية والتي تستمر حتى 31 أكتوبر الجاري ، على العديد من الخرائط والجداول والرسوم البيانية التي تم تجميعها من أجل جعل الروابط بين الصحة والمناخ أكثر وضوحا، فعلى سبيل المثال يبين الأطلس توزيعا لبعض المواقع التي تنتشر فيها الأمراض المعدية واختلاف انتشارها على مدى المواسم المختلفة بالاستناد إلى عوامل الطقس والظروف المناخية. ويطرح الأطلس الجديد أيضا بعض الدراسات التي توضح إلى أي مدى يمكن إنقاذ حياة الآلاف في حال حدوث الأعاصير ومن خلال التعاون بين الخدمات الصحية الطارئة والأرصاد الجوية .. حيث أشار إلى أنه في بنجلاديش تم خفض عدد القتلى من الأعاصير ذات القوة المماثلة من 500 ألف ضحية في عام 1970 إلى 140 ألف في عام 1991 ثم إلى 3000 ضحية فقط في عام 2007 بفضل تحسين أنظمة الإنذار المبكر .