لم يظهر تأثير الفن المهاجر إلا بعد نشأة الدولة الحديثة وظهور النفط في الدول الشقيقة المجاورة في الجزيرة العربية والخليج العربي وهجرة القوى العاملة للبحث عن لقمة العيش بعد أن ضاق الحال بها في الوطن كما هاجر عدد من الفنانين والأدباء إلى الدول المجاورة بعد أن عمل الاستعمار البريطاني على تضييق حرية الرأي والتعبير على المثقفين والفنانين في عدن ومن هؤلاء الفنانين الفنان المعروف أبو بكر سالم بلفقيه الذي قدم أجمل الأغاني اليمنية والسعودية ونال شهرة واسعة في الوطن العربي. [لا يوجد نمط فقرة][فقرة بسيطة]واياً كانت الهجرة فإنها على الأقل خلال فترة معينة قد تكون مكاناً قاسياً وموحشاً ليس لأنه كذلك في الأصل أو الواقع وإنما لأنه مكان غريب ولان الوافد الجديد غير قادر على التكيف معه خاصة انه يعتبر إقامته فيه مؤقتة كما يعتبره المواطنون الآخرون (مواطنو البلد) ضيفاً عزيزاً مرحباً به ليس أكثر من ذلك. لقد أبدع الفنان والمثقف اليمني المهاجر وقدم أجمل الأعمال الفنية والأدبية وقد أتيحت له الفرصة للتعبير عن رأيه بكل حرية في هذه الدول الشقيقة وربما حصل على العيش الأفضل ولكن يظل حب الوطن والحنين له هو الأقوى. يقول الفنان والشاعر حداد بن حسن الكاف في قصيدة غنائية بعنوان ( بسالك يا عاشور). بسالك يا عاشور عن حال البلد وأخبار غنانا وكيف الناس والبلده بالله خابر عاد من بعد حد أو عادهم في ذكر حداد وان قد تناسوا ما قرب وإلا بعد بوعودهم الكاذبة بكره قفى بعده ولعاد حاجة للمولى والمرد باقول في سيئون باراد كلين من المغرب على فرشه رقد ونا ليالي خمس طرفي ما هني رقده بيت كما مولى المطاحن والرمد ومن الكدر من ماد ولا ماد كثر المشقة تورث القلب النكد والقلب ايش يجبره لا قد حالته نكده وان طالت إلا هكذا الحال نكد ماشي صفا بعد التنكاد وان قالوا صلوا شرق صلينا عمد محبوب عبدالله وعند الناس بالعمده وعلى قلوب الناس له سطوة ويد محد لعب مثله بحداد يقول الباحث الموسيقي اليمني عبدالقادر قائد محاضر تربية موسيقية في معهد الفنون الجميلة بعدن ... ... وبعد قراءة الكثير عن المصادر التي تناولت القبنوس نجد أن له اثراً في كثير من بقاع العالم . وهذا يقودنا إلى البحث عن معنى واصل التسمية التي جاءت بهذا الفن المهاجر إلى اليمن. أشار غانم الأب صاحب (شعر الغناء الصنعاني) إلى انه العود المصري والشامي الذي نعزف عليه اليوم. لقد ذكر ابن خردايه ( قنبولات) لأنماط والجرمك وذكر عبدالقادر غيبة في مخطوطته بالمتحف البريطاني المسماة ( رسالة الألحان) والمكتوبة في القرن الخامس عشر الميلادي ( القنبوز الرومي). وأشارت التركية افيليا شلبي توفيت في 1679م إلى أن القابوز من اختراع وزير السلطان العثماني محمد الثاني الذي توفي في 1481م. الفنان أبو بكر سالم بلفقيه شاعر وملحن وفنان متميز قدم الفنان الكبير ابو بكر سالم بلفقيه عدداً من الاغاني المشهورة ومنها أغنية ( تسلى يا قليبي ) من شعره ولحنه وغنائه وقد نالت هذه الأغنية إعجاب جمهور كبير من عشاق هذا الفنان : تسلى يا قليبي تسلى يا قليبي شوف الدنيا مخلاه كم من مال يمسى لمولى غير مولاه تسلى يا قليبي وشيل الهم عنك تسلى يا قليبي وخلي الحب فنك بساعة بسط تسوى حياتك كلها آه وحب كل من يحبك وصن عهدك معاهم وبادر بالرضاء والوفاء تكسب رضاهم ويا محلا الاحبه إذا ذاقوا المحبه بساعة بسط تسوى حياتك كلها آه يا ليلة النور هلي هلي علينا وطلي ويا قلبي تمتع وخذ وقتك واقنع بساعة بسط تسوى حياتك كلها آه اشتهر عمال البناء والفلاحون أثناء صرب السيول في مواسم الحصاد وكذا العاملون في إنتاج النورة وغيرهم في كثير من مواقع العمل المختلفة في حضرموت بإنشاد البيت الأول والثاني على لحن فلكلوري مما يزيد من حماسهم ونشاطهم ويرفع معنوياتهم لأداء عملهم بهمة وإتقان أما بقية أبيات هذه القصيدة فهي من نظم الفنان أبو بكر سالم بلفقيه وألحانه.
