أبحث عن وجهها في مرايا العتمة من زوايا الشرفة الواسعة الأرجاء هي في ليلها عذراء وفي صبحها عوراء تبيع للمارة ،لبنيها ما تيسر من السراء والضراء وإن ضحكت فضحكتها نكراء وإن عبست فليلتنا سوداء أهدتني ذات ليلة وردة حمراء وقلبي المجروح غنى لها أغنية عصماء «يا ورد من يشتريك وللأحبة للوطن يهديك» ومضيت أكمل رحلتي .. قلت يا زمني أين أرى وجه وطني !!؟ أبراحة الكفين أم وضعته الذئاب أسفل الفكين!؟ أمي .. مثل عمتي .. لها شهيد ... مات ومضى الزمان ونسيته حكومتي يمضي الزمان حزيناً .. يتلو بين عمتي وجدتي بياناً يمزق أمتي أراك عصي الدمع .. يا زمني أم الشهيد بكت .. مدن الورد اشتكت ومشت نحو الجنازات والعين تذرف دمعاً ودم ! وقلب الفتى ذاك الذي لم تطله بعد الرصاصات ،صغيراً يصلي وأمه رافعة للسماء //أيادٍ للعطاء وللدعاء قالت أقيموا الصلاة .. واقرؤوا الفاتحة على ولدي على ما تبقى من جسدي والرمق// الله يا أهلنا الطيبين يا جذوة من رغبة لا تلين وأم أتت تحمل الورد بذات الصباح الذي مشت على أنامله الجحافل وسالت على جوانبه الدماء لك الله يا أم من مات بوابلٍ من رصاصات أو طحنته الجنازير ومشت أمه مثل كل الأمهات تحمل الورد للذكريات الله ما أجمل الأمهات يحملن سلة من ورود، يصنعن ورداً وخبز يطلقن بقلب الزهور أجمل الأغنيات الأم جوهرة هذا الزمان قلبها قاموس فكرٍ معولم بين الأنين وبين الحنين تقرأ بين الأزقة كل الوجوه لم يجانبها الصواب //لم يعد في المدينة متسع لباقات ورد .// //تكلم صوت الرصاص واختفى زمن الحصار .// الأرض صارت خراب رصاص هنا .. وهناك قنابل.. أجساد الصبايا صارت شظايا ثقوب //وكل الوجوه طرزتها الندوب// فيا وردة الياسمين من ذا يبيعك للحالمين الله يا وجه هذا الفتى ما لنا وهذا الزمان الثقيل رحل الربيع مبكراً فمن أين نأتي بالهواء العليل !!؟ ومن ذا بسوق الهوى يبيع الورود للعاشقين !؟ الأم تبكي .. تزحف بين الشظايا هذا ابنها القرمزي بائع الورد الذكي .. طريح هنا مسجى تغطي أطرافه والبنان وردات من قلب أم كليم من يقرأ الحرف يا أمنا .. يا أم هذا الصبي الذكي لا يصنع المحرقة ومخزون آثامنا من «الهو لو كست » //هو الكارثة // ويا أم كل البنين لأنا مثلك نحب ذاك الفتى بائع الورد الذكي الكان يقرأ الحرف ويعرف أن الذي يصنع الخبز مثل أمه ايضاً يصنع //الذاكرة // صاحت جموع البنين //ما أجمل الورد الذي سقته الأمهات من دمعها والحنين// الأم .. صاحت بقلب أم حزين «ولدي .. يا فلذة من كبدي قدمت روحك زهراً وورد أنت الجراح يا من قلت بين الجراح يا وطني .. يا جرحاً أدمى مقلتي أنت أثمن من مهجتي وأثمن من تباع أو تشترى أنت الوجود فهل لهذا الوجود .. ثمن !!؟ أنشودة أو علم فابتسم للصباح .. أزح الغشاوة عمن بالدماء يبخلون إن طلب الوطن يا أمنا .. أم الشهيد يا من بها نهتدي وبها نبني وطن أنت المدى .. عنوان أخينا الذي عننا قد رحل .. أحال المسافات قناديل لضوء الطريق البعيدة لوطن تشظى أنت يا أمنا كل الإشارات التي صاغها الدهر عنوان أيامنا المقبلات التي تجعل من مدن الورد بتجويف قلبي عنوان هذا الكتاب ... نهارك سعيد يا أيها القديس في معركة الباشوات ... باشاوات النهار وإدخال المذابح تحت السجاجيد وعورات كل المساءات التي تحيض سفاحاً في مخبأ العنكبوت وانكشاف أسرار المغارات عن «ثورات الربيع العربي » المعبأ في براميل بيت النعامي وحواش أطراف البيت الأبيض المغسول بذهب النفط ورحيقه المشحون من آهات أرض المسك والياسمين بمدن الورد الخالدات اكتبي يا أمنا يا أم الصبي الذكي اكتبي بدمعك على جدار الزمن سنقرأ كل الكلام وما تكتبين .. اكتبي .. «توقف يا زمن الخائبين ولا تزرع لنا الخيبات يا زمن المضحكات المبكيات » وارسمي على هامتي قلماً .. ريشة ولا تبكي .. ولا تشتكي .. نعم قولي //رحل الذين نحبهم .. لم تبق إلا المبكيات // قولي يا محيط الشمس يا زمن الناس الآتين من جسدي هيا .. اقرؤوا على ولدي من الآيات والبينات وما تيسر من الآيات ويا زمناً مفقوداً في نظري مدد ناظريك نحو وديان التلاقي بين السهول وأطراف المآقي وضع في مستقام القلب زهرة تحكي عن الزمن الآتي عن وطني بلدي ويا أم الصبي الذكي قالوها حكمة .. قالت «هم الأبناء» «الماء والخضرة والوجه الحسن» //هم الأبناء امتدادات العمر // فهيا نبني وطناً لا ينام ولا يطاله الوسن وقولي ابني فداك يا وطني فنحن التراب .. نحن الجداول ونحن الوجوه التي تصافح القمح بين السنابل والحقول نحن آية هذا الزمان نصنع الخبز للكادحين ومن يصنع الخبز يصنع الذاكرة ومن يصنع الخبز يكسب المعركة يكسب المعركة